)دائرة المعايير) هي المرحلة الأولى لإصلاح الأمة والخلل الأكبر هو في مناهج الفهم والتفكير والتعامل.

الأهواء دخلت في النفوس فأحدثت شذوذاً وإفراطاً وتفريطاً في المناهج والتفكير، وأوجدت خلافاً في الآراء والطرق وشقاقاً بين المذاهب، والطوائف.

ضوابط لفهم القرآن والسنة النبوية المطهرة، وكيفية التعامل مع النصوص الشرعية من محاور البحث

الاجتهاد بين الانفلات والانغلاق، أو تحريف النص وحرفية النص، بين الباطنية الجدد، والظاهرية الحرفية الجدد.. من قضايا البحث.

شارك فضيلة الشيخ علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في المؤتمر الدولي  الذي انعقد في جمهورية تركيا حول قضية  الدفاع عن الكتاب والسنة، حيث قدم فضيلته بحثاً مفصلا ومحوريا عن الموضوع ، وذلك من خلال وضع اللبنات والمفاهيم والأسس للفهم السليم للكتاب والسنة، ولاسيما في عصرنا الحاضر، ومع وجود بعض المتشددين والمتساهلين ، هذا بالإضافة إلى غيرهم من الإرهابيين  الذين يستدلون بالآيات والأحاديث النبوية الشريفة، وبالمقابل المجموعات الأخرى التي تترك السنة بالكلية وهم ما يسمون أنفسهم بالقرآنيين، والمجموعات العلمانية التي تدخل في إطار المقاصد وتفسر القرآن حسب أهوائها.

 

وقد بدأ فضيلته بحثه بقوله: أنزل الله تعالى كتابه العزيز (القرآن الكريم) ليكون حجة ورحمة للعالمين، وخيراً وشفاء وهداية للمؤمنين ، وليقطع دابر الخلاف الذي وقع بين أهل الكتاب السابقين، وعزّز ذلك بإرسال خاتم الرسل والنبيين ليكون مُبيّناً وشارحاً فقال تعالى : (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ).

كل ذلك وغيره لأجل أن تتبوأ هذه الأمة الخاتمة مكانة صدق وشهود وخيرية بوحدتها ووحدة مبادئها وثوابتها وقوتها، وبيانها للحق وشهادتها على الأمم، ومرجعيتها لهم بسبب اعتدالها ووسطيتها فقال تعالى: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) وقال تعالى : (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ) .

فعل الأهواء

ولكن دخلت الأهواء في النفوس فأحدثت شذوذاً وإفراطاً وتفريطاً في المناهج والتفكير، وأوجدت خلافاً في الآراء والطرق وشقاقاً بين المذاهب، والطوائف ، وحروباً وفتناً داخل الأمة الواحدة، حتى أصبحت هذه الأمة المراد منها أن تكون (خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) أكثر الأمم تفرقاً وتمزقاً وتخلّفاً وفقراً ومرضاً، وأقلّها اتحاداً وتآلفاً ولا سيما بين السياسيين والجماعات… .كل ذلك يعود إلى الأهواء ، أو الجهل ، وعدم العلم بالمعايير الضابطة للفهم والموازين الدقيقة للمناهج والتفكير والاجتهاد والفتوى.