التأصيل الشرعي للمظاهرات السلمية، أو الثورات الشعبية، ما يجوز منها وما لا يجوز، مع مناقشة الأدلة

بقلم
أ.د. علي محيى الدين القره داغي
الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
نائب رئيس المجلس الأوروبي للافتاء والبحوث

بسم الله الرحمن الرحيم

تمهيد

فقد ظهرت في عصرنا الحاضر وسائل جديدة في كل مجالات الحياة ، ونحن فعلاً أمام ثورات علمية وتقنية في عالم الاتصالات والمواصلات تجاوزت كل الثورات السابقة في عالم الصناعة ، ونحوها .
 ويبدو أن ثورة التقنيات المتطورة في عالم الاتصالات ( الانترنيت ، وفيس بوك ، وتويتر ، والموبايل ) ساعدت كثيراً في تفجير ثورات في عالم السياسة ، وساهمت في التجميع والتنظيم ، والتحريك والتوجيه كما رأينا في ثورة تونس المبدعة ، وبشكل أكبر في ثورة مصر العظيمة التي كانت مدرسة فعلاً في الحفاظ على الأموال العامة ، والخاصة ، والأخلاق والقيم السامية في التعامل مع الآخرين ، والسلوكيات ، حيث لم تشهد ساحة التحرير ـ المليئة بمئات الآلاف طوال عدة أسابيع ، بل بالملايين في بعض الأيام ـ  مشكلة أخلاقية من التحرش الجنسي ، أو مشكلة مالية من السرقات ، والنهب ، ونحوهما ، كما تبين أن بعض ما حدث في بداية الثورة كان من صنع فلول بعض الأجهزة الأمنية والشرطة للاساءة إلى الثورة .
والخلاصة أن الثورة كانت ثورة سلمية نظيفة طاهرة أعطت صورة حضارية طيبة للشعب المصري إلى العالم أجمع .

وهنا يرد سؤال ملح هل هذه الثورات مشروعة ، أو ممنوعة ومحظورة ؟

للإجابة عن ذلك نقوم أولاً بالتعريف بالمظاهرات والاعتصامات والاحتاجات ، ثم نذكر آراء المعاصرين وأدلتهم مع المناقشة والترجيح .