الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يناشد قادة الخليج بتحمل مسؤولياتهم أمام الله ثم شعوبهم في تحقيق المصالحة الشاملة والارتقاء فوق الخلافات التي يجب أن تحل بحوار هادئ هادف
ويطالبهم بتحمل مسؤولياتهم أمام أمتهم بالعناية القصوى بقضاياها الكبرى وعلى رأسها قضية القدس والحفاظ عليها بقوة وقضايا سوريا واليمن وغيرها
يتابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أوضاع أمتنا الإسلامية والعربية، حيث التفرق مزّق جسدها والتخلف قضى عليها والحروب والخلافات جعلتها أمة فاشلة، حتى وصل الخلاف إلى المجتمع الخليجي الواحد مما شجّع الطامعين في ثرواتها لمزيد من الهيمنة، بل شجعهم على التهديد بجعل القدس عاصمة لدولة الاحتلال، مع أن ذلك مخالف للقوانين الأممية، واعتداء صارخ على مشاعر مليار وسبعمائة مليون مسلم، ومشاعر إخواننا المسيحيين بفلسطين والقدس الشريف، وهذا يستدعي إعادة النظر فيما وقع بين العرب والمسلمين.
وأمام هذه التحديات، فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يناشد قادة الخليج وهم يستعدّون لعقد قمّتهم في دولة الكويت الشقيقة برئاسة أمير الكويت الحكيم وفقهم الله تعالى وكتب لهم التوفيق والسداد والرشاد..
يوجه الاتحاد هذه الرسالة إلى هؤلاء القادة، وكلنا دعاء وتضرع إلى الله تعالى أن يكتب لهم التوفيق والرشاد في هذا المؤتمر المهم الذي يعقد في وقت عصيب.
أولاً: يناشد الاتحاد قادة الخليج بتحمل مسؤولياتهم أمام الله تعالى ثم أمام شعوبهم في تحقيق مصالحة شاملة، والارتقاء فوق الخلافات الفرعية وحل جميع المشاكل عن طريق الحوار الهادئ الهادف.
فلا يحق على أصحاب الجلالة والسمو والفخامة أنهم أشقاء مؤمنون أقارب، فعليهم أمام الحاضر ثلاثة حقوق: حق الإسلام وحق العروبة والقرابة وحق الجوار، فقد أمر الله تعالى المخالفين بالصلح العادل لأنهم إخوة في الدين فقال تعالى: (فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين. إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون). "سورة الحجرات: 9-10".
ثانياً: إن القضايا الكبرى لأمتنا تتعرض لانتكاسات خطيرة مثل قضية القدس، وفلسطين، لذلك يطالبهم الاتحاد بتحمل مسؤولياتهم الدينية والتاريخية أمام هذه القضية الجوهرية وإعادة الأهمية الكبرى إليها، فتلك قضية المسلمين والعرب الأولى، وبذل كل الجهود للحفاظ على القدس الشريف الذي هو مسؤولية جميع العرب والمسلمين وليس مسؤولية الفلسطينيين وحدهم، فيجب على المسلمين أن يستعملوا جميع الوسائل المشروعة للحفاظ على حقوقنا في فلسطين والقدس الشريف ولا يجوز التفريط في ذرة واحدة من ترابها.
ثالثاً: إن مصائب الأمة في سوريا وليبيا واليمن تتفاقم يوماً بعد يوم، فيجب أن يكون لقادة العرب والمسلمين موقف واحد مشرف فلا يجوز التضحية بكل هذه الدماء التي أريقت في هذه البلاد أن تذهب هباءً منثوراً، بل يجب تحقيق ما تتطلع إليه شعوب هذه البلاد من الحرية والكرامة، فلا يجوز نصرة الظالم على المظلوم، فقد قال الله تعالى: (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار)…
وأخيراً نتضرع إلى الله تعالى أن يكتب لهذه القمة النجاح والتوفيق والسداد والرشاد والخير للجميع: آمين.
(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون..) صدق الله العظيم.