الدوحة في 23 ابريل /قنا/

 دعا الدكتور علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أتباع الديانات السماوية إلى “كلمة سواء” لتحقيق العيش المشترك ورفع الظلم عن الشعوب المقهورة ونشر العدل والمساواة في العالم.

وحدد الدكتور القره الداغي في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الدوحة العاشر لحوار الأديان سبعة قضايا هامة وعاجلة رأى أنها “كلمة سواء” و تتطلب رص الصفوف والتعاون المشترك وهي القضية الفلسطينية وقضية الشعب السوري والمنكوبين في ميانمار إضافة إلى الاتفاق على حق مقاومة الظلم والاحتلال والاستعمار والاستعباد والتجارة بالإنسان وعدالة توزيع الثروات ومحاربة الشذوذ الجنسي والوقوف ضد ازدراء الأديان.

كما طالب الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى حوار بناء وتحويل الأقوال إلى مشاريع مشتركة بهدف تحقيق الخير للجميع والدخول في تعارف حقيقي لتجاوز عقبات الجهل بالآخر ..وقال “إن المشكلة تكمن في الجهل بحقيقة دين الآخر”.

وأشار إلى ما يعانيه العالم اليوم من مشكلات متعددة تنوعت بين الفراغ الروحي والتفكك الأسري والاجتماعي والأزمات المالية والاقتصادية في العالم المتقدم ومشاكل التخلف والطغيان والاستبداد والدكتاتورية والاحتلال والاستعمار والفقر والحروب الاهلية في العالم العالم الثالث فضلاً عن مخاطر التلوث البيئي والتصحر ومشكلة الأوزون ونحوها.

كما أشار إلى أن العالم تحيط به مشاكل أخرى مثل الاضطرابات الدينية والعرقية والعنف والإرهاب “تحت أي مسمى “مما يهدد الأمن العالمي والسلم الاجتماعي ويقوض قيم الحوار ويقضي على روح التعايش وينهي عملية التسامح بين أهل الأرض جيمعاً.

وتطرق إلى جانب من علاج القرآن لبعض هذه القضايا الكبيرة ” بمنهج عجيب لا يدركه إلا من ذاقه” وهو منهج التمهيد للأنفس والتركيز على القناعات والبينات والأخذ بزمام الانفس الإنسانية خطوة خطوة إلى أن يصل بها الى الحل المطلوب.

وأكد ان القرآن يريد أن يصل بالبشرية إلى قناعة قطعية بضرورة التعايش السلمي والتسامح وتحقيق الأخوة الإنسانية وقبول الآخر من خلال المقدمات القطعية للوصول الى مشتركات يقينية بديهية “لكنها غائبة عن الإنسان”.

وفي هذا السياق عدد الدكتور علي القره داغي بعض المعاني الكبيرة التي وردت في القرآن ومنها التأكيد على شراكة البشر في الأصل وهو “التراب فالطين ثم آدم وحواء”، والشراكة بين بني البشر في أنهم مكرمون بوجود نفخة من روح الله فيهم، إضافة الى تأكيد القرآن على المشتركات الكثيرة بين الأديان السماوية السابقة والتي “جعل الإسلام خاتمتها”.

ونبه إلى أن القرآن عندما دعا أهل الكتاب والأديان السماوية الى التسامي والأخوة والتعايش وقبول الآخر فإنه في الوقت ذاته دعا غير المؤمنين بالله إلى الاطار الإنساني العام والإطار العقلي الفطري الذي فطر الله الناس عليها وهو البحث عن الحقيقة.