الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يصف جرائم المحتلين في حق الفلسطينيين بالوحشية والعنصرية وضد الإنسانية

ويحمل العالم وبخاصة الحكام مسؤولية ما يحدث بسبب تهاونه وسكوته

ويعتبر أمريكا شريكة في هذه الجرائم بل شجعت عليها باعترافها " القدس" عاصمة للمحتل واحتفالها في يوم النكبة بها

 ويطالب العالم بإنقاذ الشعب الفلسطيني من  محنته

ويثمن مواقف بعض الدول في موقفهم من القدس عاصمة للشعب الفلسطيني خاصة تركيا

 

يتابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين المآسي التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في يوم النكبة من جرائم وحشية من قبل الصهاينة المحتلين ما يندى لها جبينهم، وزاد الاتحاد ألما أن يصاحب هذه الجرائم قيام أمريكا بنقل سفارتها إلى القدس، واعترافها بأنها عاصمة الدولة المحتلة، وأنها حق تاريخي لها ، كل ذلك يحدث ومعظم قادة العرب ساكتون، بل إن بعضهم يقف مع الصهاينة، ويصف المقاومة بأنها خطر عليه.

إن ما يحدث في العالم العربي كارثة كبرى بحق ، تفوق النكبة التي أصابتنا، ولكنها لا تخرج من دائرة سنن الله تعالى في التمحيص وتمييز الطيب من الخبيث.

وأمام هذا الوضع المؤلم جدا فإن الاتحاد يؤكد على بياناته السابقة التي تدل على موقفه الثابت من هذه القضية، ويبرز ما يأتي

أولا : إن حق العودة حق ثابت شرعي وقانوني لا يجوز التنازل عنه، وأن التنازل عنه خيانة عظمى ، فقد شرع الله تعالى الجهاد في أول آية نزلت لأجل الظلم الحاصل فقال تعالى (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) ]الحج – 40 [

ثانيا : يستنكر الاتحاد ويندد أشد التنديد بالجرائم الوحشية التي يرتكبها المحتلون بحق الشعب الفلسطيني، فهذه جرائم كبرى بحق الإنسانية، فلا يجوز السكوت عنها.

ثالثا : إن أمريكا تعد شريكة في كل الجرائم التي ارتكبها المحتلون في فلسطين وبخاصة الجرائم الأخيرة، وما فعلته أمريكا إهانة كبرى لجميع المسلمين والإنسانية ولقرارات الأمم المتحدة، وأن ذلك سوف يساهم في دفع عجلة الإرهاب والتطرف مع الأسف الشديد.

رابعا : يحمّل الاتحاد مسؤولية ما حدث ويحدث للعالم وبخاصة الحكام بسبب سكوت الأكثرية، وتعاون البعض مع الصهاينة ودعمهم للمشروع الصهيوني الأمريكي ومنحهم الصهاينة الحق التاريخي في أرض فلسطين، واتهامهم للمقاومة الشرعية القانونية.

خامسا : يناشد الاتحاد العالم الإسلامي والعربي، والعالم الحر، والمنظمات الأممية والحقوقية والإنسانية أن يقفوا صفا واحداً أمام هذه الجرائم : بإدانتها ومنعها ومحاكمة مرتكبيها.

 

سادسا: يثمّن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين  مواقف  بعض الدول التي لم تشارك في جريمة نقل  السفارة الأمريكية إلى القدس الشريف وبخاصة تركيا التي وقفت مع هذا الحق وأعلنت الحداد.

سابعا : إن إخواننا في فلسطين بصورة عامة، وفي غزة بصورة خاصة يواجهون العدو المدجج بالأسلحة، بصدورهم العارية، وقد استشهد منهم عشرات، وجرح المئات.

لذلك فواجب المسلمين وجوباً شرعياً أن ينصروهم بكل ما أوتوا : من المال والإعلام والأنفس، والدعاء والتضرع إلى الله بنصرهم ، فقد قال الرسول الحبيب صلى الله عليه وسلم ( من لم يَغزُ، أو يُحضّرْ غازياً في أهله بخير أصابه الله بقارعة قبل يوم القيامة ) رواه أبو داوود وابن ماجه بسند صحيح.

وأخيراً فإننا لانشك قيد شعره أن الله تعالى سينصر عباده الصالحين (وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ) ]الصافات – 173[وأن كل ما يحدث إن هو إلا ابتلاء وتمحيص فقال تعالى (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) ]البقرة –  214 [

لذلك ندعو جميع المخلصين الثابتين إلى شرف المساهمة في الدفاع عن الحق ونصرة المظلوم

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

 

الأمين العام

أ . د علي القره داغي