أيها الاخوة المؤمنون
حينما ننظر الى انفسنا، والى من حولنا، نجد ان نعم الله سبحانه وتعالى في داخل انفسنا، وفي خارج انفسنا، وفي داخل بيئتنا، وفي هذه السموات والارض، نرى ان نعم الله لا تحد ولا تعصى، وانها تحيط بنا من كل جانب، وان كل هذه النعم للانسان حتى يسعد في دنياه وكذلك يسعد في اخراه.
بين الله سبحانه وتعالى وذكر بهذه النعم، سواء كان داخلية من السمع والبصر والعقل والجسد، وهذا الخلق الجميل للانسان، وهذه الاجهزة العظيمة للانسان، ثم ما سخره الله سبحانه وتعالى للانسان من الشمس والقمر والرياح والكون كله حتى يشكر الله سبحانه حق الشكر.
والله سبحانه وتعال أمر المسلمين بذلك “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ “، بل بين الله سبحانه وتعالى بأن هذه النعم إبتلاء كما ان النقم كذلك ابتلاء “وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ”، ويقول الله سبحانه وتعالى على لسان احد الانبياء ” هَٰذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ “، والكفر هنا حينما يقابل الشكر ليس المقصود به عدم الايمان بالله سبحانه وتعالى فقط، وانما يشمل ذلك في قمته ويشمل كذلك كفران النعم، وعدم الاحساس بهذه النعم التي اكرم الله سبحانه وتعالى الانسان بها، وكذلك يشمل عدم تفعيل نعم الله سبحانه وتعالى فيما خلقت له.
اذاً الشكر يكون في ثلاث جوانب أساسية، وبهذا أمر الله سبحانه وتعالى في أكثر من آية، مع أن الشكر بهذه المعاني الثلاثة قليل ما يعمله العباد فيقول الله سبحانه وتعالى “وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ”، ثم بعد ذلك داخل عباد الله من المؤمنين ايضا قليل منهم من يقول بهذا الشكر “وقليل من عبادي الشكور”، قليل من عباد الله سبحانه وتعالى الذين آمنوا به وأسلموا إليه ولكنهم لا يشكرون الله سبحانه وتعالى حق الشكر بهذه المعاني الثلاثة.
ويقول الله سبحانه وتعالى “لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ”، فحينما يشكر الله حق الشكر، حينئذ يزيد الله سبحانه وتعالى بسنته النعم، سواء كانت خاصة بالفرد، داخليا او خارجيا، والنعم التي تخص الجماعة والامة، والنعم التي تخص الدولة والمجتمع المدني، والتي تخص كذلك الجماعات والافراد. “ولإن كفرتم” كفرا عقديا، وكفرا للنعمة، وعدم تفعيل وتشغيل النعم التي خلقها الله سبحانه وتعالى يكون هناك العذاب الشديد من عند الله سبحانه وتعالى
امرنا الله سبحانه وتعالى بعمل الشكر، وليس بقول الشكر فقط، فقال سبحانه “إعملوا آل داود شكرا” هذا يعني بأن النعم اذا تراكمت وتزايدت على الفرد، وعلى الجماعة، وعلى الدولة، وعلى الرئيس والحاكم والمحكوم، فلا يكتفي بقول الحمدلله على الرغم من أهمية هذه الكلمة، وانما يجب ان يكون الشكر مرتكزا تماما في القلب، فيكون قلبك شاكرا لله سبحانه وتعالى، ومنشغلا بلله سبحانه وتعالى، ومنشغلا بنعم الله، والاحساس بها، ثم بعد ذلك تتقوى هذه الطاقة الداخلية لتصل الى اللسان فيكون لسانك شاكرا وذاكرا بالله سبحانه وتعالى في جميع الاوقات، وفي جميع الاحوال، ثم لا يكتفي بالقلب واللسان وانما لابد الى عمل الشكر، الى فعل الشكر، الى تفعيل الشكر، والى ان نفعل هذا الشكر من جنسه.
فإذا كانت لديك أموال فإن شكر هذه الاموال بعد القلب واللسان انفاق هذه الاموال او ما قدره الله سبحانه وتعالى في سبيل الله سبحانه وتعالى، وفي سبيل رضاء المنعم الذي أكرمك والذي أعطاك “وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه”، فالله سبحانه وتعالى هو الذي أتاك، وهو الذي سهل لك الامر، وهو الذي سخر لك هذا الامر، حتى تصبح صاحب مال أو تصبح غنيا، فعليك أن تستعمل هذه الاموال فيما أراده الموكل وهو الله سبحانه وتعالى. نحن وكلاء ومستخلفون على هذه الاموال، وعلى هذه النعم، فيجب ان نستعملها في طاعة اللله سبحانه وتعالى، وكذلك النعم التي تخصك في بدنك وقلبك، وفي صحتك وسمعك وبصرك، وفي لسانك وفي جوارحك، ان تستعمل هذه الجوارح في طاعة الله سبحانه وتعالى، فشكر العين النظر في الكون ليصل بالانسان الى التدبر والتعقل، والى الاحساس بنعم الله سبحانه وتعالى، وزيادة الايمان به. ونعمة السمع ان تسمع الخير وان تسمع القران ونحوه، وان لا تسمع الشر وغير ذلك مما يؤذيك ويؤذي الآخرين. ونعمة اللسان هو ان تنطق بالحق، وان لا يكون هذا اللسان ناطقا بالكذب او بكل ما يغضب الله سبحانه وتعالى، وهكذا نعمة الجوارح، ونعمة اليد، ونعمة الرجل والبدن والعقل والروح، وكل هذه النعم العظيمة انما شكرها بهذه المناطق الثلاثة بالقلب واللسان والعمل واستعمالها فيما يرضي الله سبحانه وتعالى، وتفعيلها فيما يرضي الله سبحانه وتعالى، وإلا لو كان الشكر يؤدى بمجرد اللسان فليس هناك أسهل من ذلك، ولكن الله أمرنا بعمل الشكر، امرنا بالشكر المطلق، امرنا بالشكر الذي يتناسب مع هذه النعم، ولذلك قال علماؤنا شكر الجاه ان تسعمل هذا الجاه او هذه المسؤلية في ارضاء الله سبحانه وتعالى، وفي مساعدة الفقراء، وفي شفاعة الخير ” مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا” اذا كان لديك جاه فلا يكتفي انك تقول الحمدلله فقط، وانما تستعمله في طاعة الله، وفي إسعاد البشرية، وفيما كلفك الله سبجانه وتعالى به من اداء هذا الجاه، واداء وظيفتك على الوجه الذي يرضي الله ثم يرضي الناس جميعا. وكذلك شكر العلم ليس بمجرد ان تقول الجمدلله، وانما يجب مع ذلك ان تعلم هذا العلم “خيركم من تعلم القران وعلمه” وهكذا مع جميع ما اعطاك الله سبحانه وتعالى من النعم التي لا تحد ولا تعصى
ومن هنا كان الانبياء يدعون الله سبحانه وتعالى ان يوفقهم لشكره، ويقول سيدنا سليمان “رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ” فالشكر بعد قولك الحمد لله، أن تعمل صالحا بهذه النعم وان تستعملها في طاعة الله سبحانه وتعالى.
من هنا يكون الانسان قد أدى جزءا من شكر الله، وقد قال احد العلماء لو أحصيت مسألة التنفس فقط فيجب عليك ان تحمد الله باللسان اربع مرات عندما يخرج النفس وعندما يدخل النفس، اذا ما دخل النفس الى بدن الانسان مات، واذا دخل احياه الله ، هاتان نعمتان: نعمة ازالة الموت ونعمة دخول الحياة، واذا ما خرج النفس مات الانسان، وثم اذا تنفست عادت اليك الحياة او ابقاك الله على الحياة، اذاً هناك نعمتان عند خروج النفس ونعمتان عند خروج النفس، والمفروض ان تحمد الله سبحانه وتعالى عليه.
وكذلك القلب كما يقال دقات قلب المرء قائلة له ان الحياة دقائق وثوان
ففي كل دقة انت معرض للحياة والموت، اذا ما دق القلب مات الانسان، واذا كان القلب يدق بالنبض كان الانسان حيا، ففي كل دقيقة سبعين نعمة على الحياة وسبعين نعمة على درء الحياة. وهكذا العين وهكذا كل ما اعطاك الله في هذا البدن.
ومن هنا وفي هذه المسألة فقط ” وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحيم” فعليك ان تحمد بلسانك ما تسطيع، وحينما تحمد بقلبك تحس بنعم الله ، واهم من ذلك حينما تستعمل هذه النعمة في طاعة الله حينئذ اديت شكر الله حسبما يريد الله سبحانه وتعالى وبفضله ومنه فقط قبِل منك هذا الحمد وهذا الشكر ويزيد عليك النعم.
واستعمال النعم في معصية الله سبحانه وتعالى من اكبر الكفر وكفران النعمة، وقد بين الله سبحانه وتعالى “لأن شكرتم لأزيدنكم ولأن كفرتم” كفران العقيدة وكفران النعمة في عدم استعمال النعمة في ارضاء الله سبحانه وتعالى. كفران النعمة حينما تستعمل هذه النعم في معصية الله سبحانه وتعالى، اعطاك المال فتستعمله في الحرام والشهوات والموبقات، وتنفقها يمينا ويسارا دون رعاية حق الله سبحانه وتعالى، وهكذا الامر على مستوى الافراد والجماعات والدولة، فكما ان الفرد مكلف باستعمال هذه النعم في طاعة الله كذلك الدولة والوزارات والجماعات والمؤسسات والجمعيات كلها مكلفة بذلك، فاذا انفقت في غير ارضاء الله اوانفقت في تبذير او اسراف فحينئذ يكون بذلك لم يؤدى شكر الله، بل اودي الكفران وكفران النعمة كما قال الله سبحانه وتعالى في اكثر من آية.
واذا لاحظنا هذه الجوانب يكون فهمنا دقيق لقوله سبحانه واعالى “وقليل من عبادي الشكور” ولا سيما جاءت هذه الايات بعدما قال الله سبحانه وتعالى آمرا سيدنا دواد ” اعملوا آل داود شكرا” فعمل الشكر استعمال النعمة في طاعة الله سبحانه وتعالى، هذا هو الشكر مطلوب والا فمعنى ان يكون الانسان عبدا لله اي مؤمنا بالله ويكون ذاكرا لله وربما حامدا بلسانه لله، ولكن هذه وحده لا يكفي
فعلينا ان نستعمل وان نحس بهذه النعم، وهذا الاحساس يعطيك السعادة ما بعدها من سعادة، فقد حدثني احد المسلمين الجدد وقد كان من كبار الفلاسفة، قال: انا ما أحسست بالحياة الا حينما دخلت في الاسلام، حتى الحياة الدنيوية ما كنت احس بها، لانني كنت اعتبر كل ما حدث ويحدث شئ طبيعي، وكنت اعتبره من حقي، ولكن حينما دخلت في الاسلام احسست بهذه النعم، حينئذ احسست بسعادة كم انا منعم، وحتى حينما اكون مريضا ارى غيري اكثر مني مرضا، وكم أنعم الله علي وانا مريض، وخاصة ولما اتذكر قصة عروة حينما قطع رجله بسبب مرض واغمي عليه، وحينما افيق سجد شكرا لله سبحانه وتعالى، وقال حينما سأل لماذا السجدة فقال: “لأن الله اعطاني الرجل ستين سنة امشى عليها واليوم اخذه الله مني ويعطيني عليها الاجر” اليس هذ اعظم شكر، واعظم نعمة على الانسان. هكذا الاحساس بالسعادة حينما تحس بنعم الله سبحانه وتعالى وتكون النتيجة السعادة العظمى حينما تستعمل النعمة في ارضاء الل سبحانه وتعالى.
الخطبة الثانية
وهناك نعم اخرى قد لا تكون ظاهرة، وقد لا يحس بها الانسا، الا اذا فقدها، كنعمة الامن والامان، نعمة الامن السياسي، حينما تكون البلاد والمدينة مستقرة آمنة، ونعمة الامن الاقتصادي حينما يكون الناس في مأمن من المجاعة والمشاكل الاقتصادية، فلذلك من الله سبحانه وتعالى على القريش ومن خلالهم على الجميع بهاتين النعمتين “فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ” .
فالامن السياسي لا يتحقق في ظل الظلم، وانما يتحقق في ظل العدل، حيث يقول الله سبحانه وتعالى في آية أخرى “أي الفريقين احق بالأمن” ثم يقول الله سبحانه وتعالى “الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون” ومن هنا يأتي الخوف والاضطراب الى قلوب هؤلاء الظلمة من الطغاة، الذين شاهدنا بعضهم يتساقطون، مثل هؤلاء الظلمة لم يكونوا يحسون بالامن ” وانهم كانوا ظالمين” ومن هنا أهلكهم الله سبحانه وتعالى.
وقد رأيت الامر العجيب حينما زرنا ليبيا، في ما يسمى بباب العزيزية، ماذا فعل هذا الرجل من الانفاق، باب العزيزية خمس كيلومترات طولا وعرضا، وكل هذه المنطقة مرتبطة بقصر المؤتمرات من التحت بعشرات الانفاق وبين كل عشرة امتار او بأكثر وضعت ابواب حديدية لا يمكن تحريكها الا اليكترونيا، ولو جاء اربعين او خمسين شخصا لما استطاعوا ان يحركوها. انفاق غريبة ومداخل عجيبة، وقد صرفت عليها المليارات. فالرجل كان يعذب وهو حي بالخوف، فكان يخاف من كل شئ ،حتى بعض الجثث من العلماء كان قد قتلهم وابقاهم في الثلاجات لأنه كان سحرة له يقولون: ” لو دفن هؤلاء من العلماء في الارض لزال ملكك” فكان محاصرا بالخوف من كل جانب، وكل ذلك لأنه كان يحس انه كان ظالما ولو كان آمنا وعادلا لكان مثل عمر حينما جاءه هرمزان القائد العسكري الفارسي الذي رأى الاباطرة والقياصرة كيف يعيشون، فاراد ان يرى الخليفة امير المؤمنين الذي استطاع ان يسقط الامبراطوريتين الرومانية والساسانية، فلما دخل المسجد قالوا هذا هو عمر نائم بدون حراس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ” عدلت فأمنت …”
لذلك الشكر لله على نعمة الامن، والامن لا ياتي الا من خلال اداء الشكر، فهؤلاء كفروا بنعمة الله من خلال اسعمال الجاه والسلطة في غير ارضاء الله، بل استعملوها في ايذاء الناس
وانظر ماذا يحدث في سوريا لا يرعوي بالاخرين، لا ينظر الى ما حدث الى فرعون مصر الجديد، والى نمرود ليبيا، والى تونس ،وانما يزيد في القتل والتدمير، ومن هنا يجوز القسم عليه بأنهم زائلون “لأنهم طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب”
ومن فضل الله علينا في هذه الدولة الفتية، في قطر، نعمة الامن والامان، ونعمة الاخوة ونعمة التكافل والتعاون بين كل من يعيش على ارض قطر من المواطينين والمقيمين، ثم بعد ذلك بين الحكام والمسؤولين، ولا سيما ان الامير المؤسس الشيخ جاسم رحمة الله عليه قد بنى هذه الدولة على اساس العدل، وعلى اساس التقوى، وكان عالما ربانيا، وكان على عقيدة السلف رحمة الله عليه، وكانت وصيته كذلك لأبنائه ان يسيروا على منهج الاسلام، ان يسيروا على منهج الكتاب والسنة، فساروا عليه والحمد لله، وبفضل الله سبحانه وتعالى سار على نهجه الشيخ حمد، ونحن ندعو له ان يوفقه للمزيد وان يوفقه للبطانة الصالحة وان يحقق على يديه الخير، فما ذهبنا الى مكان في ليبيا الا وهم يدعون لقطر اميرا وحكومة وشعبا، لأنه جعل قطر سببا لانقاذ ليبيا بالذات، لأن القذافي كان قد جهز طابورا من حوالي ستين كيلومترا من الدبابات والمدرعات والصواريخ الجديدة الصنع فشاء الله وجاء القدر وتدخل قطر فجزاهم الله خيرا وحينئذ رتبت الامور وتدخل الناتو وقضوا على هذا الطابور من الاسلحة المدمرة وقد شاهدنا بقايا هذه الدبابات والمدرعات على مدى الطريق.
فلذلك من استعمل مسؤوليته وجاهه مع المظلومين فإن الله يوفقه ان شاء الله فرحم الله المؤسس وبارك الله في الامير ونسال الله أن يوفقه للمزيد .