أيها الاخو ة حينما يلتفت المسلم وبالأخص المسلم العربي يمينا وشمالا يجد أن أمته مفرقة ممزقة بشتى الأنواع والأساليب وتحت مختلف العناوين، فهناك الحروب على أساس العرقية والقومية وهناك الحروب على أساس الطائفية والمذهبية وهناك الحروب على الحدود وغير ذلك.
وهذه الحروب أيها الاخوة الأحبة ليست جديدة كما يحاول البعض من العلمانيين ربطها بالصحوة الاسلامية المباركة فنحن نقول أن المسألة تعود بجذورها منذ أن قبل البعض القتال تحت راية اللواء البريطاني من العرب ضد الخلافة الاسلامية في بداية القرن الماضي بوعود تبين فيما بعد أنها لم تكن الا خدعة للوقيعة بين العرب والاتراك من أجل القضاء على ما تبقى من الخلافة. وتحقيق أطماعهم التاريخية في تمزيق أوصال هذه الأمة فهم يعتبر ون أنفسهم (البريطانيون والفرنسيون والغرب عموما) خلفاء الامراطورية الرومانية التي لطالما سيطرت على منطقة الشرق الأوسط فالذي يسيطر على الشرق الأوسط يسيطر على العالم وقد تحقق لهم هذا هم كذلك في ما عرف بالحقبة الاستعمارية لهاتين القوتين. لقد كان هذا العمل هو نتيجة لسلسلة من المخططات بدأت بالحروب الصليبية وحرب الاستشراق الفكرية إلا أنه نلاحظ تغييرا في أسلوب الهيمنة الغربية على منطقتنا فقد دخلت عليه تغييرات نوعية بل قل استراتيجية جديدة بعد أسر لويس التاسع في مصر والذي أعد هذه الاستراتيجية الجديدة ونجح في نقلها إلى القادة الغربيين عندما تم إطلاق سراحه. وأهم ما توصل اليه لويس التاسع في استراتيجيته الجديدة هو أنه لا سبيل الى التغلب على المسلمين بالحرب المباشرة وخاصة إذا كانت ذات شعارات دينية معلنة، وسبحان الله هذه سنة الله أن هذه الأمة لا يمكن أن تهزم من خلال العدو الخارجي والقتال المباشر كما جاء في الأثر عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعليه فيجب تغيير الأمر الى الحرب بالوكالة من داخل المسلمين أنفسهم أي إثارة الفتن والاختلافات بينهم ليحارب بعضهم البعض ونكتفي نحن بالتحريض ومساعدة الاطراف المتقاتلة حتى تستمر المعارك والتوترات كلما خبت فتنة أوقدت أخرى وهكذا وهذا ما نراه الآن سبحان اللهز فالآن مثلا نأخذ حالة اليمن الذي يعتز به كل عربي وكل مسلم بلد أصول العرب ولما لهم من الاسهامات في الدفاع عن ثغور الأمة في جنوبها وخدمة للاسلام. فنحن نقول أن الغرب لا يمكن أن يحارب بشكل مباشر في اليمن ولكن يمكن لا سمح الله أن تصل أوضاع هذه البلد المسكين الطيب من خلال ما تكسب أيدي أبنائه الى تهيئة الأوضاع من خلال تقاتلهم مع بعضهم البض الى دخول القوات الاجنبية دون أن تخشى كثيرا على قواتها والحال أن أهل البلد منشغلون بمقاتلة بعضهم البعض ليتحولوا دون وعي منهم تحت وصاية الأجنبي، فلذلك إخوتي الاحبة أن هذه الاستراتيجية للويس التاسع في القرن السابع الهجري منذ عهد الأيوبيين والمماليك والغربيون يتبعون هذه الاستراتيجية الخبيثة ولم يشذ منهم إلا الأحمق جورج بوش الابن الذي أعلن الحرب المباشرة معتمدا على الشعارات الصليبية والآن سرعان ما تداركوا وعادوا الى الاستراتيجية القديمة فهذا تاريخ ومع الاسف الشديد نحن لا نقرأ التاريخ كما قيل فينا كعرب. هذا هو واقع العالم الاسلامي أيها الاخوة الاحبة حروب تخاض في أكثر من ركن أركان وطننا وهي كلها وللأسف الشديد نيابة عن الغرب حتى لا ننهض ولا نستقيد من امكانياتنا وثرواتنا التي خصنا الله بها فبالله عليكم ما المصلحة من الحروب في اليمن فلا الحوثيون يستفيدون ولا الحكومة تستفيد ولا كذلك الحراك الجنوبي يستفيد من الانفصال فماذا كان حال اليمن الجنوبي قبل الوحدة فقر واستبداد وتبعية للاتحاد السوفيتي إذا من المستفيد؟ المستفيد هو العدو الذي يبحث على أن تبقى هذه الامة في تنافر وتناحر بين مكوناتها حتى يحقق هو أهدافه كيفما يريد. ولهذا فالجميع في اليمن من حيث وعوا أم لم يعوا هم يخدمون مخططات الاعداء وللاسف الشديد الذين لا شعار لهم إلا فرق تسد وإلا بالله عليكم ما هي أمريكا إذا كانت الامة موحدة وعلى كلمة رجل واحد فإذا أمريكا عجزت في العراق وافغانستان في ظل هذه الاوضاع التي تمر بها الامة فكيف سيكون حالها معنا يا ترى إذا كان الحال هذا غير الحال والتشتت وحدة والقتال بيننا تنمية وسلام واخوة. ولذلك الغربيون كيف اتحدوا أيها الاخوة الكرام إنهم اتحدوا عندما جعلوا مصالح الوحدة مأصلة في تعليم النشئ من الروضة فمنذ أن اعلنت سنة 1965 السوق الاروبية المشتركة نزلوا هذه المصالح واهمية الوحدة في السلوكيات العامة والمناهج التعليمية حتى أن الجيل الذي نشأ من ذلك التاريخ هو مشبع بقيم الوحدة الاروبية ولذلك نجحوا في كل الخطوات التي رسموها تقريبا إذا أخي الكريم فبدون وجود شعور عام بأهمية المصالح التي تجمعنا يكون مبثوثا في صفوف المجتمع فلا فائدة حسب رأي في الحديث على الوحدة الوحدة ثقافة ودربة وتكوين علينا أن ندرسها لابنائنا في المدارس والبيوت حتى تتحقق على أرض الواقع. فلذلك أيها الاخوة الكرام هو هذا السؤال ولكن الاشكالية القصوى أن أمتنا لا تسير في تربية نشئها على هذا الاساس ولا في دراستها وللاسف الشديد نحن الآن نعيش بعقليتين مزدوجتين عقلية شعبية تعم الغالبية الشارع اسلامية وعقلية في الجامعات والمؤسسات المقررة غربية فتراها تتسابق على الاعلاء من شأن اللغات الاجنبية فرنسية كانت او انجليزية بل أصبح التقييم في معظم الجامعات العربية مرتبط بهذه اللغات واتقانها وعلى حساب المستوى العلمي في بعض الاحيان فلو قدر للاما لأبوحنيفة رحمه الله أو الامام أحمد لما قبلا في الجامعة لأنهما لا يتقنان اللغة الانجليزية وللاسف بهذه السياسة تزداد الامور سوءا على ما هي عليه فلمشكلة كما قلنا من البداية هي ليس وليدة اليوم بل منذ أكثر من 150 سنة عندما قاتلنا اخواننا الاتراك تحت لواء الانجليز بحجة الوعود الكاذبة التي قطعتها لنا بتحقيق دولة موحدة للعرب بعد التخلص من الاتراك يا لها من سذاجة!!! فكان أن مزقتنا الى اشباه دول ولا يمكن بأي حال من الأحوال تنهض أي منها بل في معضمها دولا مستبدة تقمع شعوبها لا تكاد تبدع الا في الامن والسيطرة وكتم الانفاس لهذه الشعوب المسكينة فأصبحت حالة من الصراع تارة ساكن وتارة يتفجر في شكل انتفاضات أو أعمال عنف مسلح ولذلك أصبحت هذه الانظمة مدينة لهؤلاء الغربيين لأنهم هم من يحمي عروشهم من هذه الشعوب فأغلب الدول العربية لا تستمد قوتها من شعوبها وإنما من الغرب برغم وجود بعض الحالات القليلة والقليلة جدا لعض الحكام الذين يبحثون جاهدين للملمة شعث هذه الامة الممزقة لذا أيها الاخوة الاحبة أصبحت هذه الدويلات في معظمها تشكوا من اشكالية خطيرة ممثلة في هذا التناقض الصارخ بين نبض الشارع المسلم المتطلع الى الاسلام وبين الانظمة التابعة والتي تاتمر بقرارات غيرها، وإلا لو أن هؤلاء هداهم الله عرفوا الحقيقة المتمثلة في أنه لا مستقبل لهم الا بوحدة صفوفهم واتاحوا الفرصة في مناهج التعليم لتخريج جيل متشبع بالوحدة لكان الحال غير الحال وإلا كيف تغيرت الاحوال في اروبا فهم أيضا كانت أوضاعهم لا تختلف كثيرا على ما نحن عليه حروب في داخل الدولة الواحدة وحروب بين الدول لما يزيد من 500 سنة حتى تعقلوا وتوصلوا الى اصلاح النظام السياسي وأصبح الحكام والشعوب على نبض واحد يتأثر ببعضهم البعض فالشارع هو الذي يختار من يقود الشارع فانعدم الصراع فتوصلوا خطوة خطوة الى برلمان موحد عملة موحدة ينسقون في كل القضايا الدولية ذات الشأن. الخوة الكرام قصدي من ذلك أننا نحتاج في الحقيقة أن نغرس قيم الوحدة والمحبة بيننا في نفس الفرد من خلال مناهج التعليم والتربية والاعلام والتي وللاسف الشديد مازالت بعيدة كل البعد عن هذا بل على العكس من ذلك فاغلبها يعمل على تذكية روح التفرقة وتكريس القطرية الضيقة والحدود المصطنة و”الامن القومي” للقطر على حساب الامن القومي للامة الخطبة الثانية: الحمد لله الحمد لله الحكيم الخبير أيها الاخوة الكرام بين الله أن الوحدة تحتاج الى آليات وأدوات ومن أهمها أن تكون كل الامة حسيبة ورقيبة على تصرفات الحكام < ولتكن منكم أمة > ومعظم العلماء يقولن أن “من” هنا بيانية أي كونوا جميعا يا أمة الاسلام كبارا وصغارا أمة واحدة قوية وللأسف الشديد غابت كل هذه المعاني بعد ما كانت امتنا تعطي المثال في المحاسبة والمراقبة لحكامها مثل ما كانت أيام عمر بن الخطاب عندما قامت له امرأة وردت رأيه في مسألة المهور ورفض جمع من المسلمين أن يسمعوا له ويطيعوا الا بعد أن يفسر لهم كيف استطاع ان يخيط له ثوبا وهو صاحب الجسم الكبير من قطعة القماش التي اخذها مثل غيره من عامة المسلمين حتى نطق ابنه عبدالله وقال لقد تنازلت بقطعتي الى أبي انظروا كيف كانت الامة تحاسب حاكما على ذراع أو ذراعين من قطعة من القماش فكيف الآن والمليارات تختفي وتغيب ولا أحد يستطيع أن ينبس ببنت كلمة في معظم البلاد العربية والاسلامية؟ .