ايها الاخوة والاخوات
يعقد هذا المؤتمر في مرحلة دقيقة من مراحل امتنا الاسلامية , وفي وقت حرج جدا , حيث تعاني امتنا من المشاكل والتحديات الداخلية والخارجية لا تخفى على أحد فهي تمر بمرحلة لم تشهد من السوء مثلها حتى عند غزو المغول والتتار بدليل ان المسلمين هزموهم عام 658هـ أي بعد سنتين من سقوط بغداد على أيديهم بقيادة السلطان قطز الذي صاح صيحته المعروفة : وا إسلاماه وا إسلاماه وا إسلاماه ، فالتف حوله المسلمون فهزموا المغول شر هزيمة ، وحتى في عصر الصليبيين الذين احتلوا الشام والقدس الشريف اكثر من 90 سنة لكن السلطان نور الدين الزنكي التركي خطط لإعادة المسجد وتحريره ، ثم سلم القيادة إلى صلاح الدين الأيوبي الكردي الذي هزمهم في معركة حطين وتحرر القدس والشام وعادا إلى أحضان الاسلام.
نحن اليوم أمام تحديات خارجية ومكر صهيوني يميني متطرف كما وصفه القرآن الكريم ( وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال ) فأعداؤنا أقوياء فبيدهم مفاتيح العلم والقوة والتقدم والحضارة والتقنيات , ونحن في معظم البلاد نعاني من الجهل والتخلف والفقر والمرض والبعد عن الصناعات ، وأخطر من ذلك ففي الداخل المسلمون متفرقون ممزقون مختلفون ، ينفذ بعضهم خطط الأعداء بأيديهم وأموالهم ( يخربون بيوتهم بأيديهم) وما أمر مصر ببعيد ، حيث نُفذت المؤامرة بأيدٍ وأموال عربية وإسلامية ، وشارك في تنفيذها العلمانيون المتطرفون والقوميون المتعصبون مع بعض التيارات الاسلامية مثل حزب النور السلفي ، وبعض الاحزاب الصوفية ورموزها ، وبعض قيادات الأزهر ، كما شارك في المال والتأييد والفرح الشيعة وإيران , ففي اعتقادي لأول مرة تجتمع هذه المتناقضات .
وليست قضية مصر وما ترتب على الانقلاب الدموي من قتل وتدمير ومحارق ( كهولوكوست رابعة والنهضة) وسلب لإرادة الأمة هي القضية المأساوية الجديدة بعد فلسطين التي انتهز اليهود الفرصة فيزيدون من تقسيم القدس زمانياً ومكانياً ، وإنما ظهرت مآسي أخرى في العراق الذي دُمر معظم شعبه ، وظهرت الطائفية والاحتقان الطائفي على أشده ، ولا ننسى هنا مأساة إخواننا في مينامار وبنجلاديش ، وأما مأساة العصر فهي مأساة شعبنا السوري الشهم الذي قُتل وجُرح منه بمئات الآلاف وشُرد منه بالملايين وضُرب بجميع الأسلحة المحرمة والغير محرمة دولياً بما فيها السلاح الكيماوي ، ومع ذلك كوفئ النظام الجائر بإعادته إلى المجتمع الدولي عندما استسلم للعدو وسلمه السلاح الذي كان يخاف منه أن يصل إلى أيدي الإسلاميين ، وكأن الشعب السوري قدم كل هذه التضحيات لأجل تدمير السلاح الكيماوي خدمةً للعدو الصهيوني.
أيها الاخوة والأخوات
أمام هذه المآسي الكبيرة والتحديات الخطيرة ، أصيح بأعلى صوتي باسم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين جميعا وأنادي باسمهم مكررا صيحة قطز : وا إسلاماه وا اسلاماه وا اسلاماه وأطالب بالوحدة بين جميع المسلمين حكاماً وشعوبا ، أو على الأقل التعاون بينهم ، أو على الأقل عدم المشاركة في مؤامرات الأعداء وتنفيذها بأيدينا وأموالنا ، فنحن جميعا أمة واحدة ، فأعداؤنا يريدون لنا أن نكون فرقاً وأمما ، ليذيق بعضنا بأس بعض ، وأن الطائفية البغيضة لن تُحقق الخير لا للسُنة ولا للشيعة ، فعلينا التفكيرفي التعايش وفيما يجمعنا لا فيما يفرقنا ، وأن المحاولات المستميتة المدعمة بالأموال والخطط لتغيير هوية السُنة أو تغيير المذهب لن تنجح على المدى البعيد وإنما هي فتنة تصنع الفتن وتأكل الأخضر واليابس وتستفيد منه أعداؤنا.
ثم أوجه خطابي وصيحتي وندائي إلى أهل السنة من السلفيين والصوفيين والقاعدة وغيرهم من الجماعات الاسلامية إلى ميثاق إسلامي ، ميثاق شرف ، وذلك أن يتحدوا في ظل الاسلام الجامع والثوابت الكثيرة التي تجمع الجميع ، ويؤمن بها الجميع ، فالاختلاف بينهم لو دققنا النظر فيه اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد ، فهو اختلافٌ في الفروع أو المناهج التي لا تؤدي إلى الخروج عن الاسلام ، فكفى التكفير بعضكم لبعض ، وكفى التفجير في ظل التكفير ، ووجهوا جميع طاقاتكم إلى أعدائكم ، فإذا كانت هذه المصائب لا تجمعنا فما الذي يجمعنا ؟!
سيداتي وسادتي
إن من الثابت منهجياً وعلمياً أن السلفية لم تكن حزباً أو جماعةً أو طائفةً معينة ن وإنما هي نسبة إلى السلف الصالح لهذه الأمة خلال القرون الثلاثة الخيرة الأولى ، وبالتالي فهي تمثل آل البيت الكرام على نبينا وعليهم السلام ، والصحابة والتابعين ومن تبعوهم ، فقال تعالى ( والسابقون الأولون من المهاجرين والانصار والذين تبعوهم بإحسان ) ، فلا يمكن أن نجعل الامام المبجل أحمد بن حنبل من السلف فقط ونترك الإمام الأعظم أبا حنيفة ، أو إمام دار الهجرة مالكاً , أو ناصر السنة القرشي الامام الشافعي فلا نجعلهم من السلف ! فكلهم قادة وقدوة سلفيون وكذلك الرواد الأوائل للزهد والتصوف ، وحتى المذاهب التي أوضحت العقيدة ولا سيما في نطاق الذات والصفات لا تخرج عن هذا الاطار ، فمن أول تأويلاً مقبولاً في عالم الاجتهاد مثل الأشاعرة والماتردية أو من رفض التأويل أو من فوض كبعض المحدثين أن نجعل بعضهم من السلفيين ، وبعضاً آخر منهم من الخلفيين ، ثم إن هذا الدين يجمع بين الاصالة والمعاصرة ، وبين الثوابت والمتغيرات حتى في عالم العقيدة ، فالثوابت تحمي الأمة من الحماية والانحراف والانصهار، والمتغيرات للتطور ومواكبة العصر ، وبذلك جمع بين الخيرين .
كل ما يمكننا قوله في السلفية هو أنها زمن خير ومنهج مبارك لسلفنا الصالح جميعا يكمن في الالتزام بالكتاب والسنة ، ثم الاجماع والاجتهاد وفق القياس ، أو الاستصلاح أو الاستحسان أو نحو ذلك.
وهذا المنهج يشمل الجميع وإنما الخلاف في التوسع أو التضييق، كما هو الحال بالنسبة لمدرسة الحديث أو الحجاز ومدرسة الرأي أو العراق، فكلتا المدرستين تجمع بين النقل والرأي وإنما الخلاف في التوسع.
بل أستطيع القول بأن السلف في القرون الوسطى كانوا ملتزمين جميعاً بالكتاب والسنة ، فهما الأساس عند الجميع ، ولكنهم اختلفوا في أصول الاجتهاد وكيفية الاستنباط ومنهج التعليل والاستصلاح ، ولذلك ظهر هذا الاختلاف في المنهجية منذ عصر الرسول (ص) وبخاصة في حادثة أمر الرسول (ص) بعد غزوة الخندق ان لا يصلي أحد منهم صلاة العصر إلا في بني قريظة ، فصلى بعضهم قبل الوصول ، والتزم الاخرون بالصلاة في بني قريظة , حيث ظهر منهجان مقران من الرسول (ص) وهما : منهج التعليل والمقاصد والغايات للذين صلوا قبل الوصول ، ومنهج الالتزام بظاهر النص للذين صلوا في بني قريظة .
كما أن من الصحابة الكرام من يميل إلى الأخذ بالعزائم ونوع من التشدد على النفس كما هو الحال في عبد الله بن عمر رضي الله عنه ، ومن يميل لمنهج الأخذ بالرخص كما هو الحال في عبد الله بن العباس , وكذلك الحال في مجال الزهد والضغط على الذات ، نرى أمثال أبي ذر رضي الله عنه ، كما نرى أمثال عبد الرحمن بن عوف في التوسع الدنيوي والمالي وهكذا ، وفي السياسة منهج إلى أبي بكر وعمر في الحزم ، ومنهج عثمان في اللين .
لذلك فمنهج السلف الصالح يتفق فيه الجميع على الالتزام بالكتاب والسنة، ولكن بعد ذلك فهناك مناهج أو أصول الاجتهاد أو الاستنباط مقررة من الشارع لأجل السعة والمرونة، فكما قال المحققون ” إجماعهم حجة واختلافهم رحمة واسعة “
لذلك لا ينبغي أن يدعي أحد أو فئة أو جماعة أو حزب حصر السلف في أشخاص معينين ، أو أن يدعي أنها تمثل الفرقة الناجية أو المنصورة ، أو أن تقسم المسلمين على هذا الاساس ، ويكفر من خالفه لأجل الفروع أو لأجل ما تتسعه الشريعة.
أيها الاخوة والاخوات
ان ما نؤكد عليه علمياً وتاريخياً أن السلفية لا تعني التشدد والتكفير والهجر والتفسيق ، والتفجير والاغتيالات ، وانما هذه الافكار هي مناهج الخوارج والغالين ، حتى أن علماء الأمة أخرجوا المتعصب المتشدد من العلماء الربانيين كما صرح بذلك الشاطبي وغيره.
بل إن منهج السلف الصالح هو المنهج الوسط المعتدل والبعيد عن الغلو والتطرف ، وعن الترخيص الخارج عن الوسطية ، ومنهج التيسير لا التعسير ، ومنهج التبشير لا التنفير ، كما أنه منهج الاجتهاد المنضبط من أهله ، فالاجتهاد المنضبط من أهله هو سمة القرون الثلاثة ، كما أن التجديد في الدين أيضاً سمتها الأخرى ، تحارب البدع والخرافات ، فمذاهب أهل السنة متفقة على ذلك ، ولكن الاشكالية في تحديد ماهية البدعة وفي التوسع فيها.
أصحاب السعادة والسماحة، الحضور الكرام
لا يمكن لأمتنا أن تتحسن أحوالها ويرتقي مقامها ويرتفع شأنها إلا اذا اعتمدت فعلاً – بعد العقيدة والأخلاق والشعائر- على أربعة أركان أساسية للنهوض والتقدم والارتقاء وهي :
الركن الأول : تغيير الأنفس والداخل إلى الأحسن ، قال تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) وذلك بجعل القلوب سليمة ، والنفوس لوامة راضية مرضية مطمئنة ، والأرواح سامية عالية تتنزه عن الأمور الدنيئة والجزئيات ، والعقول متطورة مهتدية بنور الله تعالى لكنها مبدعة في مجالها الخاص بالتعمير والتنمية.
الركن الثاني: الاصلاح للداخل والخارج للفرد والاسرة والجماعة والأمة على أساس النية الطيبة الصالحة، وذلك بإصلاح عيوبنا، وهذا شعار الأنبياء والصالحين والمصلحين (إن أريد الا الاصلاح ما استطعت)
الركن الثالث: التجديد وذلك من خلال الاجتهادات المنضبطة من أهلها ، قال الرسول (ص) (إن الله يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها) وهو حديث صححه الكثيرون.
الركن الرابع: الالتزام بالإحسان مع كل شيء وهو ما فسره الرسول (ص) ( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك) والاحسان هو القيمة السلوكية التي يجب أن يصل إليها المسلم بعد الايمان والاسلام كما في حديث جبريل ، والاحسان هو التعامل بالأخلاقيات الرفيعة الراقية والتعامل بالأحسن ( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة)
وبناء على ذلك فإن لنا ملاحظات جوهرية على بعض الجماعات التي تدعي السلفية ، كما أن لنا ملاحظات شديدة على بعض الجماعات الصوفية وربما مصر خير شاهد على ذلك ، فقد وقفت بعض الجماعات التي تدعي الصوفية مع الباطل وأيدت القتل وزايدت حتى على السيسي حيث طالبوه بمزيد من الشدة والقتل ! وكذلك في مجال الافكار والتصورات فهناك ملاحظات كثيرة على بعضها ، وقصدي وجوب التفريق بين الصوفيين الزاهدين الملتزمين بالكتاب والسنة ، والصوفية البدعية ، كما تجب التفرقة بين بعض السلفية الواقفة مع الباطل أو التي تبدأ بالتكفير وتنتهي بالتفجير ، وبين السلفية المدافعة عن الحق وعن السنة والمحاربة للبدع والخرافات الباطلة.
وفي اعتقادي أننا اذا انطلقنا من مفهوم المكاشفة والمصارحة مع نية الاصلاح والجمع على الثوابت سننجح بإذن الله تعالى في هذا المؤتمر الذي يكون نواة للإصلاح الشامل ، وهذا يذكرني بما فعله الامام الغزالي حيث قضى فكرياً على الفلسفة اليونانية الاغريقية من خلال تهافت الفلاسفة وعلى الافكار الباطنية من خلال كتابه عن الباطنية ، ثم بين دور العلوم كلها وخطورة الاعتزال ، ثم جاء الامام عبد القادر الجيلاني فوفقه الله في الجمع بين الصوفية السنية التي دعا اليها الغزالي ، والسلفية الحقيقية ، ثم كون هو ومن معه من العلماء من جميع الفئات المدارس الاصلاحية التي أنجبت نور الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي ، ومجموعة كبيرة من العلماء المجاهدين أمثال القاضي الفاضل والهكاري وابن شداد والانصاري ونحوهم، حيث أحاطوا بالسلطان صلاح الدين .
ونحن في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة فضيلة شيخنا العلامة يوسف القرضاوي نسعى لتحقيق هذا المنهج الجامع الوسطي المعتدل .
نحن نريد أن تعتمد أمتنا على ينبوعها الصافي الكتاب والسنة , وتستفيد من تراثها الفقهي والعقدي والعلمي الرصين ، وتقدِر جهود علمائنا الاعلام السابقين دون تنقيص ، وأيضاً دون تقديس ، لنأخذ منهم أحسن ما عندهم ، ثم ننطلق نحو آفاقٍ رحبة من الاجتهاد بنوعيه : الانتقائي مما سبق ، والانشائي للقضايا المعاصرة ، مهتمة بالمقاصد والعلل والحكم والغايات ، مراعية فقه المآلات والذرائع ، وفقه الأولويات ، حتى تكون أمتنا قادرة على معالجة آثار التخلف والسقوط والتراجع الحضاري ، ودراسة أسباب ذلك في ضوء سنن الله تعالى في الآفاق والأنفس والأمم حتى تكون قادرة على التحول من الجمود والمحاكاة إلى الابداع الحضاري كما كان أسلافنا ، فقد كان الامام الاعظم (رحمه الله) لا يكتفي بحل مشاكل عصره بل يتجاوزها الى عصرنا من خلال “أرأيت لو كان” وهو يمثل القمة في علم الادارة والتخطيط والسياسة والتحليل ، ويسمى في عصرنا الحاضر بالعصف الذهني
أيها الاخوة والاخوات
فإن هذه الأمة لن تجتمع على ضلالة ن حيث أقرت طوال عدة قرون جميع المذاهب الاسلامية الفقهية بدون تفرقة ، كما أقرت المذاهب الفكرية والعقدية كالأشعرية والماتريدية ، ونحوهما مع أننا لا ندعي العصمة لأحد ولا لأي اجتهاد بشري حيث يمكن المراجعة.
لذلك فالشريعة تقتضي ، والعقل السليم يستوجب أن نتحد أمام هذه التحديات الكبرى في فلسطين ومصر وسوريا والعراق ومينامار وغيرها ، بل أمام اصرار الاعداء على عدم تمكين المسلمين حتى من التكنلوجيا الحديثة ، ونقر ميثاق شرف اسلامي نقترح أن يتضمن ما يأتي:
1 الالتزام بمقتضيات وحدة الامة الاسلامية وتقديمها على غيرها لأنها شرعية وأصبحت اليوم ضرورة لبقائنا وقوتنا وعزتنا وكرامتنا، وذلك بالتعاون الجاد في الثوابت التي لا تختلف فيها جماعة عن أخرى ، ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه
2 الالتزام بواجب الأخوة والنصرة والولاء لأمتنا الاسلامية ، فقال تعالى ( والمؤمنون والمؤمنات أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله)
وقال تعالى (والذين كفروا بعضهم أولياء بعض)
3 عدم التعاون مع أعداء الاسلام – مهما كان الاسلام – وعدم الولاية والنصرة لهم على حساب المسلمين فقال تعالى ( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ، ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء )
والتجارب تدل على خذلان كل من تعاون مع الاعداء ، فمثلا تعاونت الثورة العربية الكبرى في بداية القرن العشرين مع الانجليز لاسقاط الخلافة العثمانية ، فكانت النتيجة اتفاقية سايكس بيكو واحتلال العالم العربي وتقسيمه ، ومنح الاراضي المقدسة للصهاينة ، وتجربة شاه ايران في عمالته لأمريكا التي رفضت حتى علاجه في أمريكا كذلك ليست ببعيدة .
4 الكف والامتناع عن توجيه الاتهامات أو التكفير أو التفسيق للبعض ، والالتزام بالجلوس معاً للمناصحة للوصول الى ما هو الحق والخير أو ما هو الراجح أو يسع الجميع
5 ترتيب لقاءات دورية بين جميع الجماعات الاسلامية العاملة في الساحة دون استثناء جماعة ، للوصول الى ما يوحد الأمة
7 وضع ميثاق أخلاقي للتعامل فالتعاون فالتوحد
وأخيرا فإننا في هذا المؤتمر الاول امام محك تاريخي وامام تحديد البوصلة، فهل يتجه المؤتمر نحو المناصحة والقبول بالبعض على أساس الثوابت الاسلامية؟ وهل يتجه المؤتمر نحو وضع ميثاق عام وميثاق شرف أخلاقي للتعامل؟
كلي أمل في نجاح هذا المؤتمر وآمل بإخلاص النية والتجرد الحقيقي بعيدا عن التعصب والتحزب البغيض الذي يفرق ولا يجمع، ويُضع ولا يُقوي الأمة
وفي الختام فإننا اذا لم نمتلك الشجاعة والقوة والارادة لنقد واقعنا الفكري والثقافي والفقهي والاقتصادي والسياسي والتدين الموروث ، ومسارات الفقه المعاصر ، وادوات الفهم التقليدية ، فلا يمكن ان تتغير أحوالنا نحو الاحسن ولا نحو الحسن ، بل تزداد سوءاً ، غير أن الله تعالى حمى هذه الأمة بكتابه وسنة نبيه (ص) من خلال أصول الفهم لعلمائنا الأجلاء في القرون الخيرة الثلاثة ، وهذه الأصول في نظري هي الميزان ، أو بمثابة الميزان الذي أنزله الله مع الكتاب فقال تعالى ( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس )
فهذه العناصر الخمسة هي مكونات الحضارة والتمكين:
1 البينات: أي كل ما يؤدي للقناعة من الأدلة العقلية والكونية
2 الدستور: المتمثل في القرآن الكريم وسنة الرسول الكريم
3 الميزان: وهو ميزان العقل والحكمة، والميزان الذي له كفتا الحقوق والواجبات، وكفتا التقدم والتأخر
4 العدل
5 القوة التي لا تستعمل في الحروب فقط، بل في منافع الناس من الحضارة والعلوم