لا شك أن هناك أنواعاً كثيرة من العنف والإرهاب تقوم بها العصابات الخاصة بالنهب ، والمافيا ، والمخدرات فالبحث عن هذا النوع خارج عن موضوعنا ، وإنما حديثنا منصَب حول الإرهاب والعنف باسم الدين .
وعند التعمق والبحث والتحليل في الوقائع الإرهابية التي وقعت في الماضي والحاضر باسم الدين نجد أن هناك ارتباطاً وثيقاً بينها وبين الحركات المتطرفة الغالية في كل الأديان السائدة .
فللصهيونية العالمية دور كبير في العنف والعنف المضاد وبالأخص في فلسطين ، وللكنيسة حينما تطرفت وخرجت عن سمتها دور كبير في الإرهاب الفكري للعلماء الغربيين ، حيث أقامت لهم محاكم التفتيش وحكمت على الكثيرين منهم بالاعدام ، أو الحرق لمخالفتهم آراء الكنيسة ، ولا أحد يستطيع أن يحص جرائم الصليبيين في الاندلس ( اسبانيا وبرتغال ) في حق المسلمين واليهود ، وكذلك ارتبط العنف في المجتمع الإسلامي بالحركات المتطرفة الغالية كالخوارج ، والقرامطة والباطنية بجميع فرقها ، ثم إلى الحركات المتطرفة المعاصرة التي أباحت الدماء وسفكتها دون تحقيق أي هدف نافع .
أسباب التطرف الديني :
التحذير الشديد من الغلو ( مجاوزة الوسطية )
فلا نجد ديناً أو نظاماً أولى عنايته بمحاربة التطرف والغلو والافراط والتفريط في كل شيء مثل الإسلام ، فقد شنّ عليه حرباً ، وحذر منه تحذيرات شديدة ، فقد نعى القرآن الكريم على أهل الكتاب الذين غلو في دينهم بغير حق ، وترهبوا أو ابتدعوا الرهبانية وترك الدنيا وطيـباتها فقال تعالى : ( قل يا أهل الكتاب لا تغلو في دينكم غير الحق ) وقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : ( إياكم والغلو في الدين فإنما هلك مَنْ قبلكم بالغلو في الدين ) قال الإمام ابن تيمية : ( قوله ” إياكم والغلو في الدين ” عام في جميع أنواع الغلو في الاعتقادات والأعمال ، والغلو : مجاوزة الحد …. والنصارى أكثر غلواً في الاعتقاد والعمل من سائر الطوائف ) .
وقد ذكر الرسول عاقبة وخيمة لأهل الغلو والتطرف وهي الهلاك في الدين والدنيا حيث قال : ( هلك المتنطعون ) ثلاث مرات قال الإمام النووي:أي المتعمقون المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم ) .
ولذلك دعا الإسلام إلى الوسطية ، وجعل هذه الأمة أمة وسطاً فقال تعالى : ( وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) ، ولذلك علمهم منهج الوسطية في العبادات والعقائد والعادات والملبس والمأكل والمشرب ـ كما سبق ـ ، وجعل شعارهم ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ) ودعا إلى التمتع بالدنيا وملذاتها بالحلال ، وأنكر على من يقول بأن الزينة محرمة فقال ( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي خالصة ) وقال أيضاً : ( ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض ) .
وأوضح الرسول منهجه وطريقته في التعامل مع أمور الدنيا حينما سمع أن بعضهم يريد الابتعاد عن أكل اللحم ، وعن الزواج ، والنوم في الليل فقال : ( ما بال أقوام يقول أحدهم كذا وكذا …لكني أصوم وأفطر وأنام وأقوم وآكل اللحم وأتزوج النساء فمن رغب سنتي فليس مني ) .
بين التطرف والتمسك :
ومن الضرورة الإشارة إلى أن التمسك بالكتاب والسنة ، أو بالأحوط من آراء الفقهاء ليس تطرفاً ، وإنما التطرف هو التجاوز عن الحد الوسط مع التعصب للرأي تعصباً لا يعترف معه للآخرين بوجود ، وقد يؤدي ذلك إلى التكبر أو الاعتداد بالذات أكثر من لازم ، فقد سمعنا بعضهم ( وهم لا يزالون محتاجين إلى فهم النصوص الشرعية ) يقولون : ( هم ـ أي أبو حنيفة ومالك والشافعي ونحوهم ـ رجال ، ونحن رجال )
ومن مظاهر التطرف أيضاً : التزام التشدد على النفس ، والتشديد على الغير في غير محله وإلزامهم بما لم يلزمهم الله به في حين أن الإسلام دين التيسير في الأحكام ، والتبشير في الدعوة فقال صلى الله عليه وسلم : يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا ) .
ومن مظاهره أيضاً الغلضة والخشونة في التعامل ، وهم يخطئون في الاستشهاد بآية نزلت في حالة الحرب مع الأعداء ( وليجدوا فيكم غلظة ) .
ومن مظاهره أيضاً سوء الظن بالناس ، والتساهل في غيبتهم من باب الجرح والتعديل في حين أن من أخلاق الإسلام حسن الظن بهم والتماس الأعذار لهم .
ومن مظاهره الخطيرة السقوط في هاوية التفسيق والتكفير للمخالفين لهم ، وحينئذٍ تكون الكارثة حيث حينئذٍ تسقط عصمتهم وتسفك دمائهم .
الأســـــباب :
فقد اختلفت وجهات نظر الباحثين والسياسيين في أسباب التطرف الديني ، والعنف باسم الدين ، فمنهم من يرجعها إلى أسباب اقتصادية من الفقر والبطالة ، ولكنها تضعف وجاهة هذا السبب أن التطرف ليس بين الفقراء والعاطلين فقط ولا في الدول الفقيرة فحسب ، وإنما يشمل الأغنياء والدول الغنية أيضاً ، فكان أول تطرف ظهر في العقود الأخيرة كان في جماعة جهيمان الذين احتلوا الكعبة المشرفة وأراقوا فيها الدماء ، ولم يكن دافعهم القضية الاقتصادية .
ومنهم من أرجع ذلك إلى أسباب نفسية أو اجتماعية أو فكرية ، أو نحو ذلك .
ولكن التحقيق هو النظرة الشمولية إلى الأسباب ، بأن كل هذه الأسباب وغيرها كان لها دور في إيجاد التطرف وتوسيع دائرته ويمكننا أن نقسم هذه الأسباب إلى قسمين : أسباب داخلية داخل الجماعات المتطرفة أنفسها ، وأسباب خارجية ، فأما الأسباب الداخلية فهي :
1 ـ الجهل المركب وعدم الفقه في الدين :
أي أن الشخص في حقيقته جاهل ، ولكنه يجهل أيضاً أنه جاهل ، أو بعبارة أخرى أنه يظن أنه قد بلغ مرتبة الاجتهاد ، فيجتهد ، ولكنه في الحقيقة هو لم يبلغ تلك الدرجة ، وقد نبه على ذلك الإمام الشافعي حيث جعل أول أسباب الابتداع والاختلاف المذموم المؤدي إلى تفرق الأمة شيعاً وجعل بأسها بينها شديداً : أن يعتقد الإنسان في نفسه ـ أو يعتقد فيه ـ أنه من أهل العلم والاجتهاد في الدين ، وهو لم يبلغ خلافاً …. فتراه آخذاً ببعض جزئيات الشريعة في هدم كلياتها ، حتى يعبر منها ما ظهر له بادي رأيه من غير إحاطة بمعانيها ، ولا رسوخ في فهم مقاصدها ، وهذا هو المبتدع ، وعليه نبه الحديث الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يقبض الله العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ) .
2 ـ الأخذ بشكل النص دون مقاصده وعلله ومناطه وبالتالي عدم التفقه في النصوص الشرعية .
3 ـ ضعف المعرفة بالتأريخ والفق وسنن النصر والهزيمة ، وسنن الكون والحياة والأمة ، وسنة التدرج وسنة الأجل المسمى ( أي الوقت المناسب ) .
4 ـ اتباع المتشابهات وترك المحكمات والتباس المفاهيم ، والاشتغال بالمعارك الجانبية عن القضايا الكبرى .
5 ـ الاسراف في التحريم ، وفي تجريح الآخرين ، وتفسيقهم بل وتكفيرهم .
فقد حدثني أحد الأساتذة في جامعة الكويت فقال : لقد ناقشني أحد الطلبة في الجامعة فقال : إن الشيخ ( أحد الدعاة الكبار المعروفين ) يكفر بسبعة عشر خطأ ، ويفسق بستين خطأ ، فقلت له : هل يمكن سردها ؟ ، قال : فبدأ بسردها واحداً تلو الآخر ، فقلت: هل كان منهج السلف هكذا؟! لو حفظت بدل هذا آيات ، أو أحاديث ، أوما كان أحسن لك ؟! .
وأما الأسباب الخارجية ( أي خارج جماعة المتطرفين ) فتعود إلى ما يأتي :
1 ـ غربة الإسلام في ديار الإسلام ، حيث يرى المسلم في دار الإسلام أن الفساد يستشرى والباطل يتبجح ، والعلمانيين يبوحون بكل ما يريدون ، والخمر تشرب ، والفواحش ترتكب جهاراً ، والأفلام الداعرة تنشر ، والمسرحيات والتمثيلات تتال من الإسلام ناهيك عن استعراضها للفساد والمتبرجات …..
ويرى المسلم أن معظم الدول بنص دستورها علىالإسلام ، في حين لا يطبق شرع الله في معظم مجالات الحياة ن بل تقنن قوانين تبيح ما حرمه الله من الخمور والزنا ونحوها ، ومن جانب آخر يرى أن معظم الحكام لا يولون عنايتهم الخالصة بقضايا الأمة ن بل خائضون في ملذاتهم ولهوهم في حين أن الشعوب المسلمة في محن ومصائب ومشاكل وفي فقر ….؛ كما يرى الظلم الاجتماعي على أشده ، وأن استغلال المناصب للإثراء بدون سبب مشروع ، فاللصوص الكبار يتمتعون بالحرية والتكريم واللصوص الصغار قد يتعرضون للعقاب .
فالشاب المسلم الملتزم حينما يرى هذا التناقض الغريب إذا لم يكن لديه الفقه المكين يتجه نحو التشدد وتكفير المجتمع .
2 ـ الهجوم العلني على الإسلام ، وإعلان الحرب ضده دون عناية من معظم الحكام بهذه الهجمات الخطيرة .
3 ـ مصادرة حرية الدعوة وعدم افساح المجال للدعوة والدعاة حيث إن الحديد لا يفله إلاّ الحديد ، فلو كان هناك مجال للدعوات الإسلامية المعتدلة كان بوسعها إقناع الشباب بالمنهج الوسطي المعتدل .
4 ـ الاستبداد والقهر السياسي والتعذيب للدعاة :
فالاستبداد دائماً يولد العنف لدى الآخرين ، ويجعلهم لا يفكرون في وضح النهار ، وإنما في جنح الليل وفي الظلام الدامس وفي الأماكن السرية فتنمو الأفكار المتطرفة في هذه الأجواء الكابتة.
فقد منعت الدعوة الإسلامية أن تقوم بعملها جهراً ، فاضطرت للعمل السري ، بل رأى الشباب المسلم حينما سجن كيف يعذب الدعاة بألوان من الإيذاء والعذاب ما تقشعر من ذكره الأبدان ،وما يشيب من هوله الولدان ، فقد شويت الأجسام الغضة بالكرابح شياً ، وكويت بالنيران وأعقاب السيكاير كياً ، وعلق الرجال من أرجلهم كما تعلق الذبائح يتناوبهم الجلادون واحداً بعد الآخر ، كلما تعب أحدهم أخذ منه الجلاد الآخر ، حتى يصير الجيم كومة من الدم والقيح والصديد ، وكم من أناس سقطوا شهداء تحت العذاب لم يرق لهم ولم يعبأ لهم القساة الجبارون الذين لم يخشوا خالقاً ولم يرحموا مخلوقاً ، ولم يفكروا في محاسبتهم .
لقد استخدم في حق الشباب والدعاة المسجونين كل ما عرفته النازية والفاشية والشيوعية وزادوا على ذلك بأساليب ابتدعوها في إيذاء الأبدان ، وتعذيب النفوس وسل الأمخاخ ، وإهدار الآدمية .
في داخل هذا الأتون لتعذيب البشر ولد التطرف عملاقاً ، وظهر التكفير ، حيث ظهرت جماعة التكفير والهجرة داخل السجون ، ورد عليهم الأستاذ الهضيـبي في كتابه ( دعاة لا قضاة ) حيث بدأ هؤلاء المعذبون بسؤال بسيط لأنفسهم : لماذا هؤلاء يعذبوننا هذا العذاب الأليم ؟ لِمَ كل هذا التعذيب ؟ وأي جريمة اقترفناها غير أننا قلنا ربنا الله ومنهجنا الإسلام ودستورنا القرآن فوصلوا إلى أن هؤلاء الوحوش الكاسرة التي نهشت لحومنا كافرة وأن هؤلاء الحكام من ورائهم الذين لا يحكمون بما أنزل الله بل يعذبون من يطالب بذلك …. كفار فسقة فجرة …….. هكذا تأصل التكفير والتطرف .
5 ـ الكيان الصهيوني واحتلال قبلة المسلمين الأولى :
ومن أهم أسباب التطرف والعنف والإرهاب وجود العدو الصهيوني على الأراضي الفلسطينية العربية المسلمة ، وما تعبث فيها من تقتيل وتشريد دون رعاية لهذه الأمة ، ولا احترام لأي قرار للأمم المتحدة ، ومع ذلك يقف معهم العالم الغربي وبالأخص أمريكا .
يعود الصراع الحاد داخل العالم الإسلامي إلى الاتيان باليهود وزرعهم في فلسطين ، ثم احتلالهم لها باسم الدين ، حيث تعتقد اليهود أن فلسطين كلها أرض الميعاد هي أرضهم المقدسة وأن هجرتهم إليها تعبير عن إرادة الله ، معتمدين على التلمود الذي يعتبر فلسطين نقطة الارتكاز للسيطرة على العالم ، لأنها هي قطب العالم الذي يجب أن تقوم فيه الدولة العبرية ، واستطاعت الصهيونية العالمية من خلال مؤتمراتها وبالأخص مؤتمر بازل في عام 1897م أن تستغل العاطفة الدينية الكامنة لدى اليهود وتسخيرها لخدمة مطامعها السياسية الاستعمارية حتى أصبحت أرض الميعاد من أهم أسس الصهيونية ومقوماتها ، وتمسكت بالوعود التوراتية لأرض الميعاد وحدودها والتوسع فيها ، حيث يقول بن غوربون في الكتاب السنوي لعام 1951 : ( الآن فقط وبعد سبعين سنة من كفاح الرواد استطعنا أن نصل إلى أول استقلالنا في جزء من وطننا العزيز ) لم يكتف بذلك بل دعا إلى التوسع معتمداً على نصّ من التوراة يخبرهم بأن ( كل مكان تدوسه بطون أقدامكم يكون لكم ) ، وقال ليفي أشكول رئيس وزراء إسرائيل الأسبق ( لا يزال هناك عشرون ألف كيلو متر من فلسطين القديمة لم نضع أيدينا عليها حتى الآن ) ، وقد فسر إيريك رولو المحرر السياسي لصحيفة اللوموند الفرنسية في عدد صادر قبيل عدوان حزيران 1967 ( قول أشكول بأنه يقصد أن جزءاً من العراق وسوريا ، وكافة الضفة الغربية وشرق الأردن هي أجزاء فلسطين القديمة التي يحلم أشكول أن يضع يده عليها ) .
والمقصود بذلك أن احتلال الأراضي الفلسطينية من قبل الصهاينة أدى إلى انفجار الوضع في فلسطين التي كانت أهلها آهلة بسكانها الفلسطينيين فنشب الصراع الدموي بين الطرفين ، واستعملت اليهود كل الوسائل القاسية والإرهابية لطرد الفلسطينيين وبناء المستعمرات ، وإحلال اليهود مكانهم ، ونشأت من ذلك عصابات صهيوينة عاثت في الأرض فساداً ونشرت العرب بين الامنين .
والصهيونية السياسية طورها ثيودورهرتزل ( 1860 ـ 1904م ) حيث بدأ بصياغة مذهبها في فينا منذ عام 1882م ثم انتهى بإرساء نظامها عام 1894 في كتابه الدولة اليهودية ، ثم بدأ بوضعها موضع التنفيذ في أول مؤتمر صهيوني عقد في مدينة بال بسويسرا عام 1897 .
والصهيونية انطلقت من النصوص التوراتية ( أعني حرفت ) فبررت كل ما قام به الصهاينة بنصوص توراتية ، ينـزلها حاخاماتهم على الوقائع الجارية وإن كان بتكلف ، فالعودة وحدود أرض إسرائيل والاحتلال كل ذلك مبرر بتبريرات دينية يقول الاستاذ جارودي : ( وفي المرحلة الحالية للتوسع الصهيوني يسهم الخبال المجنون لحاخاماتهم الأحزاب الدينية من غلاة الداعين إلى الغزو في تبرير أغني المقامرات العسكرية الإسرائيلية وفي تأييد مطالب أكثر المتعصبين طغياناً وليس من قبيل المصادفة ما واكب الغزوة الدموية للبنان من تصريحات لبيجن معلناً فيها أن طائراتنا لن تحلق في يوم السبت احتراماً لذلك اليوم المقدس .. . ؛ لذلك لا يقتصر الحاخامات على القول بأن لبنان المحتلة هي أرض قبيلة ( عاشو ) بل ذهبوا إلى حد اعتبار المذابح مشروعة دينياً من أجل متطلبات القضية ، فتدمير مدينيتي صور وصيدا ودك بيروت بالقنابل ، ومجازر صبرا وشاتيلا لم تكن فقط امتداد لمذابح دير ياسين التي ارتكبتها عصابات السيد بيجن عام 1948 المعروفة باسم ( إرجون ) ومذابح قبية وكفر قاسم …) .
لذلك نرى الحاخام ( العازر والدمان ) يكتب في جريدة ( نكودة ) في مقال عنوانه ( قوة الانجاز) فيأتي بالسند الديني لسياسة شارون وبيجن ، ومفسراً ذلك باستشهادات من التوراة ، وموضحاً أن إسرائيل باحتلالها لبنان قد قامت ببدء الخلاص للعالم .
فالصهيونية في حقيقتها ليست مجرد دين ، ولكن دين وقومية ومذهب وسياسة ، وأن اليهود شعب الله المختار فهذه النزعة العنصرية جعلت اليهود ينظرون إلى بقية الشعوب باعتبارهم أقل شأناً ، بل يعتبرونهم كأنهم عبيد لهم ، وقد نقل الدكتور إريك يسكوف المتخصص في دراسة تعاليم اليهود نصاً معناه : ( إن من حكمة الدين وتوصياته قتل الأجانب الذين لا فرق بينهم وبين الحيوانات …. والذين لا يؤمنون بتعاليم الدين اليهودي وشريعة اليهود يجب تقديمهم قرابين إلى إلهنا العظيم ) .