لا شك أن العنف الزوجي بكل أنواعه وأنماطه التي ذكرناها محرم ، لأنه من الإيذاء والضرر ، والاعتداء الذي دلت
الآيات الكثيرة والأحاديث الصحيحة على حرمته ، وهو غير الضرب المشروع بشرطه وآدابه وضوابطه ، وحتى مع
شروطه وضوابطه فهو آخر الدواء ، ومع ذلك (فلن يضرب خياركم) ولن يضرب من يريد الاقتداء بالرسول حيث لم
يضرب زوجة ولا خادماً .
وضرب المرأة يتنافى مع الفطرة السليمة والنفوس الكريمة ، ينفر منه الأصل ، ويرفع عنه الشهم ، كما أشار إلى
ذلك قول الرسول الكريم : ( أيضرب أحدكم امرأته كما يضرب العبد ، ثم يجامعها في آخر الليل؟ ) هذا الاستفهام
النبوي لا يكون الجواب عنه إلاّ بالنفي ، فهو استفهام إنكاري أراد منه إثارة الفطرة السليمة ، وتحريك النفوس الكريمة
نحو الصبر والتصبر دون الوصول إلى الضرب .
آثار العنف :
لا شك أن آثار العنف كثيرة متنوعة ، فلها أثرها السلبي على الطرف المضرور من الإيذاء والإذلال والتحطيم لشخصيته ، وغير ذلك ، وعلى الأولاد بالتشرد والإجرام وتحقيق النزعة الإجرامية الشريرة في نفوسهم ، وزرع العنف والإرهاب في قلوبهم .
وأما أثره على الأسرة فهو يفكك الأسرة ، أو زيادة العدوانية والقلق والانحراف ، وعلى المجتمع بزيادة الجريمة ، وغير ذلك مما ذكره الباحثون .