بسم الله الرحمن الرحيم
ملخص خطبة فضيلة الشيخ علي القره داغي بمسجد عائشة في الدوحة بتاريخ 3 فبراير 2012
ايها الإخوة المؤمنون
لقد جربت البشرية خلال عقوبها الطويلة، وقرونها الكثيرة، جربت القوانين الوضعية، والانظمة البشرية والتجارب الانسانية ، وجربت كل هذه الامور على مرالتاريخ والعصور، وتبين لها فيما بعد أن هذه الانظمة البشرية، وتلك القوانين الوضعية، اذا لم تكن مبنية على وحي الله سبحانه وتعالى، وعلى نور الله سبحانه وتعالى، وعلى هدي الله سبحانه وتعالى، لن تحقق العدالة ، ولن تحقق المساواة، ولن تحقق الخير، وإنما تتحول الى أهواء بشرية، وأهواء انسانية، إما لمصلحة شعب على حساب شعب آخر، أو قبيلة على حساب قبيلة أخرى، الى غير ذلك من التصنيفات التي ترتبت عليها مظالم كثيرة، وجور كبير على مرالتاريخ الانساني.
فهؤلاء الرومان حين وصلوا الى مستوىً من الرقي الحضاري بالنسبة لهم، حينما وضعوا القوانين الرومانية المعروف، انحازوا فيه الى الرومان فقط، فلم يعطوا الحقوق ولا المساوات ولا الأهلية للانسان للبيع والشراء، لم يعطوا الا لمن كان رومانياً وداخل الرومان لمن كان الأخ الأكبر، وليس الاخوة الصغار، وليس الأخوات ولا البنات، وإنما حرموا، وحُرمن من معظم الحقوق، وحينما احتلوا البلاد، عاملوا البلاد المحتلة نفس المعاملة، فحينما احتلوا المصر لم يعطوا للشعب المصري من الحقوق، رغم أنهم كانوا يتفقون معهم في المسيحية، حتى الأهلية للبيع والشراء.
هكذا لو قرأنا أي كتاب تاريخي أو أي قانون، حتى في عصرنا الحديث، الذي ظهرت فيه حقوق الانسان، وارتفعت الاصوات بحقوق الانسان والمساواة، ولكنه بلا شك، كل انسان يستطيع أن يميز بوضوح، في التعامل بين من هو أمريكي بالنسبة لأمريكا، وبالنسبة لمن هو غير أمريكي، مهما كانت، وقد كشفت الاحداث الأخيرة، أحدا ث11 سبتمبر، كشفت عن عنصرية غريبة، ومعاملات غريبة، في التعامل بالذات مع المسلمين، بحيث حتى وان كانت لديهم جنسيات، فلم يعاملوا معاملة الأمريكيين الاصليين – كما يسمون- رغم أن امركيا الآن الحاليين ليسوا الأصليين في بلادهم ، الاصليون هم هنود الحمر فقط.
وهكذا الانسانية، وحتى قوانين الامم المتحدة التي هي تطبق على العالم، واسست اساساً في عام 1945، أسست بعد حربين عالميتين خطيرتين، راحت ضحيتهما ملايين بل عشرات الملايين من البشر، وتحققت هذه الحروب بسبب المظالم، وعدم المساوات والعنصرية، وحينما اجتمع الناجون، دول الحلفاء، ووضعوا قانون الامم المتحدة على اساس العدل والمساواة، وعلى اساس حماية الأمن والسلام الدوليين، لم تستطيع البشرية أن تخرج من عنصريتها، فأعطوا لخمس دول الفائزة في الحرب حق الفيتو، وحق النقض، وهذا يعني اليوم الأن أن الدول الأعضاء الكامل العضوية في الامم المتحدة، في اكثر من 200 دولة، فلو اجتمعوا جميعا، وقرروا شيئا، يستطيع ممثل دولة واحدة مثل روسيا أو امريكا أو صين أو بريطانيا أو فرنسا ان يقضي على هذا القرار بإشارة واحدة . فلو قررت 5 مليار و 500 مليون من البشر بنعم، وروسيا قالت لا، فروسيا تفوز، أو الامر بالعكس، وكذلك ممثل بريطانيا، ب70 مليون نسمة ، أن يقضي على قرار أممي اجتمعت عليها البشرية ب 7 مليارا و 700 مليون نسمة. وهكذا هم وضعوا امم المتحدة لأنفسهم، وضعوها للسلام والامن، ولكن لمصلحة السلام والامن لدولهم، واما اذا كانت لمصحة الدول الفقيرة فلا، وأكبر دليل على ذلك، ما يحدث في فلسطين، الى يومنا 300 قرار دولي ،استطاع امريكا ان تقضي عليها بفيتو، وبعضها، حتى إن وافقت عليها امريكا، لم يدخلوها في الفصل السابع وانتهت المسألة بلاشئ. إن حق الفيتو للدول الخمس حق جائر يدل على أن البشرية لم تتحرر بعد من العنصرية.
اذن البشرية لا تستطيع ان تكون عادلة مع غيرها، لاتستطيع أن تكون عادلة مع نفسها، دائما ينحازوا ، ومن هنا يأتي الوحي من الله الذي هو خَلق البشر، والبشر جميعاً متساوون عند الله، الا من هو اتقى وآمن، وحتى في هذه المسألة رب العالمين يرحم الجميع في الدنيا، رحمته في الدنيا لا تفرق بين مسلم وكافر، رحمته في الآخرة هي التي تميز المسلم والكافر، يقول الله تعالى “والارض وضعها للأنام”، ” وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”، اذن هنا تأتي الضرورة القصوى، أن يكون أسس التشريع معتمدة على هذه الوثيقة الإلهية الربانية، التي لا تميز بين انسان وانسان إلا بالعمل، لا تفضل العرب على العجم، ولا العجم على العرب، ولا الغرب على الشرق، ولا الشرق على الغرب الا بالعمل الصالح، الا بالتقوى والتقوى عند الله، لا يدري بها الا الله سبحانه وتعالى .
بإعتراف الجميع لم تستطيع البشرية أن تعدل بين دين وآخر الا الإسلام. و جاء الرسول صلى الله عليه وسلم الى المدينة المنورة بوثيقة في 47 مادة دستورية، و27 مادة تدور حول غير المسلمين واليهود، ولهم حقوقهم الكاملة للمواطنة. ولأول مرة في التاريخ، الاسلام يكرم ويسجل أن من أعطى شيئاً للأسير الكافر، فإن الله يكتب له أجرا عظيما “ويطعون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا انما نطعمكم لوجه الله”، ولا يجوز أن يطلق كلمة الاسير على المسلم عند المسلم، وانما الاسير هو الاسيرالكافر عند المسلم، وهو المحارب ويؤسر، حينئذ أنت تبر إليه وتقسط اليه .
ان هذا القران العظيم الذي أنزله الله سبحانه وتعالى للمسلمين هو في حد ذاته رحمة للعالمين، لأنه هو وحده يحقق العدالة الحقيقية. الرسول صلى الله عليه وسلم في قضية، وهو حي بين أظهر الناس، وكان هناك اشكالية اتهم فيه رجل يهودي، وكان الشكوك تدور حوله، ولكنه كان بريئا، وكان بعض المسلمين يتقربون الى النبي صلى الله عليه وسلم ويريدون ان يجعلوا الرسول صلى الله عليه وسلم ينحاز اليهم، وكاد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتأثر بقولهم، بِحُكم بشريته، فأنزل الله من فوق سبع سموات ” ولا تكن للخائنين خصيما”، لا تكن محاميا للخائن، للكاذب، لمن هو مجرم، بل كن مع العدل، ومع الحق، سواء كان مع المسلم أو غيره ، ويطلع اليهودي بريئا، ويحكم لصالحه، ويصبح الصحابي، الذي يجاهد مع الرسول صلى الله عليه وسلم، ويحمل السيف معه دفاعا عنه، هو الذي يحاكم عليه، ويطلع الحكم ضده، وينزل الله سبحانه وتعالى هذه الاية، ويسميهم خائنا، لأنه أراد أن يقلب الحقيقة، فقلب الحقيقة خيانة، والدفاع عن الباطل خيانة ، المسلم لا يدافع عن الباطل مهما كان سواء كان لنفسه أو لغيره.
من أعظم نعم الله على هذه الأمة، هذا القرآن العظيم، وهو الذي رب العالمين أراد له الحفظ، لأن البشرية بدون الوحي من عند الله تضل كما ضلت في السابق، تتحارب وتتصارع، وتأكل بعضهم البعض، ويكون العداوة والخصام، ليس هناك مرجعية تقول هذا حق وهذا باطل، واذا لم يكن هناك وحي يكون هناك قانون الغابة والقوة كما نراه اليوم، من فترات طويلة نحن لا نرى من الغرب الا تطبيق قانون القوة، ولم يطبقوا علينا ابدا قانون العدل والمساواة، واكبر دليل على ذلك أنظروا ما يحدث في فلسطين، وما تفعله اليهود بأخوانا في غزة وفلسطين وفي كل مكان.
فلذلك ان الالتزام بهذا القران هو النجاة، هو الفلاح، هو العزة والكرامة، وكم اتألم حينما بعض الاخوة ، من مصر أو تونس او من البلاد التي تحررت من الظام والعدوان واختاروا بحريتهم الاسلاميين الذين يلتزمون بالكتاب والسنة، ندعو لهم ذلك، حينئذ يحاولون بشتى الوسائل ان يفسدوا، ويظنون أن القضية هي قضية حزبية. ليست القضية هي قضية حزبية، انما القضية هي الالتزام بكتاب الله، قضية الابتعاد عن غير منهج الله، كان أولى لهؤلاء الذين يعارضون أن يعودوا ويدرسوا القران ويجعلوا القران حجة، ومن خلال القران كانوا يستطيعون، ولا يزالون يستطيعون، ان يحكموا على هؤلاء، انهم عدول أو أنهم يحققون غير ذلك.
حتى هذه الازمة العالمية تعود الى الجانب الاخلاقي، هؤلاء الذين تسببوا في هذه الازمة خانوا الامانة، واعطوا شهادات غير صحيحة، شهادات الزور، وترتب على ذلك ما حدث، حينما بنوا على مبالغ بسيطة او عقارات بسيطة بحوالي 600 مليار دولار، يبنون عليها حوالي 9 تريليونات بل حوالي 19 تريليون من الدولارات، يبنون عليها خلال السندات والاوهام والاوراق والشكليات، وضحكوا على العالم وانهار العالم الاقتصادي بسبب هذه الازمة الاخلاقية.
ولكن انظر الى هذه الفتاة الصغيرة التي ربما لم تسمع الا آيات من القران، ولم تتربي الا لفترة قصيرة على الكتاب والسنة ، وأمها تحاول ان تغش في اللبن ،وتقول امها – لأنها عاشت في الجاهلية فترة طويلة، لم تتأصل فيها العقيدة الصحيحة- يا بنتي اضيفي الماء على اللبن التي تبيعينه، فعمر لا يعلم، وشاء الله ان يكون عمر يسمع هذا الكلام، والفتاة الصغيرة تقول: يا أماه اذا كان عمر لا يعلم فرب عمر لا يخفى عليه شئ، فقد سمعت حديثا “أن أي نبتة غضي بالحرام فالنار أولى به”، فتذكره حتى تبكيه، ثم تتوب الى الله، هذه الفتاة الصغيرة تعطي درسا لأمها العجوز لن تنساها ابدا. والله اكرم هذه الفتاة ايضا ، بأن عمر اختارها زوجة لأحد أبنائه، وتتحول من بائعة للبن في الاسواق الى زوجة لإبن خليفة المسلمين.
وحينما نزل قوله سبحانه وتعالى بتحريم الخمور “هل أنتم منتهون” يقول أنس كنت أمر على المجالس لأن الخمر لم تحرم بعد، و كنت امر عليهم واقول لهم بأن الله قد حرم الخمر “هل أنتم منتهون” كانت الكؤوس بأيديهم لا يرفعونها الى أفواههم يريقونها.. هكذا الايمان
وحينما كان في عصر عمر حينما أخذ رجل ملثم، بأسورة كسرى وما كانت تقدر بثمن، يأخذه ويسلمه الى سعد حتى هو بدوره يسلمه الى عمر، واختُلف في اسم هذا المجاهد الكبير حتى الان، لأنه كان ملثما، حتى لا ينتقص من أجره، ولم يتعرف عليه احد، ولم يأتي على ذهنه بأن يأخذ شيئا من هذه الخزينة .. أنه الايمان وهذا الذي يصنع الرجال.
وهذا الامريكي الذي تسبب في انهيار اكبر بنك امريكي كان يقدم التقارير- وهو يعلم ان بنكه سينهار- ان بنكه قد ربح مليارات من الدولارات، حتى كوفئ ب 500 مليون دولار ثم الان في السجن بالتأكيد .. هناك فرق بين هذا وذاك ..
ليس هناك نعمة على البشرية اعظم من نعمة القران، واعظم من نعمة الاسلام، “يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا ۖ قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ ۖ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ” ، من الجاهلية من التفرق من التمزق الى الايمان بالله سبحانه وتعالى، الى معرفة الخالق، الى السعادة، الى العدالة والحرية، والى الحق. هذا هو الاسلام الذي نريده، هذا هو القران الكريم “إن هذا القران يهدي للتي هي أقوم” ان هذا القران يهدينا لأفضل السبل، واحسن السبل، المشكلة فينا، نحن ما نلتزم بها، وليست المشكلة في الاسلام والقران، وقد جربت هذا مع اكبر الاقتصاديين في ايطاليا، وهو نال جائزة عام 1960، حينما شرحت له اسباب الازمة ،وأتيت له بالايات والاحاديث، فقال مستغربا أنجد هذه الايات والاحاديث عندكم وليس من عندك، قلت استغفر الله، هذا من القران وهذا من السنة، ولو كذبت على الرسول فقد خرجت من الاسلام تماما، ففكر ثم قال لى: والله ان رسولكم لمحترم، فيقول ما الذي اقوله لأحترام هذا الرجل، وما تفعلونه انتم في احترام نبيكم فقلت نحن نقول: اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد، فيردد معي ويقول اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد ..
هذا القران عظيم ولكن نحن محامون فاشلون إن صح التعبير، والقضية احيانا لا تكسب اذا كان وراءه محام فاشل، فلذلك علينا ان نبين هذا القران العظيم، وان نبين للناس: يا أيها الناس انتم على ضلالة، وانتم لستم على حق، انتم لستم على العدل، اين العدل ؟ فإذا بيّنا فستسمع اصواتنا واعتقد بأن صوت الحق دائما مسموع .
الخطبة الثانية
ومن خلال هذه العدالة السماوية، والمظالم البشرية، نرى أحوال أمتنا الاسلامية في تعاملها فيما بينها مع الاسف الشديد، وفي تعاملعا مع غيرها، وتعامل الغير معها، فالمظالم التي ظهرت في عالمنا الاسلامي خلال القرون الأخيرة لم تشهد مثلها هذه الامة على تاريخها، بل ربما لم تشهد البشرية مثل هذه المظالم على هذه الشعوب المسلمة الممسكينة المظلومة، خاصة في ظل العساكر، والانقلابات العسكرية، والاستبداد العسكري، والدتاتورية، والظلم والتعذيب، الذي نال المسلمين في كثير من البلاد العربية الاسلامية، في العراق ومصر، وفي سوريا وتونس والجزار، وفي كثير من البلاد الاخرى، البشرية أهينت، والمسلمين اذلوا، ولو قرأت الآن التصريحات و المذكرات للذين سجنوا، لما استطعت ان تقرأ الا وتتسائل، هل هؤلاء من البشر؟ حتى الوحوش الكاسرة لا تفعل ذلك، الوحوش الكاسرة لن تقضي على الفريسة الا بقدر حاجتها، ولكن هؤلاء عاثوا في الارض فسادا، وتكبروا وتجبروا، واذلوا الشعوب، ورفعوا شعارات ما حققوها، لا حرروا فلسطين، ولا حققوا الأمن، ولا أطلقوا النار- بعضهم- أساسا على اليهود، ومع ذلك بقوا جاثمين، كما نرى ونشاهد اليوم من هذه المظالم والقتل اليومي في سوريا وكذلك ما يعذبون في بعض البلاد الأخرى.
وذلك كله لأنه ابتعدنا عن المنهج، ما أوقفنا الظالم عند حده، لو أوقفنا الظالم عند حده لما وصلوا الى ما وصلوا اليه، يقال للفرعون ما الذي فرعنك يقول قومي، ولذلك قال رب العالمين ” إنهم كانوا قوم سَوء وكانوا قوم فاسقين” سمى الله سبحانه وتعالى القوم الذي يقف مع الظالم قوم سَوء، ثم وصفهم بالفسق والفجور، أما القوم الحق لا يمكن أن يقبل ذلك حتى لو كان المضطهد غير مسلماً .
وكذلك في الظام البشري الان، كل العالم اليوم حتى جامعة الدول العربية التي كنا ننتقدها على هذا المنبر كثيراً حول موقفها من سوريا بالذات، لم تستطيع ان تف مكتوفة الأيدي امام كل هذه الجرائم، ولا سيما بدعم قطري جزاهم الله خيرا وجزا الله الحكومة الرشيدة والأمير على هذه المواقف المشرفة، واسأل الله أن يسسد خطاهم . ولكن كما قلت لو كل العالم اتفق يستطيع روسيا ان تقف امام العالم كله، فأي قانون هذا؟ أيها الأحبة لن تعود البشرية الى رشدها الا بهذا الميزان، الا بالقران الذي هو المرجعية لنا فبدون القران ستظل البشرية تعاني من الظلم وعدم المساواة الحقيقية
نحن نناشد العالم بإنقاذ الشعب السوري من هذه الجرائم ونناشد العالم العربي الى الوقوف مع الشعب اليمني لإستكمال مشواره.
واليوم نحن حزينون على ما حدث في مصر ونقدم عزاءنا الى الشعب المصري ونحمل فلول النظام السابق المسؤولية ، ونطالب الجميع بإعطاء الفرصة للبرلمان والمجلس العسكري لتوفير الأمن، ونطالب الشعب المصري بالوقوف صفاُ واحداً لتحقيق أهداف الثورة العليا بالحكمة.