جعل الله سبحانه وتعالى الأموال قياما للناس، وسسببا لقيام النهضة والحركة والحضارة على مستوى الأمة، وكذلك الحال بالنسبة للأفراد، حيث بدون الأموال لا يمكن ان يتحقق شئ يذكر، فالأموال هي احدى الضروريات لحياتنا على وجه الارض، وأحد مقومات الوجود البشري وبقاءه وتنميته ونموه، وهذا ما عبر عنه الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم حينما قال “ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا”
هذه الاية الكريمة، تدل بوضوح على أهمية المال للمجتمع وللامة وللافراد وللدول، فسمى الله سبحانه وتعالى الأموال “قياما” وقُرأت كذلك “قيّما”، وكلمة القيام في اللغة العربية اسم مصدر، يراد به ما يقوم به الشئ، فكما تقول الطَهور هي عملية الطهارة، بينما الطُهور هي الماء الذي به يتم الطهارة، وهكذا الوِسواس هو الوسوسة ،والوَسواس هو الشيطان الذي يوسوس، اذاً القيام هو السبب لقيام المجتمع، لأن يتحرك المجتمع ، لأن ينمو المجتمع، فكأن الله سبحانه وتعالى يقول ان هذه الأموال بمثابة الروح للفرد، فكما ان الفرد لا يتحرك ولا يقوم ولا ينهض الا من خلال الروح، فكذلك الأموال جعلها الله سبحانه وتعالى بعد العقيدة، وبعد القيم، بعد هذين الامرين، جعلها الله سبحانه وتعالى سببا لحركة المجتمع، ونمو المجتمع، وحياة المجتمع، وتنمية المجتمع، فهذه هي قيمة الأموال.
وبين الله سبحانه وتعالى في الاية نفسها وظيفة الأموال الاجتماعية، فالمال في نظر الرأسماية، له دور في خدمة الفرد فقط، في خدمة رأس المال فقط، في خدمة المجتمع الرأسمالي، واما المال في نظر الاشتراكيين، فهو في سبيل الدولة، وفي خدمة طبقة واحدة هي طبقة العمال الحاكمة، والتي يسمونها بروليتاريا، اما المال في الاسلام، ليس ملكية فردية محضة كما هو الحال في الرأسمالية، ولا ملكية جماعية كما هو الحال في الاشتراكية الشيوعية، وانما المال له وظيفة اجتماعية، الملكية فردية، والملكية محترمة في الاسلام، والاسلام يحمي هذه الملكية، ولكن الله اعطى لهذه الأموال او لهذه الملكية وظيفة اجتماعية، يجب على صاحب المال ان تقوم بهذه الوظيفة، وهذه الوظيفة لها جانبان: الجانب الاول في خدمة المال وصاحب المال، كما أشار القران الكريم “وارزقوهم فيه واكسوهم” أي على اولياء الامور على مستوى الدولة، وعلى مستوى الفقراء والمساكين، وبخاصة على مستوى الصغار والقِصر، يجب عليهم ان يستثمروا هذه الأموال، استثمارا آمنا وناجحا ، يتحقق منه الربح الذي يكفي لنفقة هؤلاء، وجاءت التعبير القرأني فلم يقل وارزقوهم منها، اي من رأس المال وانما قال “وارزقوهم فيها” أي فيما ينتج من هذه الأموال، أي يجب ان يكون رأس المال سليما، بحيث يكون الاستثمارات ناجحة وتحقق من الارباح، بما يخدم صاحبها، تنفق منها، يأكل منها، ويكسو منها.
ثم بعد ذلك بين الله سبحانه وتعالى بأن هؤلاء أصحاب الأموال، اذا لم يستطيعوا ان يقوموا بهذا الدور دور تنمية الأموال في الجانب الفردي الذي ذكرته، والجانب الاجتماعي الذي هو الجانب الثاني من وظيفة المال – بأعطاء جزء من هذا المال للفقراء والمساكين، وهذا ما يسمى بإعادة التوزيع، حتى لا تبقى الثروة بأيدي الأغنياء، فأن الاسلام يتدخل، فيفرض على أصحاب الأموال، زكاة ووظائف أخرىن فينقص هذا المال فى الظاهر من خلال هذه النفقات، ولكنه ينمو عند الله سبحانه وتعالى.
إذاً، هذان الدوران الأساسيان، يجب ان يقوم بهما صاحب المال، واذا لم يقم به ،فإن هذه الاية نفسها بينت، بأن هؤلاء، لا يستحقون ان يكون معهم هذه الأموال، ولذلك قال تعالى “ولا تؤتوا السفهاء أموالكم” ولم يقل القران الكريم اموالهم، رغم ان الأموال اموالهم، وانما بين القران الكريم الوظيفة الاجتماعية التى تتمثل في تدخل الدولة العادلة، وتدخل المجتمع في تنظيم هذه الأموال، وإستثمار هذه الأموال، وكذلك اعادة التوزيع، حتى يتحقق التكافل، ويتحقق الخير، ويعيش المجتمع مجتمعا متكاملا قويا غنيا سعيدا في الدنيا، ويكون كذلك سعيدا ان شاء الله سبحانه وتعالى في الاخرة، تطبيقا لقوله سبحانه وتعالى “ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار”. فإذا لم يقم هؤلاء على مستوى الفرد، أو على مستوى الجماعة، بهذين الدورين، فإن الدولة لها الحق في التدخل من خلال القضاء العادل في أموال هؤلاء ، بأن تؤخذ منهم هذه الأموال، وتستثم، وحينئذ يأتي دور المجتمع في إسناد الأموال اليهم، لأن في المجتمع حقَّين في هذه الأموال، الحق الاول: ان تصل اليه اي الى المجتمع خيرات هذا المال من خلال الصدقات واعادة التوزيع، الحق الثاني: ان تصل اليها خيراتها من خلال الاستثمارات النشيطة المباركة، التي تحقق الخير للمجتمع، لانه عندما تكون هناك استثمارات داخل البلد في الصناعة والتجارة والزراعة، حينئذ تحتاج هذه الاستثمارات الى الايدي العاملة، فهناك يأخد المجتمع جزءا من حقه، من خلال تشغيل الطاقات.
هذه هي النظرة الاساسية المتكاملة للاسلام في قضية الأموال، ومن هنا يجب على المجتمع ان يستثمر الأموال داخل المجتمعات الاسلامية، مادام ذلك ممكنا، ولا مانع من أن يكون هناك استثمارات خارجية مشروعة، ولكنها الأولية دائما في نظر الشرع للامة الاسلامية وللبلد نفسه، ثم من حوله، مثل قضية الزكاة، لأن ذلك جزء أساسي من حقوق المجتمع على اصحاب الأموال، بأن تستثمر هذه الأموال، فيكون هناك أيدي عاملة، ويكون هناك موظفون ومدراء. وتكون قضية الزكاة هنا مرتبطة بمسألة تشغيل الايادي العاملة، كلما كانت الأموال شُغّلت فيها نسبة كبيرة من أيادي العاملة، قَلّت نسبة الزكاة، فمثلا لو أنك بنيت مصنعا بمئة مليون دولار أو أكثر، لا تجب الزكاة في المصنع، وإنما تجب الزكاة في الناتج، بينما لو كان أموالك في البنوك، تجب الزكاة في اصل المال وكذلك في الربح، لأنه ليس هناك من يحرك ويشغل ويتاجر بهذه الاموال الا القليل من الموظفين.
الاسلام ينظر الى المال نظرة متكاملة، حتى يقوم المال بهذا الدور، وهو ان يقوم بنهضة المجتمع، بأن يكون المال قياما للمجتمع كما أراده الله سبحانه وتعالى في هذه الاية الكريمة، كما بيناه بصورة موجزة من خلال تفسير الاية الكريمة.
فالمال الذي يعطيه الله سبحانه وتعالى للانسان، وان كان هو مالكه في الظاهر، ولكن مالكه الحقيقي هو الله، وهذه ايضا من ضمن فسلفة الاسلام ونظامه الاقتصادي، ان الانسان المسلم يسند الامر كله الى الله سبحانه وتعالى “واذا مرضت فهو يشفيني والذي يطعمن ويسقيني”، رغم ان الله سبحانه وتعالى اعطاه الحق في ماله، فالمال مالُك، ولكنه بما أن المالك الحقيقي هو الله، تسند إليه، وحينما تسند هذه الأموال الى الله، يترتب على هذه الفسلفة حقائق مهمة جداً، وأثرا مهماً جدا، حينئذ انت تعتبر نفسك وكيلا، خليفة، مستخلفا من الله سبحانه وتعالى على هذه الأموال، وهنا تنتظر الاوامر من صاحب المال، كيف تستثمر هذه الأموال؟ وكيف تكسب هذه الأموال؟ وكيف تنفق هذه الأموال؟ وكيف توجه هذه الأموال؟ لأنك وكيل، والوكيل يجب ان يلتزم بما يريده الموكل وهو الله سبحانه وتعالى. ومن هنا يكون هناك سهولة في الانفاق في سبيل الله، لأنك لا تسند الامر والفضل الى نفسك، وانما تسند الامر الى الله سبحانه وتعالى، ولو وصلت -لا سامح الله- الى ان تسند الفضل الى نفسك، لأصبحت مثل قارون\ن ولأمتنعت عن أداء الزكاة، وأداء الحقوق، حينئذ تقول ” انما أوتيته على علم من عندي” اي بعلمي، وجهدي، وتجارتي، وبعرق جبيني، وبذكائي ودهائي حققت هذه الأموال، فلماذا الفقراء لهم الحق؟ ولماذا لا يعملون كما عملت؟ وهنا تأتي الخطورة ، بينما حينما تسند الفضل الى الله حينئذ تبحث عن ارضاء الله، وتبحث عما هو اشد خيرا، واكثر مننفعة للمسلمين، وتبحث عن افقر الناس الذي ليس فيه رياء ولا نفاق، كما وصفهم الله سبحانه وتعالى “ويطعمون الطعام في حبه مسكينا ويتميا واسيرا انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا”، مع ان الاية خاصة بالصحابة وبسيدنا الامام علي رضي الله عنه حينما اشترى بعض الاشياء وكان زوجته فاطمة رضي الله عنها وولداها الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة كانوا يتضورون جوعا، فلما رجع علي وجد فقيرا فاعطى كل ما لديه وقال والله هؤلاء احوج من الحسن والحسين، ثم بحث، حتى ورد أنه أجّر نفسه ليهودي في مقابل شئ، وحصل مالا ًوجاء بعد ذلك، ووجد اسيرا غير مسلم ولكنه يكاد يموت فأعطى ما حصله لهذا الاسير ثم جاء في المرة الثالثة واعطى لليتيم.
وهنا يببين الله سبحانه وتعالى للجميع، كيف يفكر ويعمل المؤمن، وان هذا العمل ليس خاص بأحد، وان كان سبب النزول خاص، فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
فهذه الفلسفة أو النظرة، اما ان يكون هكذا كما في ورد في الاية أو فلسفة المشركين حينما بينه الله في سورة أخرى ” الذي يكذب بالدين”، فماذا يفعل هذا الذي يكذب بالدين، ” فذلك الذي يدع اليتيم” ويدع اليتيم، لا يعني أنه يتركه، بل يطرد اليتيم، أي ليس سلبياً فقط وانما لايريد ان يرى يتيما امام بيته، ولا في مجلسه فقير أو يتيم، ولا في دعوته ووليمته الفقراء، ولذلك تكون شر الولائم حينما لا يكون في الوليمة فقير، “ولايحض على طعام المسكين ” هذه الأموال الذي يريد ان يعطيها للفقراء والمساكين، يعطيها ويعزم بها الاغنياء او أصحب الوجاهات أو أصحاب المسؤليات ليكسب ودهم ويلبي امورهم من خلالهم . هكذا يفكر من لم يكن مؤمنا بالله ولم يكن يعتبر نفسه وكيلا عن الله، ولم يعتبر أن المال مال الله.
ولذلك المال في الاسلام لها اهمية قصوى، وبين الله سبحانه وتعالى خطورة المال ايضا، وتبين من خلال تجاربنا التاريخية، ان النظرة الى المال، كان لها اثر على حضارتنا الاسلامية، فالجيل الاول نظروا الى المال بهذه النظرة، ان المال قيام للمجتمع، ولكن المال يجب ان يصرف في وجوهه بالإضافة الى حق صاحب المال، والمال خير كما سماه الله سبحانه وتعالى ، هكذا كانت نظرة الرعيل الاول، ثم لما جاءت الرفاهية وجاءت كذلك الغنى الفاحش صارت هناك فكرة أخرى، تبناها بعض المتصوفة غير السنية، حينما تبنوا فكرة الاعتزال عن المجتمع، والنظرة الى المال، نظرة احتقار، فاصبح المجتمع يضعف، بينما في ظل النظرة الاولى، أن المال قيام للمجتمع، ولكن أن الانسان وكيل عن الله في ذلك، لذلك كانت الاوقاف بالمليارات، فكل امور التعليم، وكل امور الصحة وحتى معظم امور الجهاد كانت تتم من خلال الوقف، من خلال ما يسمى اليوم مؤسسات المجتمع المدني، ولم يكن للدولة أثر الا التوجيه، والمجتمع هي التي كانت تدير التعليم وتدير الصحة والمستشفيات بأحسن ما يتصورها الانسان، ولكنه حينما ضعفت هذه النظرة وانعزل المسلمون انكمشت الحضارة الاسلامية.
ومع هذه النظرة الاسلامية الشاملة والوظيفة الاجتماعية للمال، يقول الله سبحانه وتعالى ” المال والبنون زينة الحياة الدنيا” ولكن ليس هو كل شئ “والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا” اي أنك تترك في هذه الأموال اعمالاً طيبة، من الوقف والخيرات والتعليم والصحة، وكذلك بقية الاعمال الصالحات الاخرى من الصلاة والصيام وغيرها، حينئذ تكون خير عند ربك ثوابا.
نظرة متكاملة وجامعة لا توجد الا في الاسلام وعند المسلمين، وكما قلت اما إن تكون هناك عبودية للمال، كما هو الحال اليوم في الغرب والمجتمعات غير الاسلامية ، المال هو المعبود، المال هو كل شئ، او نظرة اعتزالية احتقارية، كما هو الحال لدى بعض الافكار التي اشرت اليها مسبقا، وتوجد داخل العالم الاسلامي، ولاسيما كانت متأثرا بالحضارات غير الاسلامية، بينما المال قيام خير وبركة، مادام هذا المال مستعملا في الخير، ولكنه سلاح ذو حدين، اذا استعملت في الشر والفساد والمحرمات تحول هذا المال الى جيحم للانسان في الاخرة، والى شرور ومشاكل للانسان في الدنيا.
وأريد ان أنبه اخواننا الذين بارك الله سحانه وتعالى في اموالهم بسبب التجارة، او اليوم جاءت هذه المكرمة، وجزى الله صاحب هذه المكرمة لاخواننا القطريين ، هذا أمر طيب وعمل مبارك، وهكذا كان سيدنا عمر رضي الله عنه حينما تأتي اليه أموال بيت المال، كان ينفقها على الناس ويوزعها فاعترض علي كبار الصحبة فقلوا يا عمر انك توزع كل أموال بيت المال فلماذا تفعل ذلك ولماذا لا تتركه في بيت المال، فقال: لو كان هؤلاء أغنياء وأعطيتهم المال لاستثمروها ، ولو بقي ف بيت المال لبقيت محبوسة دون تنمية. يطلب عمر من الناس أن يستثمروا، وهذه النظرة العمرية هي التي تبنّاها الرأسمالية في امريكا واوروبا من خلال ان الأموال هي اساس بيد الشعب والدولة، ولا تأخذ الا الضرائب، ولذلك قد تصل دخل الفرد القومي بالنسبة للشعب الأمريكي الى عشرة تريليونات من خلال الضرائب لأن الشعب غني ولأن الشركات تنتج ولذلك إغناء الشعب جزء اساسي من سياستنا الاسملامية وشئ حقيقي ويجب أن يحتذى به على مستوى العلم بأن كل رئيس أو أمير ان يحاول بشتى الوسائل لإغناء شعبه ولكن الشعب يجب أن يقدر هذا المال.
أنصح إخواني ولاسيما الشباب – وخاصة نسبة الديون – انصحهم بأن يحافظوا على هذه الأموال وأن يضعوا لأنفسهم برنامجا لأستثمار جزء منها سواء كان من خلال بنوك محترمة أو شركات محترمة وليس عن طريق افراد أو شركات وهمية وانما يستثمرونها من خلال شركات حقيقية. إن هذه الاموال أمانة بيدك يجب أن تستثمره كما بينته في بداية الخطبة استثمارا ناجحاً مع شركات موثوق بها كما انصح وأوصي بل أقول هذا هو المفروض ان يصلح الشباب وغير الشباب أحوالهم في ظل هذه المكرمة وأن لا يعودوا الى مسائل الديون كما سادت في مجتمعنا في الفترة السابقة وكأنه أصبح الديون سمة من سمات شعبنا سمة من سمات شبابنا سمة من سمات موظفينا وغيرهم فلا يجوز الإكثار من الديون بل لا يجوز الاستدانة اذا لم تكن قادرا على أدائها.
وكذلك أوجه نصيحتي الى اخواني التجار أن لا يأخذوا هذه الأموال وتدخل في جيوبهم من خلال رفع الأسعار وإلا فما حدث شئ لولا ما سمح الله حدث ارتفاع بالنسبة 60% فكأنما الاموال دخات في جيوبهم فلن يستفيد اخواني القطريون وأخواتي القطريات شيئاً وكذلك المجتمع ولو رفعوا الاسعار لا سمح الله 100 % كما حدث في بعض الإحيان معناه استفاد التجار 40%. من هنا من واجب الدولة أن يكون لهم بالمرصاد وهذه من الناحية الشرعية لأن المال مال المجتمع فيجب على الدولة ان تكون بالمرصاد لأن المقصد الاساي في زيادة 10 مليارات التي تكلف الدولة سنويا وفي هذا العام 30 مليار ريال المقصود الاسلي من هذه الاموال أن تصل الى جيوب الشعب وليس الى جيوب هؤلاء التجار لأنهم عندهم خير بل هم يستفيدون من خلال الحركة التي تحدثها هذه الزيادات ولكن لا يجوز لهم وكذلك يجب على الدولة أن تكون بالمرصاد ويجب على المجتمع المدني ان يكون حاميا لهذه الامور .
الخطبة الثانية
لو قامت الامة الاسلامية بواجبها نحو المال كما أشرت اليها في هذ الايات الكريمة االتي تلوتها على حضراتكم لأاصبح الامة الاسلامية أغنى الامم ولا أقول أن الامة الاسلامية تصبح أغنى الامم بالنفط والغاز وإنما بما حباها الله سبحانه وتعالى في كل العالم الاسلامي من موارد طبيعية عظيمة جدا سواء كانت هذه الموارد طبيعية تتمثل في المادة بل ما هو موجود ومخزن في البحار كما في الصومال فعنده أطول شاطئ وكما ويقال هو ملتقى الاسماك في المياه الدافئة والمياه الباردة وهكذا الحال لموريتانيا رغم ان الشعب الصومالي وكذلك الشعب الموريتاني محرومون من هذه الخيرا بالاضافة الى البترول والغاز وكذلك المعادن الاخرى. هذه الامة حباها الله سبحانه وتعالى بخيرات كثيرة ولكن الاشكالية في الظلم في سوء التوزيع وعدم استثمار هذه الاموال الاستثمار الأمثل بل على العكس عدم الاستثمار ، الاشكالية في دخول هذه الاموال في جيوب هؤلاء الظالمين وتقرير الامة المتحدة تشير الى ان بعض الدول التي تعاني من الفقر ، حكامهم أغنى بكثير من أغنياء الدول الاوروبية والامريكية لأن هناك مسؤولية و واجبات وأصبح الحكم مغنما وكيف كان طاغوت مصر براتب من جنيهات وحينما ترك الحكم وصل كما ينشر الى 70 مليار دولار وهكذا بن علي وغيره ولذلك هي مسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى ، فكم يتألم الانسان حينما يرى اخوانه في الصومال ، هذه الامة الغنية ويموت فيها 30 بالمئة من أطفالهم وأربعة ملايين مهددون بالموت، أنظر الى هذه الحالة، الصومال في قلب العالم العربي والاسلامي ولكن بسبب الحروب والمشاكل وتجار الحروب وقد أرسلنا لهم من الاتحاد برسالة وقلنا أنكم مسؤولون أمام كل شخص يموت وكل طفل رضيع يموت ، وكل شيخ راكع يموت انتم مسؤولون أمام الله سبحانه وتعالى ، فكيف تريدون تطبيق الاسلام؟ وعلى من تطبق؟، أتطبقونه على الموتى؟ فهؤلاء حقيقة شوهوا الاسلام وهذا لا ينبغي أبدا ، الجماعة تتناحر وتتقاتل والناس يموتون. سيدنا عمر رضي الله عنه لم يطبق حد السرقة في عام المجاعة فكيف نحن نطبق الحدود أو الشريعة ونحارب باسم الاسلام وأخوان وأولادي يموتون في الصومال ايها الأخوة الكرام هذ1 أيضا أفضل صورة لفشل معظم العالم الاسلامي في ادارة الامة بل في الادارة بل في السياسة بل في كل شئ ، هذا الامر خطير ولربما يعيد الاستعمار الى بلادنا.
واذا نظرت الى جانب آخرفي عالمنا الاسلامي ، فها رايت نظاما يقتل من شعبه في كل يوم من عشرين الى ثلاثين ، هل رأيتم هذا، هل سمعتم بهذا والاسلام يقول: ” أن الوظيفة الاساسية للحاكم هي حماية أمن المواطن وحماية أموالهم ، هذا هو المقصد الشرعي، ولذلك قلنا ان هؤلاء الحكام في سوريا وكذلك في اليمن فقدوا الشرعية ان كانت هناك شرعية ، لأن الشرعية مرتبطة بالحمياة وليس بالقتل ، لذلك فهذه مسؤولية امام الله وأمتنا العربية والاسلامية مسؤولة وحكامنا مسؤولون عما يجري ولا يجوز السكوت عليه ابداً بل يجب عليهم أن يقوموا بالواجب لحماية هؤلاء المظلومين والمضطهدين.