فإنّ الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يتابع وبكل أسف الأزمة التي تشهدها منطقة الخليج والتي صاحبتها حملات إعلامية انتهكت حقوق الأخوة الإسلامية وانتهت إلى قطع العلاقات بين الدول الإسلامية الجارة والشقيقة في الخليج مما تسبب في قطع الأرحام بين المسلمين المنهي عنه شرعا بقوله تعالى: { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ }، وإلى اتهامات وتصنيفات بالجملة لشخصيات علمية ومؤسسات خيرية وإغاثية دون بينة ولا برهان وقد قال تعالى: { وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا }.
إن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وقد أخذ على عاتقه النصح للمسلمين جميعا حكاما ومحكومين عملا بقوله صلى الله عليه وسلم: " الدين النصيحة، قلنا: لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم " فإنه يدعو إلى الآتي

دور العلماء
1-  التأكيد على تغليب لغة العقل والحكمة والمصلحة العليا للمنطقة، والمسارعة بالجلوس إلى حوار أخوي صريح وبناء من أجل الخروج من الأزمة الحالية، وإعادة  أواصر المحبة والرحم التي تربط بين أبناء دول الخليج، وإننا في هذا الصدد نؤكد على وقوفنا مع كل الجهود الحكيمة الساعية لحل الأزمة وعلى رأسها جهود أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد التي يبذلها في هذا الصدد.

2- ندعوا علماء الأمة عامة والعلماء الأعضاء في الاتحاد خاصة للقيام  بدورهم الشرعي في السعي إلى إصلاح ذات البين، وعدم الانسياق مع كل الدعوات والقرارات الداعية للفرقة والشقاق بين أبناء الأمة الواحدة وأن يقوموا بدورهم بنصح ولاة الأمر في ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة عملا بقوله تعالى: { وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ }.

حرمة الحصار
3-      نؤكد على حرمة حصار أي دولة مسلمة فضلا عن حصار دولة مسلمة جارة اجتمع فيها حق الإسلام وحق الجوار لما يترتب على ذلك من إيقاع الضرر المتعمد على المسلم وقد جاءت الشريعة بالنهي عن ذلك وأن من فعله فقد وقع في الظلم ، والظلم ظلمات يوم القيامة، وعليه فإننا ندعو القادة الخليجيين الذين وقّعوا على ذلك إلى إيقافه في هذا الشهر المبارك ورفعه نهائياً والعودة إلى روح الأخوة الإسلامية التي بينهم وبين إخوانهم في قطر وقد قال تعالى: ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)

4-  نستنكر ما نتج عن هذا النزاع من الزج بالأعمال الإنسانية والمؤسسات الخيرية في خضم الخلافات السياسية بين دول الخليج، ومن ذلك ما صدر من تصنيف لمؤسسات خيرية وإنسانية قطرية ووسمها بالإرهاب ودعمه دون بينة ولا برهان رغم معرفة المؤسسات الدولية والخليجية ذات الصلة أنها بريئة من هذه الاتهامات.
5- نستنكر إدراج علماء كبار كان لهم دور ولايزال في خدمة الإسلام والمسلمين وفقا للمنهج الوسطي المعتدل من أمثال الشيخ يوسف القرضاوي والشيخ علي الصلابي والشيخ صادق الغرياني والشيخ محمد عبد المقصود والشيخ حامد العلي وإخوانهم من العلماء والدعاة الذين تم تصنيفهم دون بينة ولا برهان واتهامهم بدعمهم للإرهاب رغم معرفة القاصي والداني براءتهم من ذلك ويُذكر الاتحاد بضرورة الرجوع عن هذا التصنيف والالتزام بما قررته الشريعة من إكرام العلماء الذين هم ورثة الأنبياء وحرمة التعدي على أعراضهم.

 

الأمين العام للاتحاد العلمي لعلماء المسلمين

أ.د . علي محيي الدين القره داغي