إذا نظرنا إلى السيرة النبوية العطرة، على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم، لوجدناها تركز على صناعة الإنسان المتزن المتوازن في تصرفاته وأخلاقه، وفي كل ما يصدر منه، بل في كل ما يمكن أن يفهم من إشاراته وحركاته وعباراته وعبراته، ولذلك أولى الرسول الكريم عناية قصوى بهذه التربية المتوازنة المتزنة، لأنها تربية تصنع الرجال، وتصنع الأبطال، الذين يستطيعون أن يصمدوا أمام الأهواء والإغراءات والشهوات على مر الزمان.
كانت التربية الشريفة مركزة على هذا الجانب، وهذه العملية ليست عملية سهلة، فصناعة المؤمن المتوازن المتزن الذي يعيش ومِنْ حوله بحار من الأهواء والشهوات والنفسيات المختلفة، تحاول بكل الوسائل أن تدفع بالإنسان نحو الإفراط والتفريط، أو نحو عدم الاتزان وعدم قول الحق.
عملية ليست سهلة لأنها تحتاج إالى أن يصبح هذا المؤمن المتزن بعيداً وغير متأثر بأهوائه الأنانية والقبيلة والقومية وغيرها التي تتعلق بالمال والسلطان والجاه.
فإذا وجدت هذه الأهواء في داخل الإنسان فلن يكون الإنسان قادراً على التوازن الحقيقي مهما حاول، لأن هذه الأهواء تدفعه أول ما تدفعه إلى أنانيته وإلى كبريائه وإلى مصالحه الشخصية، التي تقدم على جميع المصالح، ثم بعد ذلك تنتقل هذه الأهواء إلى جوانب أخرى وهي الجوانب القبلية والقومية وغير ذلك من هذه الجوانب، التي تدفع بالإنسان أن لا تكون أقواله حقاً ولا تصرفاته عدلاً ,إنما تدفع مثل الرياح التي تدفع بأغصان الأشجار يميناً وشمالاً فلا يكون حينئذ متزناً ولا متوازناً.
ولخطورة التوازن وكذلك خطورة عدمه، أنزل الله سبحانه وتعالى سورتين تبدآن بالويل، وكلتا السورتين في مجال عدم التوازن والازدواجية في الأقوال والأفعال والتصرفات، وعدم كون الإنسان متوازاً ومتزناً مع ما يؤمن به ومع ما يفعله لنفسه وما يفعله لغيره.
السورة الأولى تتحدث عن هؤلاء الذين ليسوا متوازنين في كسب الحقوق والواجبات وإنما لهم معياران ولهم مكيالان، معيار ومكيال لنفسه فيريد له كل ما يريد من مال وجاه وسلطان، والمعيار الثاني يريد أن يكون لغيره النقص والتطفيف والخسارة في كل شئ في اعتباره وحقوقه الشخصية والمعنوية وفي حقوقه المادية والسياسية والاجتماعية.
فيقول الله سبحانه وتعالى لهؤلاء المطففين، لهؤلاء الذين لهم مكيالان، لهم معياران، لهم ازدواجية في أحكامهم وتصرفاتهم يقول الله (وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ ) وهذه السورة ليس في مجال المكايل المادية فقط، وإنما تشمل جميع أنواع المكاييل والموازين، لأنها كلها موازين. فمن هم المطففون؟ شرحه الله سبحانه وتعالى ذلك بذاته العلية فقال (الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ) إذا كان لهم حق على الآخرين، أي حق سواء كان حقاً مادياً أو معنوياً في السياسة أو الاجتماع أو الاقتصاد أو المال، دائماً يطالبون بحقوقهم، ويأخذونها وزيادة، ولكن إذا كانت عليهم الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمادية والمعنوية ( وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ) ينقصون بشتى أنواع التهم والادعاءات التي ما أنزل الله بها من سلطان.
فلذلك بدأت السورة بالويل والويل لها معنيان الأول: هو شدة العذاب، والثاني: أن الله خصص لهؤلاء وادياً من جهنم تستعيذ منها جهنم من شدة نارها وبطشها لأنهم يستحقون ذلك.
تبدأ السورة بهذه الكلمة الصعبة ثم تنتهي الآية بكلمة خطيرة جداً تشكك في إيمان هؤلاء (أَلا يَظُنُّ أُوْلَـئِكَ أَنَّهُمْ مَّبْعُوثُونَ) ولم يقل رب العالمين ألا يتيقنون، فلو كان عند هؤلاء حتى الظن الغالب بأن هناك يوم آخر وأن هناك القيامة وأن الإنسان يبعث من قبره ثم بعد ذلك يساق يوم الحشر إما إلى النار أو إلى الجنة لما فعلوا ذلك، لأن الإنسان العاقل إذا ظن أو علم بأن هذه التجارة فيها خسارة لم يقدم عليها، هذا توبيخ شديد وتأنيب شديد لهؤلاء المطففين، لأنه تتعارض هذه العملية مع التربية النبوية وما يريده القرآن الكريم للإنسان المؤمن، فنحن شهداء على الناس (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) والشاهد يجب أن يكون عادلاً والعادل يقول الحق ولو على نفسه ولو على الأقربين.
إذاً هؤلاء لا يستحقون أن يكونوا من أمة محمد ، خير أمة أخرجت للناس، ولا أقول إنهم كفرة أبداً، ولكننا نقول إذا كان لديهم الإيمان باليوم الآخر وعملوا بهذا العمل دخلوا في دائرة مرتكبي الكبائر، وهذا حق من حقوق العباد، و حقوق العباد جرت سنة الله أن لا يعفو عن أصحابها إلا إذا عفا أصحاب الحقوق أو إذا أدّى هؤلاء المدينون حقوقهم إلى أصحابها
هذه السورة تهتز لها النفوس وتقشعر لها الجلود لخطورتها في البدء وفي نهايتها ( أَلا يَظُنُّ أُوْلَـئِكَ أَنَّهُمْ مَّبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَـلَمِينَ) هذا اليوم العظيم الذي ترى الناس فيها سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد، في هذا اليوم الذي لا يعرف الإنسان أباه ولا أخاه ولا أي شيء، بل يقول كل امرئ نفسي نفسي، في هذا اليوم تكون حالتك بهذه الحالة المزية، لك معياران ولك مكيالان في تصرفاتك وكلماتك وفي أقوالك وتوجهاتك وتعاملك مع الناس على مستوى الفرد والجماعة والأحزاب وعلى مستوى الحكومات، فالكلمات الموصولة في الآية شاملة للفرد الجماعة و للمذكر والمؤنث.
أما السورة الثانية في مسائل التطفيف في نظرة الإنسان إلى الآخر (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ) الهمزة واللمزة هم الأشخاص الذين يغتابون الناس ويعيبونهم بأقوالهم أو بإشاراتهم سواء كان بالعين أو اللسان أو اليد تنقيصاً منهم ، وهذا التصرف يدخل في التطفيف والمعيارين، لأنه لو سألت هذا الإنسان صاحب الهمز و اللمز هل يحب أن يفعل أخوك بك مثلما تفعل به؟ لن يقبل. فهو يحب لأخيه ما يكرهه لنفسه، فالازدواجية واضحة جداً، فالذين يغتابون الناس في مجالسهم حتى بالإشارة لم يستثنهم الله من الويل والشدة والعذاب وهو يستحق ذلك لأنه ينقص من قدر هذا الإنسان بقوميته أو ببلده أو بعمله أو بما خلقه الله عليه، هذا خلق الله فكيف تعترض على خلق الله؟.
لذلك ركز الرسول على هذه التربية ولو استطعنا أن نذكر في هذه الخطبة القصيرة لوجدنا أن معظم ما فعله الرسول وما أنزل الله في القرآن الكريم كل ذلك في التركيز على صناعة هذا المؤمن المتوازن المتزن لأن هذا الكون الذي خلقه الله سبحانه وتعالى قائم على التوازن وكل شيء صغر أو كبر له دور و كل شيء سواء في الظاهر له عيب أو ليس له عيب فله دور و كل الأشياء التي في ظاهرها ضرر مثل العقارب والسباع والحشرات لها دور في هذا الكون، وقد أثبت العلم الحديث أن كل حشرة بل إن كل شيء في هذا الكون له دوره، فإذا قضينا على هذا النوع اختلت الموازين واختلت البيئة وهذا ما يسمى بالبيئة المستدامة الصحيحة، وهذه التجارب لا تعد ولا تحصى على مستوى العالم، حينما قضوا على نوع معين من الحشرات أو حتى من النباتات أدى ذلك إلى فساد في البيئة لأن الله سبحانه وتعالى خلق كل شيء كما قال ( وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون) بدقة متناهية في كل شيء وحتى المقادير فلو اقتربت الشمس قيد شعرة كما يقال لما استطعنا أن نعيش من شدة الحرارة ولو ابتعدت الشمس أيضاً مسافة معينة محددة تجمدت الأرض والبحار كلها .
هذا الكون الموزون خلقه الله للإنسان المسلم الموزون في تعامله ويقول الحق ولو على نفسه لا يخاف في الله لومة لائم. و هكذا كان الرسول وحينما يأتيه الشخص وله دين عليه ويشدد عليه يبتسم والصحابة ينزعجون ويقول الرسول ( إن لصاحب الحق مقالاً ). وحينما يدافع بعض المؤمنين عن أحد الذين سرق في عصر الرسول ، وفي المقابل كيد لليهودي أنزل الله سبحانه وتعالى من فوق سبع سماوات عشرة آيات نبه فيه بل عاتب فيه الرسول لمجرد الاستماع لهم وقال (وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيماً) فوصف هؤلاء المؤمنين الذين حاولوا الكيد لليهودي بالخائنين ثم أنصف الرسول اليهودي وأعاد له كرامته، هذا هو الإسلام فلا يجوز للمسلم أن يكون أنانياً أو أن يكون قبلياً بالمعنى العنصري أو أن يكون قومياً بالمعنى السيء، فإذا كل قبلي يخدم قبيلته و كل قومي يخدم قومه فهذا أمر طيب ولكن إذا تعارضت مصلحة شخص آخر مع نفسه أو مع فرد في قبيلته فيجب أن يكون مع الحق.
ولننظر إلى سورة الرحمن والتركيز العظيم على الميزان (الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ) ميزان الحق والعدل وكل ذلك من أجل ( أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ) ميزان الحقوق وميزان الواجبات والجاه والسلطان والعدل والتعامل والسياسة والاجتماع والاقتصاد فيجب أن لا تطغى فيه ولا تزيد ( وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ) القسط في كل شيء (وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ) فلا طغيان ولا نقصان وهذا هو التوازن وهذه عملية ليست سهلة لأن الإنسان يحب أن يكون طاغياً وأن يكون متجاوزاً وفرعوناً،إذا تُرك ونفسه ولكن الله يربيه، فإذا عجز أن يكون فرعوناً فليس له أن يذل نفسه ويتنازل فلا هذا ولا ذاك مقبول فلا يجوز لك في وقت الجاه والمال أن تطغى، ولا يجوز لك في حال الفقر والظلم التذلل، فأنت مرتبط بالله الذي هو خالق هذا الكون وهو الذي يجربنا ويمتحننا بالبلاء والمصائب حتى يميز بين الخبيث والطيب ويبين الحق والباطل وحتى يبين المتوازن من غيره.
وهنا أسأل هل حققت عباداتنا مقاصدها وأهدافها في تكوين هذا الإنسان المتوازن المتزن الموزون الذي لا يهتز وهو الإنسان الصالح والإنسان السعيد أما الإنسان غير المتوازن فهو إنسان مريض .
ولو وجد عندنا هذا التوازن لما وصلت أمتنا إلى هذه المرحلة ولا شك أن غيرنا من غير المسلمين لديهم ازدواجية في المعايير وهذا شأنهم ولكن ازدواجيتهم في المعايير مرتبطة بالمصالح العامة لهم أما نحن فعندنا ازدواجية ولكن حتى غير مرتبطة بالمصالح العامة.
أمريكا لها ازدواجية لا تعرف الصديق ولا العدو إنما تعرف مصالحها ولا تعرف العهود ولا الوعود ولا الأخلاقيات وكذلك بريطانيا وأوروبا وروسيا، كل هذه الدول لا تبحث عن مصالحنا ولا تبحث عن الحق وقد اطلعت على وثيقة أرسلها أحد القادة المسلمين إلى كيسنجر يذكره بوعوده وعهوده فيقول كيسنجر: ضحكت من هذا الرجل الذي يتعامل معنا بالأخلاقيات ولا يعلم لأنه ليس لدينا في السياسة أخلاق، وإنما أخلاقياتنا الأساسية هي مصالح بلادنا . فهم ربطوا الأخلاقيات مع مصالح بلادهم، ونحن حتى هذه المصالح لم نرتبط بها، والدليل كم قدمت شاه إيران من خدمات جليلة ( حقيرة ) لأمريكا ولكنه عندما جاءت الثورة الإيرانية تركوه لوحده وحتى لم يعالجوه ، وهكذا يفعلون
وانظروا إلى سوريا وتعهدات أمركيا ووعودهم والخطوط الحمراء لكن لم يفوا بأي وعد وعندما تجاوز النظام كل هذه الخطوط الحمراء لم يفعلوا شيئاً بل ازدادت سطوة الأسد.
ولكن أقول هؤلاء عندهم ازدواجية في المعايير معنا ولكن ليست مع شعوبهم أما نحن فعندنا ازدواجية حتى مع شعوبنا ومعظم الحكام مع شعوبهم ومعظم الجماعات مع أنفسهم وإخوانهم.
هذا هو الخلل ولهذا لم يعد لنا شيء نعتمد عليه في جمع الأمة وخاصة على مستوى بعض الحكام والرؤوساء.
لذا نصيحتي ووصيتي وهي وصية من التربية النبوية الشريفة أن نربي أنفسنا وأولادنا وأمتنا على هذا التوازن الحقيقي والمصالح العامة للأمة.
الخطبة الثانية
تطبيقاً لهذا المبدأ العظيم ولهذه القاعدة العظيمة في الإسلام قاعدة التوازن وعدم التطفيف في الأقوال والأفعال والتصرفات وإلى آخر ما ذكرناه ننظر إلى أمتنا على مستوى التعامل بين السياسيين وبين الأحزاب وبين الدول.
ولو طبقناه مثلاً على دولنا في الخليج فقد ساندت حكومة شرعية بدافع الإسلام والعروبة وبدافع أن مصر لها فضل على أمتنا العربية والإسلامية في التعليم والدفاع فقد دافعت قطر عن الحكومة الشرعية وبذلت ما استطاعت أن تبذل مالاً وجاهاً قد تختلف معها بعض الدول ونعطي لهم هذا الحق وهذا حق معروف وتأتي دول أخرى فتدعم الانقلاب وتصرف وتنفق المليارات ، هذا موقف وهذا موقف ولا أقول هذا حق وهذا باطل ولكن إذا جاز لك أن تساند دولة خارج دول الخليج حتى ولو شرعية وبعض الدول تختلف معك فلماذا لا يجوز للآخر أن يفعل مثلما تفعل؟ فأين الحكماء والعقلاء في أن ينصحوا هؤلاء الحكام؟ وهل يستطيع أحد أن ينصح هؤلاء الحكام؟ أبداً وهل هناك برلمان ؟ وهل هناك مجالس برلمان إلا لتمرير ومباركة أوامر الحاكم أو السلطان ؟
فهل من المصلحة العام في أن أفرق في الشعب الواحد فكل القبائل العربية أصل واحد وكلهم من أسرة واحدة وأن أعمل عملاً غير صالح ضدهم ؟ في العالم الغربي يسمى الإعلام السلطة الرابعة بعد السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية؛ لأنه يصوب وينتقد ولكن عندنا الإعلام يثير الفتن.
فعلى الحمكاء والعقلاء أن ينبهوا الحكام في أن التفرقة ليست من مصلحتهم وأن نتكلم ونحلل بعدل وحق وأما أن نكون مسوقين للفتن ومثيرين ومنتقدين ونتكلم بعنجهية ونسيء ونسب ونشتم فهذه لا في مصلحة الإسلام ولا في مصلحة العرب ولا منطقة الخليح، إنما يصب في مصلحة إسرائيل و أمريكا .
لم أكن أفهم تركيز القران الكريم على مسألة التوازن والميزان وخطورة التطفيف إلا بعد أن رأيت آثار عدم التوازن على الفرد والجماعة والحكومة.
ونقول كما قال الإمام أحمد: لو كانت لي دعوة مستجابة لدعوت لهؤلاء الحكام بالهداية والإصلاح وإذا لم يصلحوا فأمرهم إلى الله سبحانه وتعالى.
ويدخل التوازن أيضاً في قضية سوريا وأنا قلت سابقاً وأقول: إن بعض الدول العربية تتحمل المسؤولية مرتين مسؤولية أخلاقية؛ لأنهم شجعوا أن تتحول الثورة إلى ثورة مسلحة ومن ثم تركوهم لوحدهم والمسؤولية الإنسانية والإسلامية والعربية في الدفاع عنهم، فالآلاف يقتلون والملايين يشردون، وقد التقيت ببعض من أفرج عنهم مؤخراً وقالوا: كنا نسمع أهات وأصوات النساء، وكنا مع عذابنا وآلامنا نتألم لهن.
ونحن هنا نشكر دولة قطر على دورها البارز في عملية الإفراج عن المختطفين فنسأل الله أن يحفظها من كيد الكائدين ومن شر الحاسدين ومؤامرة المتآمرين وإن شاء الله محفوظة لأنها مع الحق هكذا نحسبها ولا نزكي على الله أحداً.
نحن دخلنا الآن في السنة الرابعة للثورة وليس هناك أي بادرة بل بالعكس نظام بشار يتقوى وهناك من يدعمه ويتفق معه ونحن نختلف حتى داخل الأسرة الواحدة ورب العالمين ما ذكر التنازع إلا وذكر معه الفشل ولم يكتف بالتنازع داخل الدولة بل وصل التنازع داخل المعارضة فهذا داعش وغيره فكيف يأتي النصر ورب العالمين يقول: ( و لا تنازعوا فتفشلوا ).
ولا ننسى ولا يجوز لنا أن ننسى قضيتنا الأولى قضية القدس الشريف فاليوم إسرائيل تبذل كل جهدها للقضاء على القدس تماماً ونحن مشغولون بأنفسنا ونحن لا يخرج منا غير البيانات والإدانات.
ولا أدري لما لا يهتم بالعراق ولا يهتم بإخواننا في العراق، لم لا نسعى للصلح بين الأطراف المتنازعة هناك، وكذلك بين إخواننا في ليبيا وفي باقي الدول التي فيها تنازع.
ولكن نتضرع إلى الله فليس لنا إلا هو؛ لنلجأ إليه .