نحاول أن نوجز القول في تعريف العنوان في اللغة والاصطلاح :
فلفظ ( التنمية ) لغة : مصدر نمّى ينمّي تنميةً بتشديد الميم ، فيقال نمّى الشيء أي جعله نامياً والحديث أي أذاعه على وجه النميمة ، ونمّى النار أي أشبع وقودها .
وأصله من ( نما الشيء ينمو نماءً ونمواً ) أي زاد وكثر ، فيقال : نما الزرع أو المال أو الولد : ازداد ، ومن نمى ـ بفتح الميم ـ وينمي ـ بكسر الميم أي الناقص اليائي ـ فيقال : نمى الحديث نماءً ونُمياً أي شاع ، ونمى الحيوان أي سمن ، والصيد أي غاب عن الصائد ، ونما الشيء رفعه وأعلى شأنه ، فيقال : فلان ينميه حَسَبُه أي يرفع شأنه ، ونمى المال زاده وكثّره[1].
ومن هنا فالتنمية هي الزيادة الذاتية ، والنماء الحاصل للشيء ، وليست الكثرة والإضافة ، ولكن ابن منظور ذكر من معانيها الكثرة فقال : ( نمى : أي زاد وكثر )[2] ، فعلى ضوء ذلك تدخل الزيادة الخارجية المضافة إلى المال في التنمية .
ولم يرد لفظ ( التنمية ) في القرآن الكريم ، ولكن جاءت مشتقاتها في السنة النبوية المشرفة ، منها قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( حسن الخلق نماء وسوء الخلق شؤم )[3].
والوقف : لغة هو الحبس ، واصطلاحاً : هو حبس العين والتصدق بمنفعتها . والموارد الوقفية هي كلّ الأموال الخاصة بالوقف .
إذن فالمقصود بتنمية الموارد الوقفية هي : بذل كلّ الجهود بكل الوسائل المتاحة لزيادة موارد الوقف وتكثيرها عن طريق الاستثمار ونحوه .
إذن فهذه التنمية تقتضي الحفاظ على أموال الوقف وموارده من خلال إضافة موارد جديدة ، ونمائها وزيادتها عن طريق الاستثمار والاستغلال ، وبما أن ذلك لا يتحقق إلاّ عن طريق تنمية الموارد البشرية . إذن فيقتضي أن نتحدث عن هذه الأمور الأربعة بشيء من الإيجاز[4].
(1) المعجم الوسيط ،ط . قطر ( 2/956 ) ، ولسان العرب ،ط . دار المعارف ( 6/4551 ) ،والقاموس المحيط مادة “نمى“
(2) لسان العرب ( 6/4551 )
(3) رواه احمد في مسنده ( 3/502 )
(4) وهناك تفاصيل تراجع في : فتح القدير مع العناية على الهداية ، ط . مصطفى الحلبي بمصر ( 6/190 ) ، وحاشية ابن عابدين ( 6/519 ) ، وشرح الخرشي ( 7/78 ) ، ونهاية المحتاج ( 5/358 ) ، والإقناع ( 3/2 ) ، والمغني ( 5/631 ) .