الدوحة – العرب
أكد فضيلة الداعية الدكتور علي محي الدين القره داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن ما يجري للمسلمين حالياً، نتيجة لانشغال الأمة الإسلامية بأزماتها.
وأضاف في خطبة الجمعة أمس بجامع السيدة عائشة في فريج كليب: «إذا كان فرعون يقتل ويذبح أبناءه، فالمسلمون يفعلون، لافتاً إلى أن من يستكبرون على الناس أهم أسباب الفساد والطغيان في الأرض، وأن ما نراه اليوم من التمزق والتفرق، من تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ، جزء من السياسية الفرعونية الشيطانية الخطيرة.. وقال فضيلته: «إن قدوة المستكبرين والمستعلين في الأرض هو الشيطان الرجيم الذي لعنه الله سبحانه وتعالى، وجعله مرجوماً، ومن الخاسئين الأذلاء في الدنيا والآخرة».
وأوضح فضيلته أن من سنن الله سبحانه وتعالى أنه لا يترك الأمة الإسلامية، ولكنه يؤدبها بالمصائب والمآسي والمشاكل حتى تعود إليه، ونوه بأن هذه الأمة لا بدّ أن تعود وأن يُهيئ لها قادة يقودونها نحو الخير.
وقال القره داغي: «إذا قرأنا تاريخ الأمم والحضارات، والأنبياء عليهم السلام مع أممهم ومع الطغاة، لوجدنا أن أهم أسباب الفساد والطغيان في الأرض، هؤلاء الذين يستكبرون على الناس، وكأنهم يعيشون عن طريق القوة والغلبة والاستعلاء، لافتاً إلى أن مصير الطغاة المستعلين المستكبرين معلوم على مرّ التاريخ وإن طال زمنهم».
خطوات شيطانية
أكد القره داغي أن الخطوة الأولى للشيطان هي جعل قومه شيعاً، أي متفرقين متمزقين، لأنه بدون تفرق الشعوب لن يكون لدولة ما، ولا لأي فرد مهما كان، أن يتغلب على الشعوب، وأضاف: «إن شعار (فرّق تسُد) الاستعماري كان ولازال سائداً ومطبقاً في وقتنا الحالي، إن من سنن الله تعالى مع المسلمين وغير المسلمين، أن من أراد منهم أن يكون إماماً أو قائداً هيأ له أسباب ذلك، فيكون الفوز لغير المسلمين في الدنيا وللمسلمين في الدنيا والآخرة».
عودة استكبار اليهود
وقال القره داغي: «إننا اليوم نشهد عودة اليهود إلى العلو والاستكبار، وأن أميركا التي كانت وراءهم أصبحت جزءاً من سياستهم حالياً، وأن نقل السفارة الأميركية إلى القدس جاء تلبية لطلب اليهود حتى تتزامن مع ذكرى الاحتلال وتكوين الدولة الإسرائيلية، فيكون الاحتفال بالذكرى ونقل السفارة في الوقت ذاته».
وتساءل خطيب الجمعة، أين أمة الإسلام؟ وأجاب بأن الأمة مشغولة بعضها ببعض، فإذا كان فرعون يقتل ويذبح أبناءه فالمسلمون أيضاً يفعلون ذلك، كما نرى ما يفعله طاغية الشام وغيره من الطغاة. وأضاف: «إن القرآن الكريم ذكر لنا، ونور لنا، وشرف لنا، ولكن بشرط الالتزام به والاستفادة من دروسه وحكمه، لافتاً إلى أن الله تعالى جمع بين دفتيه العالم من بداية نشأته حتى نهايته، ووضعه أمامنا في تقرير صادق مصدق».;