بسم الله الرحمن الرحيم

ملخص خطبة الجمعة 26 اغسطص 2011 لفضيلة الشيخ علي محيي الدين القره داغي بمسجد السيدة عائشة بفريج كليب

أيها الاخوة المؤمنون

هكذا الامور كلها في هذه الدنيا، مادامت لها بداية لابد أن تكون لها النهاية، الا الله سبحانه وتعالى، الذي هو الاول ليس قبله شئ وهو الاخر وليس بعه شئ، وما سوى الله فهو له البداية وله النهاية، بل كلما اكتمل، كلما بدأ بعد الكمال بالنقصان كما يقول الشاعر :
اذا كنت تبغي العيش فابغي التوسطا             فعند التناهي يقصر المتطاول
توق بدور النقص وهن أهلة                 ويدركها النقصان وهن كوامل
من الهلال الى البدر لكن من البدر الى المحاق والزوال والانتهاء، والعاقل من يتعظ بكل هذه التحولات والمتغيرات، وانه لم يكتب لأحد الخلد بل لم يكتب لهذا الكون الخلد، ( كل شئ هالك الا وجه)، والكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت ، والعاقل هو الذي يستغل كل هذه الامور، ويستفيد من هذه المناسبات العظيمة، ليكون ثروة عظيمة، ليست من الاموال فقط، وانما ثروة عظيمة من الثواب من الاعمال التي تبقى معك الى ان تدخلك الجنة، اما غير ذلك فهو يبقي حينما تزول ولا يصاحبك ابدا، وانما يصاحبك العمل الصالح، وانما يصاحبك القرب من الله، وانما يصاحبك الاستقامة، وانما الذي يكون معك هو ان تكون مستقيما لله سبحانه وتعالى، وحينئذ تصحبك الاعمال الصالحات، وتصحبك الملائكة دائما، وينزلون عليك ويبشرونك، وتنزل معهم السكينة بفضل الله، ويثبتونك في الدنيا، ويحمونك كذلك، كما انهم يكونون معك عند الموت، عند نزع الروح، وعندما يصل الانسان الى هذه المرحلة الخطيرة، ثم يكونون معك بسبب الاستقامة والاعمال الصالحات في قبرك، كما قال الله سبحانه وتعالى في سورة فصلت” ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا” فما هي النتائج حينما تكون مؤمنا بالله، وحينما تكون مستقيما على الطريق المستقيم، وتمشي عليه؟
والاستقامة يقتضي أمرين : الامر الاول: ان تكون على الطريق الصحيح، والامر الثاني: ان تسير على هذا الطريق ولا تتتوقف، بل تتقدم لأنه اذا توقفت فقد تأخرت، فهذه سنة الله سبحانه وتعالى ” لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر” ، ولم يقل “أو يتوقف” لأن  الكون كله يتحرك، فإذا بقيت في مكانك، سواء كانت في العبادات أو الامور الدنيوية، أو في اي مجالات الابداع أو العلوم ،لابد أنك يوما بعد اليوم تزداد، وإلا كما ورد في بعض الآثار، بعضها ثابتة وبعضها يمكن ان تذكر في مثل هذا المجال،  وهي ” من استوى يوماه فهو مغبون” ” ومن كان يومه شرا من أمسه فهو ملعون”  والملعون هنا يعني انه بعيد عن رحمة الله، والبعد درجات، فهناك بعد الكفر، وهناك بعد الظلم، وهناك بعد الكسل وبعد التأخر، فهذا البعد عن الله سبحانه وتعالى، فلذلك الاستقامة أنك تمشي على الطريق، لا تتوقف ولا تلتفت يمينا ولا يسارا “ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ” اي صاروا على هذا الطريق الى النهاية، والى اخر اللحظة ،هؤلاء الذين بهذه الطريقة، يقول الله سبحانه وتعالى في حقهم ” تتنزل عليهم الملائكة الّا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أوليائكم في الحياة الدنيا وفي الاخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون” هؤلاء الذين يصلون الى هذه المرتبة، يجعل الله سبحانه وتعالى معهم الملائكة، وبالتالي ليست الملائكة ينزلون في ليلة القدر فقط، وانما الملائكة تنزل معك حينما تكون مستقيما فيثبتوتك، ويثبتون روحك، وينزلون على روحك السكينة والطمأنينة في الدنيا، ويحفظونك بحفظ الله سبحانه وتعالى ” له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله” أي من قدر الله سبحانه وتعالى، هؤلاء يكونون معك، ثم عند الموت يثبتونك بأمر الله سبحانه وتعالى من أن يؤثر فيك الشيطان، حينما يلعب الشيطان، ويحاول ان يبذل كل ما في جهوده وكل مكره، حينما تموت انه لا سامح الله ان يحرف أو تنحرف نحو الشرك او الامور الخطيرة، او الخروج عن الدين، حينئذ الملائكة يثبتونك بإذن الله سبحانه وتعالى مادمت انت مستيقما، ثم بعد ذلك في القبر يثبتونك ويكونون معك حينما تسأل عن دينك وعن ربك وعن كل ما هو المطلوب، فهؤلاء يثبتون قلبك وينزلون عليك السكينة بامر من الله سبحانه وتعالى.

كل ذلك ليس لمن يعبد الله في رمضان فقط، ليس لمن كان رمضانيا، وانما لمن كان ربانيا مستقيما، يسير على الطريق الصحيح ، صحيح ان شهر رمضان هو اعظم شهر ليتزود الانسان بهذه الطاقات الاساسية، حتى تكون هذه الطاقات سندا له وزادا له في طريقه الطويل خلال أحد عشر شهرا، نعم هذا صحيح ولكن العبادة كلها، كل ما نفعله في رمضان، موجود بصورة أو بأخرى فرضا أو سنة، موجود في غير رمضان، فصلواتنا تبقى وحضور الجمعة والجماعات لا يختلف في رمضان عن غير رمضان، فيجب علينا الحضور لصلاة الجمعة، ومن ترك ثلاث جمع كتب من المنافقين ” نعوذ بالله من ذلك وكذلك حضور صلاة الجماعة، لا صلاة لجار المسجد الا في المسجد وجار المسجد من يصل اليه النداء مهما كان هذه النداء ، وهكذا الصيام يبقى معنا، ولذلك يبدأ بعد العيد مباشرة، صيام ست من الشوال ثم الاثنين والخميس وايام البيض، وتلاوة القرأن لابد أن تستمر، والا يكون القرآن مهجورا أو اننا قد هجرنا القرآن ، اذا جميع العبادات بصورة أو بأخرى  بفرض أو بسنة تبقى كما هي، وانما التركيز على هذا الشهر حتى يكون شهر التدريب وشهر الترويض، ولذلك تزداد نسبة التدريب في العشر الاواخر. وهو لذلك، كان في غير عشر الاواخر، قيام الليل، ولكن في العشر الاواخر هناك الاعتكاف والترصد لليلة القدر وقيام الليل كله والاعتكاف في المساجد ” وأنتم عاكفون في المساجد” حتى تزداد هذه النسبة، ليكون الانسان قادرا على تربية نفسه، والتأثير على نفسه.

 وكل ذلك وكل هذه الاعمال وكل هذه الطاقات والعبادات للوصول الى تحقيق التقوى في القلوب، الى اصلاح الداخل من النفوس ومن العقول ومن الارواح ومن القلوب ،هذه الامور الداخلية الاربعة هي المقصودة الاساسية الجوهرية في كل عباداتنا، وهذا لا يعني الاستهانة بالوسائل، ولكن النتيجة يجب ان تربط بهذه النتائج ” كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم ” لماذا هل لأجل أننا نجوع أو أننا نعطش، أبدا ، أو أننا نزيد العبادات الظاهيرة ، أبدا، وإنما ” لعلكم تتقون” والتقوى محلها القلب، أي اصلاح القلوب وإصلاح النفوس والاصلاح الداخلي إصلاحا كاملا
ومن هنا تأتي السؤال، أو يجب أن يأتي هذا السؤال، وأن توجه هذا السؤال الى نفس كل احد منكم ، وأن يوجه هذا السؤال الى نفسه ، وينظر الى نفسه ويختلي بقلبه وروحه وينظر، هل تأثرت القلوب؟ ، هل تأثرت النفوس؟ هل تغيرت النفوس الى الاحسن ام انها لازالت كما هي على الرغم من كل العبادات الظاهرية من الصلاة والصيام والقيام والاعتكاف والدعاء وغير ذلك؟ هل هذا مجر أقوال نقولها أم حقائق أثرت في نفوسنا وترسخت في قلوبنا واستقرت كذلك في أرواحنا فأصبحنا فعلا نستشعر عظمة الله ورقابة الله والخوف من الله في كل ما نفعل خارج المسجد وداخل المسجد وداخل الاسرة والبيت وفي السوق والجامعة والشارع، هل نحن تغيرنا؟ هذا هو السؤال ايها الاخوة ،فمن كان لديه الاجابة بنعم والله فهو الفائز، ومن كان لا سامح الله، اجابته لا، أن النفوس لم تتغير، وأن القلوب لم تتغير، وأن الارواح اصبحت شريرة، وان النفوس أصبحت شهوانية، تحب العداء والاعتداء فإذاً ما فائدة هذه الصلوات  وما فائدة هذه الاعمال الصالحات أنها لم تؤثر. فهذا هو السؤال، قبل فوات الاوان،  ولعلنا نوجه هذا السؤال ونحاول أن نركز على ما بقي من هذه الايام المباركات، وهي ايام السابع والعشرين والثامن والعشرين والتاسع والعشرين وان شاء الله ثلاثين، هذه الايام الباقية فيها ليلتان من ليالي القدر، ليلة السابع والعشرين والتاسع والعشرين، وقد وردت بعض الاثار عن مثل امام ابن عباس رضي الله تعالى عنه وكذلك عن جميع الصحابة والآل انه يقول “يرجح ان تكون ليلة القدر ليلة السابع والعشرين ” انما هي اجتهاد،  لذلك الرسول صلى الله عليه وسلم حدده بالعشر الاواخ،  ثم حدد من ذلك بليالي الوتر 21 و 23 و25و 27 ومضت ثلاث ليال وبقيت ليلتان ، فهل نعد انفسنا بهذه العقلية، ووالله لا تفيدنا اذا كانت العبادات لم تؤثر في نفوسنا، الا اذا كانت العبادات أوصلتنا الى مقام سيدنا يوسف ” معاذ الله انه ربي احسن مثواي ” حينما عرضت هذه المرأة نفسها عليه ، والله لن نستفيد من هذه العبادات الا اذا وصلنا في المال ما وصلت اليه هذه  الفتاة البريئة التي بفطرتها السليمة حينما امها طلبت منها ان تزيد الماء في اللبن حتى يكثر الربح فقالت” اذا كان عمر  لا يدري فرب العمر لا تخفى عليه الخافية” حينما نعيش بهذه العقلية، حينما تؤثر العبادات في سلوكياتنا خارج المسجد اكثر من داخل المسجد، ولا تكون عبادتنا في المسجد فقط، هنا كان التأثير، وهنا كانت العبادة، قد حققت مقاصدها وقد حققت نتائجها.

فوصيتي فيكم ووصية الله فيكم، ان تركنوا الى انفسكم، وان تضغطوا على انفسكم، بهذا التغيير في السلوكيات في التصرفات في التصورات في حب الناس، في كل ما في القلوب، وفي كل ما في النفوس من الشهوات شهوة المال والجنس وغير ذلك، وفي عقولكم من التخطيط السليم وفي خدمة الناس، وكذلك ما في أرواحكم من السمو الروحاني، كل هذه الامور الداخلية راقبوها أيها الاخوة الاحبة، واذا لم يكن هناك تأثر، حاول ان تتأثر وتتأثروا خلال ما بقي من هذا الشهر، لأن هذا الشهر هو شهر الترويض والتدريب فمن استفاد من التدريب فقد فاز، والا نسأل الله سبحانه وتعالى ان يكتب لنا بفضله ومنه القبول وأن يجعلنا واياكم من المقبولين ومن عتقاء هذا الشهر الفضيل.

الخطبة الثانية

أيها الاخوة المؤمنون

وبهذا الصفاء النفسي، وببركات رمضان، جعل الله سبحانه وتعالى لهذه الامة، في هذا الشهر، مجموعة كبيرة من الانتصارات على الاعداء، بعد الانتصار على حضوض النفس، الانتصار على العدو لا يمكن ان يتحقق الا اذا تحقق الانتصار على عدونا الداخلي، النفس والشيطان، وما يأمر به الشيطان والنفس من حضوض النفس، ومن حب الدنيا والجاه والمال، فحينما نصل الى الابتعاد عن هذه الحضوض، حينئذ يكون نصر الله سبحانه وتعالى لنا جاهزا بأمره وفضله ومنه، ومن هنا كانت الانتصارات الكبرى، اكثر من 86 غزوة وانتصارا وفتحا، تحققت في رمضان، بدءا من غزوة البدر الكبرى التي كانت فرقانا بين الحق والباطل، ثم فتح مكة الذي أبلى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم قمة ما وصفه الله سبحانه وتعالى به ” وإنك لعلى خلق عظيم” حيث قال لهم جميعا ” اذهبوا فأنتم الطلقاء” ، ثم بعد ذلك جاءت الانتصارات الاسلامية على مر تاريخنا الاسلامي، الى ان كان الانتصار العاشر من رمضان حينما حطم خط بارليف من خلال كلمات الله أكبر ، الله أكبر،  الذي رددها الجنود المصريون ،وكذلك فعلها القطس حينما بدأت الهجمات الشديدة من المغول والتتر، الذين ما عرفوا في تاريخهم الهزيمة، ولكن القطس بقيادة جيش بسيط، لم يكن كبيرا، نادى: وا اسلاماه ، وا اسلاماه ، فالتف حوله الجنود وهاجموا المغول والتتر وهزموهم بعد سنتين فقط من احتلالهم، واسقاطهم للخلافة العباسية في بغداد، وكانت في ذلك هزيمتهم الكبرى، بل دخل بعدها معظمهم في الاسلام واصبحوا مسلمين ومنهم ابن هولاكو.

وفي هذا الشهر الفضيل ايضا، تم بفضل الله سبحانه وتعالى، انتصار اخواننا الثائرين في ليبيا، وكانت تخطيطهم، فعلا كما اخبرونا، بأنهم خططوا بأن يبدءوا يوم 19 وهم صائمون بالهجوم على طرابلس، ليتم الفتح ليوم العشرين، وشاء الله سبحانه ان تسقط كل الدفاعيات التي جهزها النظام، وتتعاون مع الثوار قائد الكتيبة وسلم نفسه وأمر الجنود  بالا يقاوموا وان لا يريق المزيد من الدماء، وكان في ذلك نصر الله سبحانه وتعالى على هذا الظالم الطاغية الذي حرّف الكثر، وظلم الكثير، وقتل ، ورغم أن الشعب قليل والثروات كثر ، جعل الدولة من الدول النامية المتخلفة ، وان شاء الله أيها الاخوة الاحبة ستنتصر كذلك بقية الثورات ،في سوريا بأذن الرحمن الرحيم، لأن هؤلاء لم يستفيدوا من الدروس ، ولو أن العقيد القذافي أعلن في بداية وبمناسبة رمضان، بأن لا يقتل شعبه ،واعلن استعداده لتسليم الحكم ، كما طلبنا في بياناتنا وكلماتنا وكلمات العلماء بأن يختموا عمرهم بحسنة واحدة وهو أن يقدموا تنازلهم ، لو فعل هذا لكان في ذلك عز له، ولكن الله سبحانه وتعالى حقق عليهم دعاء سيدنا موسى وهارون حينما قالوا: ” واطمس على قلوبهم” ، قلوبهم مطموسة ، لايرون الحقائق الى يومنا هذا فهو لا يرى الحقيقة “فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الاليم” كان المفروض من مبارك ان يقتدي ببن علي ولم يفعل، الى ان رأيتم كيف أذل الله سبحانه وتعالى فرعون مصر، واليوم كذلك نقول لعلي عبدالله صالح على هذا المنبر وفي هذه الجمعة، وكذلك لبشار اسد، اذا ما فعلتم اي عمل وما ختمتم عمركم بعمل صالح فإن نتيجتكم مثل نتيجة القذافي او نتيجة مببارك وغيره.

    أيها الاخوة، هذه سنة الله فإذا وجدا وتحققا الامران: الطغيان والفساد فحينئذ يتحقق وعد الله سبحانه وتعالى ووعده الحق ” فصب عليهم ربك سوط عذاب”.  “طغوا في البلاد” والطغيان: الطغيان السياسي، الطغيان الدكتاتوري ، الطغيان العسكري، الاحساس بأنه فوق الشعب، هذا هو الطغيان أي الدكتاتورية والاستبداد والظلم. “فأكثروا فيها الفساد” أي الفساد المالي والفساد الاداري ، والفساد السياسي والفساد الاجتماعي. وهذا الشرطان متوفران في هؤلاء، وهناك آخرون ينتظرون دورهم بإذن الله سبحانه وتعالى، هناك مثلهم لا يزالون من حكامنا  العرب لا يقلون خطورة واجراما من هؤلاء وسيأتي دورهم بإذن الله سبحانه وتعالى ” طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم” أي مباشرة  والفاء بدون ترتيب وللتراخي اي مباشرة ” فصب عليهم ربك سوط عذاب ان ربك لبالمرصاد”
فلذلك ندعو لأخواننا في اليمن ان يوفقهم وينصرهم، ولأخواننا في سوريا أن ينصرهم وأن يهدي هؤلاء،  علي صالح، وبشار اسد، وزمرتهم ،أن يتوبوا الى الله، ويختموا اعمالهم بالتنازل للشعب، ليسجلوا هذه الحسنة ان كانوا يستحقون ذلك، لكن الله له سنن، فمن لا يستحق هذا الشرف لا يعطى له ، من لا يستحق هذا الشرف لن يعطى له “وهدوا الى الطيب” الهداية بإذن الله وليس بأيدنا، إعطاء الشرف والتكريم بيد الله وليس بيد أحد  فمن لا يستحق يحرم . وهنا ندعو ونقدم تهانينا لشعب ليبيا بهذه  الانتصارات المباركة ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يحقق للشعب الليبي والمصري والتونسي مقاصد ثورتهم من تحقيق الحرية الحقيقية، وتحقيق الهوية الاسلامية، والدولة المدنية بمرجعية اسلامية، وبالشورى والديمقراطية للجميع وأن يحقق لهم مقاصدهم يا رب العالمين

ولا يسعنا ان نقدم التهاني للقيادة القطرية والشعب القطري بهذا النجاح ، فالقيادة والشعب تحملوا مسؤولية كبيرة في دعم هذه الثورات وبخاصة ثورة ليبيا واليوم الحكومة والقيادة القطرية يحاول ان يجدوا مخرجا لسوريا، نسأل الله ان يوفقهم في هذا المخرج ، في حقن الدماء، وأن يوفق هذه القيادة لأن تكون فعلا مع الشارع العربي والشارع الاسلامي، وهذا  هو الصحيح. فالحكام زائلون والشعوب هم الذين يبقون، فالسياسة الناجحة هي التي تقف مع الشعوب وليست مع الحكام، رغم أن العلاقة بين سوريا وقطر ممتازة جدا، لكنه حينما جاء الظلم، فلا بد ان يكون للقيادة الحكيمة دورها وكلمتها، وفي ذلك نجاح، وفي ذلك رضاء الله، ثم رضاء الناس، وكذلك التوفيق والنجاح، رغم هذه الدولة بصغر حجمها لكن الله سبحانه وتعالى اكرمها بهذه القيادة وبهذه الادوار العظيمة اسأل الله سبحانه بأن يعين هذه القيادة بالبطانة الصالحة تأمرهم بالخير وتنهاهم عن الشر وعن المنكرات.

وبالاضافة الى المشاكل السياسية التي تعم معظم بلادنا  فكما ترون ان الازمة الانسانية تنخر في جسد الامة الغنية بثرواتها، ولكنها يموت البعض بسبب الفقر والمجاعة، فذلك اخوانكم في الصومال ، فآخر تقرير للأمة المتحدة بأن مات 30 % من أطفال المناطق التي اصيبت بالمجاعة، ثم بعد ذلك اذا لم نسعفهم فستزداد عدد الاموات، لذا اسعافهم فريضة شرعية وواجب اساسي وان نعطيهم بكل ما يجود به انفسنا من الزكوات فيجوز نقلها، وصدقة الفطر ودفعها اليهم ،والاوقاف، ويجب علينا ان نركز بحملة انسانية لانقاذ 3500000 ومئات الاف من الاطفال والنساء . وهذه جمعية قطر الخيرية اليوم معنا وهم يجمعون التبرعات صلاح اخوانك في الصومال والقرن الافريقي .