إسطنبول 15 يناير 2015
قامت الهيئة العالمية للإغاثة والتنمية (أنصر ) بإطلاق قافلة نبض الحياة الخامسة تحت عنوان (وتد لصمودهم) للداخل السوري بالتعاون مع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وهيئة الإغاثة الإنسانية التركية يوم أمس الأربعاء الرابع عشر من يناير في مؤتمر صحفي من مدينة إسطنبول بمشاركة أكثر من ٣٠ جهة خيرية وإعلامية وبحضور شخصيات اعتبارية عربية كان على رأسها الدكتور على القره داغي الأمين العام لاتحاد علماء المسلمين والدكتور بسام ضويحي المنسق العام للهيئة العالمية للإغاثة والتنمية والحقوقي أنور مالك إلى جانب عدد من الشخصيات العربية والإسلامية. قافلة نبض الحياة الخامسة تأتي متابعة لسلسة القوافل الإنسانية التي أطلقتها الهيئة دعما لصمود وثبات الشعب السوري الذي ما يزال متمسكا بأرضه وحقه بالحياة كما جاء في كلمة حمزة العبد الله المدير التنفيذي للهيئة العالمية للإغاثة والتنمية، وقد أشار العبد الله إلى أن “فكرة قافلة نبض الحياة منذ نشوئها أنها رسالة مؤاخاة ومناصرة من الشعوب العربية والإسلامية للشعب السوري وأضاف أن “الحملة الخامسة”، تتضمن “بخلاف سابقاتها، مجموعة من البرامج والمشاريع التنموية التي سيقوم بها القائمون وتستهدف الداخل، وذلك لما بدا بأن الأزمة تطول، وبالتالي ستدعم مشروعات الزراعة والمشاريع الحيوانية، فضلا عن توزيع المحروقات (المازوت)، وبطانيات، ومستلزمات شتوية، إضافة إلى دعم مشاريع الخبز والخياطة والأسواق الخيرية. وذكر في كلمته أن نبض الحياة تعمل مع أكثر من ٤٠ جمعية في الداخل السوري وحملة وتد لصمودهم ستستمر لثلاثة أشهر في تنفيذ المشاريع والباب مفتوح للمساهمة والتبرع حتى نهاية آذار/ مارس. الشيخ القره داغي في كلمته أكد أنه في قرأته للتأريخ لم يجد مأساة تفوق مأساة الشعب السوري ومع ذلك مستمرون بالثبات والصمود حتى الانتصار رافعين شعارهم مالنا غيرك يا الله، قد ذكر أننا نخجل أننا في الدفء وأطفالهم يموتون بردا وجوعا فيما زكاة المسلمين لو أديت بحقها لبلغت ٣٠٠ مليار دولار سنويا ما يكفي ألا يبيت في بلاد المسلمين جائع. أما الدكتور بسام ضويحي المنسق العام للهيئة ذكر في كلمته أن الشعب السوري يتعرض لأشرس حملة إبادة عبر التاريخ وسوريا تدافع عن العالم الإسلامي أجمع في وجه المشروع التوسعي الإيراني وقد قدمت إلى اليوم أكثر من ٣٠٠ ألف شهيد ومئات الآلاف من الجرحى وملايين المهجرين، وتساءل كم ينبغي أن يموت من الأطفال تجمداً وجوعاً كي يستيقظ الضمير العربي للإغاثة، مناشدا إن يتصور كل واحدً نفسه وعائلته في مكان اللاجئين في الخيام. الحقوقي أنور مالك ذكر إنه يشعر باعتزاز لمشاركته في نبض الحياة للمرة الثالثة ولكن ومازال الوضع الإنساني يزداد سوءا وإن لم نقف اليوم في وجه المأساة فسيلعننا التاريخ والأجيال القادمة لأننا لم تغير هذا الواقع السيء، ثم وجه تحية للشعب السوري البطل من شعب الجزائر الأبي.
وتحدث نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، فاروق طيفور، مؤكدا أنه “يتم معالجة الأزمات لوحدها في العالم العربي، مع العلم أن المأساة واحدة والعدو واحد في المنطقة، لذلك لابد من مشروع مواجه موحد، يكون مشروعا استراتيجيا يوحد الأمة، ويجابه العدو بأساليبه ومكره”. أما يعقوب أشق، وهو عضو مجلس إدارة هيئة الإغاثة والإنسانية التركية، فأكد أن “المنظمة منذ ٢٠١١ تعمل على تقديم المساعدات للسوريين، وهي في هذا الصدد وجهت حتى اليوم ٥ آلاف شاحنة مساعدات”، مؤكدا أنه “بسبب الموجة الباردة باتت المخيمات لا تصلح للحياة” . وشارك في المؤتمر كذلك الدكتور طارق حواس، عضو رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون الخليجي، والدكتور أحمد عبدالعزيز، مستشار الرئيس المصري محمد مرسي. وفي نهاية المؤتمر الصحفي جرى تكريم الجهات المشاركة نذكر منهم منظمة الدعوة الإسلامية في قطر وحملة البنيان الكويتية والرابطة الطبية للمغتربين السوريين ورابطة أهل حوران ومجموعة أمتي من تايلند والجمعية الطبية الإسلامية من لبنان ومنظمة أنصر في إيطاليا والائتلاف المغربي وغيرهم من الجهات الإغاثية الشريكة في نبض الحياة.
جدير بالذكر أن برنامج قافلة نبض الحياة الخامسة تضمن فعاليات عدة بدأت من صباح الأربعاء بورشة عمل للتنسيق بين الجهات الفاعلة في ساحة العمل الإنساني في سوريا عرضت كل جهة تعريفاً موجزا بمشاريعها وأعمالها ومشاركتها في قافلة نبض الحياة، وفي المساء تضمن البرنامج ورشة عمل عن الانتقال بالعمل الإنساني من الإغاثة إلى التنمية المستدامة ترسيخا لاتجاه الهيئة نحو دعم المشاريع الإغاثية التي تدعم صمود الشعب السوري وتعمل على تثبيت الناس في مدنهم وبيوتهم واستمرار عجلة الحياة الطبيعية. تلا ذلك على هامش المؤتمر حفل فني للمنشد القدير محمد أبو راتب والفنان أحمد الشريقي والشاعر الكويتي أحمد الكندري.