بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا وقدوتنا محمد المبعوث رحمة للعالمين ، وعلى اخوانه من الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله الطيبين ، وصحبه الميامين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

وبعد

  فإن رابطة العالم الاسلامي بمؤسساتها ومجمعها الموقر تولي عنايتها القصوى مشكورة بالمسلمين في كل مكان ، وبخاصة الأقليات الاسلامية في الغرب ، فتبحث عن حل مشكالها المادية والمعنوية ، فجزى الله القائمين عليها خير الجزاء .

 ومن جملة هذه المشاكل التي لم تحسم كل تفاصيلها بعد : مشكلة مواقيت الصلاة في أوروبا ، حيث نوقشت في المجمع الفقهي الاسلامي للرابطة وصدر عنه فيها قرار مفصل في عام 1406هـ ، ولكن بقيت بعض تفاصيلها لا زالت بحاجة إلى تفصيل وتأصيل فقهي ، لذلك طلب مني سعادة الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور صالح بن زابن المرزوقي البقمي أن أبحث هذا الموضوع بشمولية وواقعية ، أرجع فيها إلى الفتاوى الصادرة ، وإلى المستجدات ، والآراء الجديدة فيه .

 وهأنذا أتوكل على الله تعالى في بحث هذا الموضوع بدقة معتمداً ـ بقدر الامكان ـ على جميع البحوث والأوراق المكتوبة فيه ، والقرارات والفتاوى الصادرة بشأنه ، وما قاله فقهاؤنا قديماً وحديثاً حوله ، ممهداً ذلك بممهدات تسهل الوصول إلى الحكم المطلوب ، وبيان الحكم للتفاصيل التي لم يتناولها القرار السابق ، او أنها تحتاج إلى إعادة النظر ، سائلاً الله تعالى أن يوفقنا للوصول إلى ما نصبو إليه ، ولعل بركات الله بالتوفيق تنزل عليّ وأنا أكتب هذه الصفحات أمام المسجد الحرام ، اللهم علمني كما علمت آدم ، وابراهيم واسماعيل عليهم السلام ، وفهمني كما فهمّت سليمان عليه السلام .

  وستكون خطة البحث : أننا نتحدث أولاً عن الجانب الفقهي ، وما ذكره فقهاؤنا الكرام ، ثم نتحدث عن القرارات والفتاوى الصادرة من المجامع والندوات ونحوهما ، ثم نذكر في الأخير مشروع الفتوى للاعتماد والمناقشة .

    والله أسأل أن نوفق جميعاً فيما نصبو إليه ، وأن يكتب لنا التوفيق في شؤوننا كلها ، والعصمة من الخطأ والخطيئة ، في عقيدتنا ، والاخلاص في أقوالنا وأفعالنا ، والقبول بفضله ومنّه لبضاعتنا المزجاة ، والعفو عن تقصيرنا ، والمغفرة لزلاتنا ،  إنه حسبنا ومولانا ، فنعم المولى ونعم الموفق والنصير .