بسم الله الرحمن الرحيم
 

      الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا وقدوتنا محمد المبعوث رحمة للعالمين ، وعلى اخوانه من الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله الطيبين ، وصحبه الميامين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين


وبعد


  فإن المصارف الإسلامية عندما فكر في إنشائها الاقتصاديون والمستثمرون الإسلاميون وضعوا لها عدة أهداف تتفق مع الفلسفة الإسلامية للاقتصاد الإسلامي القائمة على الملكية والمشاركة الحقيقية ، مع الغايات المنشودة للمال ، من كونه    ( قياماً) للمجتمع ، ووسيلة لحركته ونهضته وتنميته للوصول إلى الرسالة العظيمة التي أنيطت بالانسان ، وهي الخلافة في الأرض وإصلاح الإنسان ، وتعمير الكون على ضوء منهج الله تعالى القائم على تحقيق المصالح والخيرات ، والمنافع والطيبات لكل من يعيش على هذه الأرض ، ودرء المفاسد والمضار والخبائث عنهم .


  ومن أهم هذه الأهداف للمصارف الإسلامية هي المساهمة الفعالة في تنمية المجتمع والنهوض به ، ومما لا شك فيه أن البنية التحتية الصلبة والمرنة         ( المباني والطرق ، والتجهيزات الكهربائية ، والخدمات والأنظمة الأساسية ) هي الأساس لأية تنمية ناجحة ، والركن الركين لأية نهضة واعدة ، والسبيل الوحيد لجذب الاستثمارات وتشجيع أصحاب الأموال على استثمار أموالهم في البلد الذي تتوافر فيه متطلبات البنية التحتية .


  ومن هنا فالوطني الإسلامي يذكر هنا ليشكر على عقد هذا المؤتمر الإسلامي العالمي حول تمويل البنية التحتية بالدوحة في الفترة 5-6نوفمبر 2006م ، وذلك لأن بداية الطريق الصحيح للنهضة تبدأ بتوفير البنية التحتية لأي بلد يريد اللحاق بركب الحضارة والتقدم ، والخروج من التخلف .


  وقد كلفتني إدارة الوطني الإسلامي بأن أكتب عن تمويل البنية التحتية في الشريعة الإسلامية ، وأنا في هذا البحث أسير حسب المنهج المنشود بادئاً بالتعريف بالبنية التحتية ، وأهميتها ، ومقاصد الشريعة وعلاقتها بالبنية التحتية ، ثم التعريف بالتمويل الإسلامي ، والفرق بين التمويل الإسلامي والتمويل التقليدي ، ثم الانتقال إلى النوعين الأساسين للبنية التحتية ، وتمويلهما بالصيغ الإسلامية المباشرة وغير المباشرة عن طريق الصكوك ، والمحافظ الاستثمارية الخاصة بها.


  ونحن في هذا البحث نبذل قصارى جهدنا لتوصيل صورة واضحة عن التمويل الإسلامي وخطواته العملية ليستنى للمستثمرين ، والمؤسسات المالية تطبيق ذلك بسهولة بإذن الله .


   والله تعالى أسأل أن يكسوا عملنا ثوب الاخلاص ، وأن يلهمنا الصواب ، ويعصمنا من الزلل والخلل في العقيدة والقول والعمل ، إنه حسبنا ومولانا ، فنعم المولى ونعم الموفق والنصير .


اعلى الصفحة