(1)المظاهرات:


لغة جمع مظاهرة من ظاهر فلاناً بمعنى : عاونه ، ويُقال : تظاهروا أي تعاونوا ، ولها معان أخرى1  .
 أما التظاهر بمعنى : تجمع مجموعة للإعلان عن رضاهم أو سخطهم عن أمر يهمهم ، فهو معنى حديث أقره مجمع اللغة العربية2  ، ولا يخرج عن أصل معناه الدال على الظهور والمكاشفة ، وعلى التعاون بين البعض .

 وقد ورد في القرآن الكريم لفظ “ظهر” ومشتقاته (59) مرة بمعان متعددة ، منها قوله تعالى : (إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ

وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)3  وقوله تعالى : (وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً

تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً)4   وقوله تعالى : ( ..وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ)5  ، فالتظاهر في هذه الآيات هو التعاون ،

وأن هذا التظاهر يستعمل للتعاون على الشر ، كما يستعمل في التظاهر على الخير7  ، بل إننا نفهم من سياق الآيات التي وردت فيها كلمة ( ظاهروا ) أو ( تظاهرا ) الاظهار بالتعاون الملح لتحقيق هدف معين.


(1) القاموس المحيط ، ولسان العرب ، والمعجم الوسيط مادة ( ظهر )
(2) المعجم الوسيط ط. قطر (2/578)
(3) سورة الممتحنة / الآية 9
(4) سورة الأحزاب / الآية 26
(5) سورة التحريم / الآية 4
(6) المفردات في غريب القرآن للأصفهاني ط. دار المعرفة / بيروت ص 317 – 318