السؤال :
الأخ فضيلة الشيخ/على محيي الدين القره داغي حفظه الله.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لقد قمتم مشكورين بالإجابة على السؤال التالي: ما حكم شراء وبيع الأسهم في نفس اليوم ؟وذلك عبر أسواق المال العالمية باستخدام شبكة الإنترنت ؟. ليس المقصود من السؤال التعاقد عبر الإنترنت ولكن عملية البيع والشراء في نفس اليوم هل هي جائزة؟ هل يجوز شراء السهم ثم بيعه في نفس اليوم – حيث إن الاجراءت الإدارية لتسجيل السهم تأخذ أربعة أيام (يوم العملية +ثلاثة أيام) كما لايخفى عليكم التغيير في السعر الذى يحصل للسهم بالزيادة أو النقصان خلال هذه الفترة. جزاكم الله خيرًا ونفع الله بكم
الجواب :
إذا توافرت الشروط المطلوبة في الأسهم ولم تكن غالبية ما يمثلها نقودًا وديونًا فإن شراء هذه الأسهم ثم بيعها في نفس اليوم جائز بشرط أن يسجل البيع والشراء في نفس اليوم أي يسجل الأسهم أولاً باسم المشتري ، ثم بعد ذلك يقوم ببيعها لمشتر آخر ، أما إذا لم يمكن التسجيل ومع ذلك قام المشتري ببيع هذه الأسهم دون حيازة فإن هذا البيع غير صحيح لعدم وجود أي وسيلة للقبض حتى ولو كان قبضًا حكميًا ومن هنا فيجب التروي لغاية التسجيل، ولكن له الحق في أن يقوم بشراء مضاد حماية لنفسه من الخسارة من الجانب الفني. ولو وجدت أي وسيلة للتمكن من القبض لكان البيع الثاني جائزًا لأن العبرة كما قلنا بالقبض الحكمي أو العرفي في غير الصرف والطعام. وبذلك ضبطت الشريعة الأسواق المالية ( البورصة ) من خلال شروط القبض والتسجيل حتى لا يجري أي عقد أو أية صفقة قبله ، وبذلك حمت المتعاملين الملتزمين من المضاربات التي تحدث في البورصة والتي لا يهمها إلا القبض ، ولا كون السهم مشروعاً ، وإنما المهم الربح السريع ، فحدثت المخالفات ، وأنتجت الأفكار الرأسمالية عقوداً غربية تقوم على تأجيل الثمنين ( فيوتشرز ) أو على مجرد الحقوق ، وصعود المؤشر أو نزوله (أوبشنز) مما حرمه الإسلام ، وترتب على هذه المضاربات ما حدث في العالم من هذه الأزمة المالية الخانقة .