بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

      الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا وقدوتنا محمد المبعوث رحمة للعالمين ، وعلى اخوانه من الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله الطيبين ، وصحبه الميامين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

وبعد

   فقد أصبحت قضايا المرأة من أهم القضايا التي انشغل بها العالم منذ اكثر من قرن بصورة عامة ، والعالم الإسلامي بصورة خاصة ، وهي قضية تستحق هذه العناية لأنها تتعلق بنصف المجتمع الذي إن تخلف فقد تخلف المجتمع بأسره ، وإن تطور فقد تطور المجتمع كله .

   ومع ذلك فقد نالت قضية المشاركة السياسية للمرأة عناية أكبر ، بل إثارة أكثر ، واختلف حولها الناس بين مُفْرِط ، ومُفرّط ، وبين مجحف بحق المرأة ، ومضيع للثوابت .

  كما أنه اضطربت فيه الفتاوى بين موسع ومضيق ، بل إن بعض الجهات المختصة بالفتوى أصدرت فتوى بالمنع ، ثم أصدرت فتوى أخرى بالاباحة .

 ولذلك كان ينبغي بحث هذا الموضوع على أساس الوسطية التي هي منهج الإسلام في علاج كل القضايا .

  ومن هنا كان بحثنا لهذا الموضوع على ضوء هذه المنهجية الوسطية ، داعياً الله تعالى أن نكون قد وفقنا في تحقيق ما نصبو إليه .

  والله أسأل أن يجعل أعمالنا كلها خالصة لوجهه الكريم ، وأن يجمع الأمة الإسلامية على الخير والوفاق والتعاون البنّاء وخيري الدنيا والآخرة ، وأن يبارك في جهود جميع المخلصين ، فهو مولانا فنعم المولى ونعم النصير .

 

 

 

 

    

كتبه الفقير إلى ربه

علي محيى الدين القره داغي 

الدوحة / غرة ربيع الأول 1427هـ