والإرهاب قد يكون فردياً ، أو جماعياً ، وقد تكون دوافعه سياسية ، أو دينية ، أو اقتصادية أو اجتماعية ومعظم أشكاله اليوم تكمن في احتجاز الرهائن ، وخطف الطائرات ، وقتل الآمنين الأبرياء وبالأخص النساء والأطفال ، وزرع المتفجرات وجرائم القتل المنظمة ، والسرقات الكبيرة التي تستهدف مرافق الدولة الحيوية ، والمصارف ، وكذلك جرائم التخريب للمنشآت الحيوية كالماء والكهرباء والجرائم الاقتصادية المنظمة التي تستهدف تحطيم اقتصاد البلد وانهاك قواه .
ومن الصور المعنوية للإرهاب إحداث الخوف والرعب في قلوب الناس لزعزعة عقيدتهم ، والتأثير على معنوياتهم وتحويل ولائهم وغسل أدمغتهم وتكوين منظمات سرية غير مشروعة لإثارة الرعب والفزع بين الناس عن طريق التهديد والوعيد .
وقد شهد القرن العشرين أعنف مظاهر العنف والإرهاب داخل العالم الإسلامي ، والعالم الغربي ، والشرقي بل العالم كله ، فهو أحد مظاهر القرن ومعالمه وحقائقه ، وأهم مظهر من مظاهر الجريمة السياسية .
ونظراً لحضور الإرهاب الدولي واثاره على الأمن والسلام الدوليين انعقد اجماع المجتمع الدولي على محاربة الإرهاب الدولي وتحريمه ، ومع ذلك ازدادت جرائم الإرهاب الدولي في العقود الأخيرة ففي 3/12/1969اقتحمت مجموعة من أربعين صهيونياً مقر الوفد السوري في الأمم المتحدة وعاثوا فيه فساداً ، وفي عام 1970 وقعت عمليات اختطاف واغتيال للدبلوماسيين الأمريكيين في أمريكا الجنوبية ، وغيرها ، وكثر اختطاف الطائرات من قبل منظمات إرهابية ، وتفجير المتفجرات في المكاتب ، وفي 4/11/1979 قامت مجموعة من الطلبة الإيرانيين بالاستيلاء على مبنى السفارة الأمريكية واحتجزت كل من فيه رهائن ظلوا هكذا أكثر من عام .
وفي 5/4/1988 اختطفت طائرة كويتية طالب مختطفوها بإطلاق سراح (17) سجيناً في الكويت ، ومع تعثر المفاوضات نفذوا تهديداتهم بقتل أحد الرهائن الكويتيين وإلقاء جثمانه على أرض المطار ، ثم قتلوا رهينة كويتية أخرى بصورة وحشية اشمأزت لها النفوس ، ثم بعد (16) يوماً سلموا أنفسهم إلى السلطات الجزائرية .
وفي 21/12/1988 فجرت الطائرة التابع لشركة بان أمريكان فوق لوكربي باسكوتلندا مما أسفر عن مقتل (270) شخصاً .
وفي عام 1998 فجرت السفارتان الأمريكيتان في نيروبي ، واستمرت سلسة الإرهاب والعنف التي كانت أقواها وأخطرها ما حدث في الحادي عشر من سبتمبر الذي غيّر معالم العالم والتحالفات الدولية ، وبدأ عصر جديد من العلاقات الدولية سيطرت فيها أمريكا كقطب واحد على مقاليد الأمور ، وأعلنت الحرب العالمية الثالثة على ما يسمى بالإرهاب التي لا تـزال تداعياتها ماثلة للعين حتى الآن .
آثار الإرهاب :
1. زعزعة الأمن والاستقرار وإراقة دماء الأبرياء والآمنين بدون تحقيق أي هدف ، أو فائدة .
2. التكاليف الباهضة بسبب تكاليف الاحتياطات الأمنية والتامين ضد حوادث الإرهاب حيث تصاعدت إلى أرقام خيالية تقدر البلايين .
3. ضعف الاقتصاد القومي ، وضرب مقدماته ، وبنيته ، وعرقلة التنمية والنمو الاقتصادي .
4. انشغال الأمة بعضها ببعض وبالتالي استمرارية التخلف في الأمة الإسلامية وتفرقها وتمزقها .
5. استغلال الدول القوية الطامعة الإرهاب وتصرفاته لاحتلال البلاد الإسلامية والهيمنة على ثرواتها وخيراتها ، كما نشاهد ذلك اليوم بوضوح في الاونة الأخيرة .