التعريف بالفلاح
:
الفلاح
لغة : مصدر فَلَحَ بمعنى ظفر بما يريد ، ويقال أفلح : ظفر بما يريد ، وفاز بنعيم
الآخرة ، وفي التنزيل : ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ )[1] والفلاح : الفوز ، بسعادة الدنيا ، وسعادة الآخر ،
وبكلتيهما ، والفلاحة بكسر الفاء : القيام بشؤون الأرض الزراعية من حرث وزرع وريّ
ونحو ذلك [2]
.
والفلاح في الاصطلاح الاسلامي هو : السعادة والفوز في
الحياة في الدنيا والآخرة ، فهو مفهوم متعدد الجوانب والأبعاد ، وشامل لجميع مناحي
الحياة ….. ، كما سيتضح ذلك من خلال نصوص القرآن والسنة .
وقد تكرر لفظ (
أفلح ) في القرآن الكريم ماضياً ومضارعاً ، واسم فاعل أربعين مرة ، قال الماوردي
في تفسير قوله تعالى : ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ )[3] فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : معناه : قد سعد المؤمنون ، والثاني : أن الفلاح
البقاء ، ومعناه قد بقيت لهم أعمالهم ، وقيل : انه بقاؤهم في الجنة ، والثالث
: أنه ادراك المطالب ، قال ابن عباس :
المفلحون الذين أدركوا ما طلبوا ونجوا من شرّ ما منه هربوا …)[4]
.
وقال الراغب
الأصفهاني : ( الفلاح ضربان : دنيوي ، وأخروي ، فالدنيوي : الظفر بالسعادات التي
تطيب بها حياة الدنيا ، وهو البقاء والغنى والعز… وفلاح أخروي ، وذلك أشياء :
بقاء بلا فناء ، وغنى بلا فقر ، وعزّ بلا ذلّ ، وعلم بلا جهل ، ولذلك قيل : ( لا
عيش إلاّ عيش الآخرة ) وقال تعالى : ( وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ
الْحَيَوَانُ )[5]
… وقولهم : حيّ على الفلاح ، أي على الظفر الذي جعله الله لنا بالصلاة )[6]
.
وتكرر بلفظ (
أفلح ) أربع مرات وهي ـ ما عدا الآية السابقة ـ قال تعالى : ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ
تَزَكَّى)