ندائي إلى العلماء الكرام ولا سيما أعضاء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن ينزلوا إلى الساحة وأن يقوموا بحراك دعوي عظيم أمام هذه المحنة التي أصابت أمتنا.

دور العلماء هو دور الإصلاح وليس إشعال الفتن

إلى قادة العرب وقادة الخليج بالخصوص: أنتم نواة هذه الأمة إذا صلحتم صلحت الأمة كلها عليكم مسؤولية

أيها الإعلاميون: كونوا أصحاب كلمة طيبة ولا تكونوا أصحاب كلمة خبيثة

يا جميع طوائف المسلمين أناشدكم الله والمصير المحتوم لنا والمستقبل الخطير لنا بأن تتحدوا وأن تتركوا حظوظ النفس لأجل مصلحة الأمة

 

هنّأ فضيلة الشيخ د. علي القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الأمة الإسلامية بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك متمنياً أجمل التهاني وأزكى التبريكات وأخلص الدعاء بأن يعيد هذه المناسبة على الأمة بالخير والوحدة والعزة والكرامة، وأن يدفع الله سبحانه وتعالى هذه الفتن وهذه المصائب الموجودة في عالمنا الإسلامي وأن يطفئ نارها بفضله وقوته وجبروته، وأن يجعل هذه الأمة كما يريدها الله تعالى خير أمة أخرجت للناس، وأن يجعل هذه الأمة بجميع مكوناتها قادتها وعلمائها ومفكريها وإعلاميها وعامة شعوبها معتصمين بحب الله المتين حتى يوفقهم الله سبحانه وتعالى للخيرات في الدنيا والآخرة.

هذا وقد وجّه فضيلته عدة رسائل إلى الأمة الإسلامية بكل مكوناتها وأطيافها حكامها وقادتها وعلمائها ومفكريها وإعلاميها وإلى عامة شعوبها:

إلى العلماء

أولى هذه الرسائل إلى من هم ملح البلد إلى من هم ورثة الأنبياء إلى من ذكر الله سبحانه وتعالى شهادتهم مع شهادته ومع شهادة الملائكة إلى من هم فضّلهم الله سبحانه وتعالى بالعلم وفضل الله بسبب علمهم سيدنا آدم على الملائكة إلى هؤلاء الورثة أوجه رسالتي أنتم مسؤولون أمام الله سبحانه وتعالى وأخذ الله منكم الميثاق بأن تكونوا مؤتمنين وأمناء على هذه الأمة وأن تقوموا بحماية الناس ودعوتهم وأن تبينوا الحق وأن لا تخافوا وفى الله لومة لائم قال تعالى: (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا) أوجه إليكم هذه الدعوة بأن تحافظوا على هذا العهد وأنتم أهل لذلك، وأطالبكم وأناشدكم الله بأن تحموا هذه الأمة وأن تقوموا بالدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وبالحوار بالتي هي أحسن، وأن تنزلوا إلى الشباب من خلال خطبكم ومقالاتكم وكتبكم بل تنزلوا إلى أماكن الشباب في المقاهي والأسواق وإلى الأماكن العامة، ولا يجوز لنا ولكم أن نكتفى بخطب الجمعة، فما خطبة الجمعة إلا جزءاً بسيطاً من الدعوة، فيجب علينا أن يكون لنا دور في تحريك هذه الساحة، ومن واجبنا أيضاً أن نقوم بالصلح والمصالحة والإصلاح، فدور العلماء هو دور الإصلاح وليس إشعال الفتن إذا لم نستطع أن نقول الحق فلا أقل من أن نسكت، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليقل خيراً أو ليصمت"، وأوجه ندائي مرة أخرى إلى العلماء الكرام ولا سيما أعضاء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بأن ينزلوا إلى الساحة وأن يقوموا بدورهم وأن يقوموا بحراك دعوي عظيم أمام هذه المحنة التي أصابت أمتنا.

إلى الحكام

ووجه فضيلته الرسالة الثانية إلى أولياء الأمور وقادة العالم الإسلامي قائلاً اتقوا الله فينا، اتقوا الله في دينكم اتقوا الله في أمتكم وفي مستقبلها، فما نراه اليوم أن الأمة قد أصابها شر كبير وأن شعوبكم في خطر كبير، أن المشروع الصهيوني الأمريكي، وكذلك المشروعات الضالة المضلة بدأت تعمل وتتحقق على الساحة بينما الإسلام الحقيقي ليس له أي مشروع فيا أيها القادة أنتم مسؤولون عن تبني هذا المشروع الخالص لله سبحانه وتعالى الذي يجتمع فيه العلماء مع قادة الأمة لوضع خطة استراتيجية لإنقاذ هذه الأمة يجب عليكم أن تتصالحوا مع شعوبكم وأن تحبكم شعوبكم لأن خيار الأئمة هم الذين تحبهم شعوبهم وأمتهم ويدعون لهم، وشرار الأئمة هم الذين يبغضهم شعوبهم ويلعنوهم، فندائي لكم أن تكونوا من خيار الأمة فكم يؤلمنا اليوم أن بعض الحكام قد حملوا رايات وحملوا كذلك مشروعات لا تنفع الأمة بل تضر بالأمة تحت أي تسمية من المسميات.

قادة العرب وقادة الخليج بالخصوص  

ثم أرسل فضيلته الرسالة الثالثة إلى قادة العرب وقادة الخليج بالخصوص: أنتم نواة هذه الأمة إذا صلحتم صلحت الأمة كلها عليكم مسؤولية، أصلحوا فيما بينكم لا تسمعوا لإعداء الإسلام حلوا مشاكلكم فيما بينكم بالحوار والتصالح، ومن خلال العلماء والحكماء والمخلصين من هذه الأمة وما أكثرهم، أناشدكم الله أنتم مسؤولون أمام الله سبحانه وتعالى، والله يسألكم سؤالاً عظيماً ماذا فعلتم في شعوبكم وماذا فعلتم في أمتكم وما الذي حققتموه من الاعتصام بحبل الله المتين، ومن الوحدة ومن الولاء لله ولرسوله والمؤمنين والبراء من أعداء الإسلام والمشروعات الخطيرة.. وفقكم الله لكل ما فيه الخير.

إلى الإعلاميين

كما وجه فضيلته الرسالة الرابعة إلى الإعلاميين، وما لهم من دور كبير في خدمة الأمة أو في الإضرار بالأمة، ولكن مع الأسف الشديد اليوم الأمة تفرق وتمزق من خلال الإعلام المضلل وسحرة فرعون رغم أن سحرة فرعون لمّا علموا الحق عادوا إليه، بينما بعض هؤلاء الإعلاميين اليوم يظلون على ضلالهم بتفريق الأمة وتمزيقها بالكذب والافتراء قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) الله سبحانه وتعالى أنذرهم بعذاب شديد، فاتقوا الله أيها الأخوة الإعلاميون في إخوانكم المسلمين في كل مكان، كونوا أصحاب كلمة طيبة ولا تكونوا أصحاب كلمة خبيثة، وبارك الله فيكم.

إلى الأمة الاسلامية بكل مكوناتها

هذا وقد وجّه فضيلته رسالته الأخيرة إلى الأمة الإسلامية بكل مكوناتها وأحزابها وجماعاتها ومفكريها وعلمائها قائلاً أنتم أمام محنة عظيمة أوما ترون أنفسكم ما الذي حدث في العراق وفي سوريا وفي اليمن وليبيا والروهينجا وفي بنجلاديش وكل أمتنا الإسلامية، وما أكثر قضايا الأمة: قضية فلسطين والقدس، والقضايا الأخرى قضايا البطالة والفقر والمجاعة من هنا أوجه إليكم أن تتحدوا وأن تعتصموا، بقاؤكم ونجاحكم بوحدتكم قال تعالى: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) أي نزاع بينكم يؤدي إلى الفشل. ثم تساءل فضيلته هل تحبون أن تكونوا أمة فاشلة؟

بينما الله سبحانه وتعالى سمّاكم بالأمة الخيّرة قال تعالى: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) أناشدك الله يا أمة محمد يا شباب المسلمين يا علماء المسلمين يا مفكري المسلمين يا أحزاب المسلمين يا جماعات المسلمين يا جميع طوائف المسلمين أناشدكم الله والمصير المحتوم لنا والمستقبل الخطير لنا بأن تتحدوا وأن تتركوا حظوظ النفس لأجل مصلحة الأمة وأن لا تؤثروا ولا تفضلوا مصالحكم الشخصية أو الحزبية على مصالح الأمة.

وفقنا الله وإياكم وبارك فيكم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته