البنية بضم الباء : ما بُني ، وجمعه ( بُنى ) ، وبالكسر : ما بني ، وجمعه ( بِنى ) بالكسر ، ومنه بنية الكلمة أي صيغها ، وفلان صحيح البنية[1] .


وفي الاصطلاح الاقتصادي عرفها معجم أوكسفورد بأنها : ” المواد الأساسية والهياكل التنظيمية (مثل المباني والطرق والتجهيزات الكهربائية) اللازمة لتشغيل مشروع أو مجتمع”[2].


وعرفها معجم wiktionary بأنها [3]: ” المرافق والخدمات والتجهيزات الأساسية اللازمة لعمل وحدة أو مجتمع


وعرفتها موسوعة Wikipedia  :” بأنها مجموعه مترابطة من العناصر الهيكلية التي توفر إطار دعم هيكلي كامل .


  وهذا المفهوم هو الأكثر انتشارا للبنية التحتية في الوقت الحاضر ، حيث يشمل البنية الأساسية ، وتكنولوجيا المعلومات ، وقنوات الاتصال الرسمية وغير الرسمية ،  وبرامج التنمية ، والشبكات السياسية والاجتماعية والمعتقدات المشتركة التي  يعتقدها أعضاء من مجموعات خاصة.”[4]


والتحقيق أن مفهوم البنية التحتية لم يصل إلى هذه المرحلة إلاّ بعد أن مرّ بعدة مراحل :


المرحلة الأولى : مرحلة النشأة ـ وكانت في فرنسا في القرن التاسع عشر حيث كان مفهوم البنية التحتية يعني المنشآت العسكرية military installations ، وقد استمر هذا المفهوم إلى النصف الأول من القرن العشرين.


المرحلة الثانية : مرحلة ما بعد النصف الأول من القرن العشرين إلى أواخره ، حيث تطور المفهوم إلى معنى الأشغال العامة مثل الطرق والشوارع والطرق ، والجسور، النقل الجماعي ، المطارات والخطوط الجوية ، إمدادات المياه والموارد المائية، إدارة المياه ، معالجه النفايات الصلبة والتخلص منها ، توليد الطاقة الكهربائيه ونقلها ، الاتصالات ، وادارة النفايات الخطرة .


المرحلة الثالثة : في السنوات اللاحقة ، حيث توسع مفهوم البنية التحتية ليشمل الإطار الداخلي لأي نظام  تقني أو منظمة تجارية [5].


  والذي يظهر لنا رجحانه هو أن البنية التحتية : تشمل كل ما نحن نسميه في علم الأصول : بالضروري أو الحاجيّ حاجة ماسة للنهضة العمرانية والاقتصادية والاجتماعية ، ولذلك فهي تشمل المنشآت والخدمات والتجهيزات الأساسية التي يحتاجها المجتمع مثل : وسائل المواصلات كالطرق والمطارات وسكك الحديد ووسائل الاتصالات كشبكة الهاتف ، والجوال والإنترنت والبرق والبريد بالإضافة لنظام الصرف الصحي وتمديدات المياه، بل تشمل كل ما يتعلق بالبنية الفكرية والتوعوية ، والتعليمية والتربوية ، ونحوها


 


النوعان الأساسيان للبنية التحتية :


  وبناء على التعريف الجامع الشامل الذي اخترناه فإن البنية التحتية لها نوعان أساسيان وهما :




  1. البنية الصلبة ، وهي تشمل : المنشآت الأساسية والتجهيزات الأساسية ، والمباني والطرق والتجهيزات الكهربائية والمرافق الصحية ، والمطارات ، والموانئ ، وسكك الحديد ، ووسائل الاتصال كشبكة الهاتف والجوال ، والانترنيت ، والبرق والبريد ، ونظام الصرف الصحي ، وتمديدات المياه ، ونحوها .



  2. البنية المرنة ، وهي تشمل : الخدمات والأنظمة الأساسية وتكنولوجيا المعلومات ، وبرامج التنمية ، والتدريب والتوعية والتعليم الاساسي ، والشبكات السياسية ، والاجتماعية ، والقوانين والأنظمة التي تنظم المال ، والاستثمار ، بل والقوانين الخاصة بالعقوبات ، لأن كل ذلك يدخل ضمن شبكة أساسية لتحقيق البنية التحتية ، وبالتالي تشجيع الاستثمار ، للوصول إلى التنمية .


  فالبنية التحتية شبكة متكاملة وأنظمة مرتبط بعضها ببعض ، وحلقات متواصلة إذا انقطعت منها حلقة أثر ذلك في بقية الحلقات .


  ولذلك فنحن لسنا مع حصر البنية التحتية في الجانب المادي ، بل نرى أن الأفكار والمعتقدات لها دور مؤثر أيضاً في البنية التحتية ، ومن هنا فما يصرف في مجال التوعية بالتنمية يدخل في هذا المجال .


اعلى الصفحة



 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 




  1. المعجم الوسيط (1/72) ط. قطر ، ويراجع لسان العرب ، والقاموس المحيط مادة ( بنى )



  2. http://www.askoxford.com



  3. http://en.wiktionary.org/wiki/infrastructure



  4. http://en.wikipedia.org/wiki/Infrastructure



  5. http://en.wikipedia.org/wiki/Infrastructure