بسم الله الرحمن الرحيم
برعاية كريمة من مفتي الجمهورية ، والمفتين والقضاء ورؤساء المحاكم والأئمة والخطباء في لبنان ، ومشاركة رسمية للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ، عقد المؤتمر الثاني للهيئة الدائمة لنصرة القدس في 27 مارس 2011 م ، تحت عنوان “دور العلماء في استنهاض الأمة لتحرير القدس وفلسطين”
وقد ألقى كلمة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ، فضيلة أ.د. علي محيى الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد ، قال فيها : بعد تبليغ الحاضرين تحيات العلامة الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد ، وأعضاء مجلس الأمناء ، والأمانة العامة :
1- إن قضية القدس وفلسطين ستظل قضيتنا الأولى المركزية ، ولن يهدأ لنا بال ولا تقرّ لنا العين ، ولا نحسّ بالراحة ولا يسود المن والأمان في العالم إلاّ إذا تحررت هذه الأراضي المقدسة المباركة من الصهاينة ، وعاد أصحاب الأرض إلى ديارهم معززين مكرمين .
2- نحن في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عاهدنا الله تعالى أن نبذل في سبيل تحرير القدس وفلسطين كل ما أمكننا من الغالي والنفيس والأرواح والأنفس والأموال ، ونسير في هذا الخط ونحرّض المؤمنين إلى أن يحقق الله لنا هذا النصر .
3- كما عاهدنا الله تعالى أن نبذل كل ما في وسعنا لإعادة الدور المنشود إلى علماء الأمة ، فنحن في الاتحاد نرى أن الأمة شبهها الرسول صلى الله عليه وسلم بالجسد الواحد ، وان موقع العلماء من جسد الأمة هو موقع القلب من الجسد ، فعليه أن يعمل ليلاً ونهاراً ، بل ساعة ودقيقة وثانية لضخ الدماء الزكية إلى الرأس الذي يرمز إلى القادة والسياسين ، وإلى بقية البدن الذي يرمز إلى الناس أجمعين ، فكما أن الجسد يصاب بالجلطة إذا لم يقم القلب بدوره ، وهكذا العلماء إذا لم يقوموا بدورهم من النصح والارشاد والتضحية والفداء ، فقال تعالى : (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً) (سورة الأحزاب: 39) وقال تعالى : (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ ) (سورة آل عمران: من الآية 187) فواجبنا بالاضافة إلى ما سبق واجب القدوة في الخير والجهاد والتضحية والفداء ، وواجب التربية والتزكية ، وبناء الرجال ، وواجب نشر المنهج الوسط وغرسه في الأجيال ، وغرس قيم العزة والكرامة ، والوحدة ونحو ذلك ، ومن أهم واجباتنا : أن نقف مع الحق وليس مع الباطل ، ومع المظلوم لا مع الظالم ، فهذه من أهم واجبات العلماء .
4- إن الثورات المباركة الناجحة في مصر ، وتونس ، ـ وإن شاء الله ـ في ليبيا ، واليمن قد قرّبت مسافات النصر ، فنحن كنا نتصور ونتوقع أن النصر يمكن للجيل اللاحق ، ولكن اليوم نعتقد أن جيلنا سيشهد النصر المبين .
إننا نرى أن الصهاينة ومن معهم وحتى أمريكا في نزول وضعف ومصائب وأزمات ، وانحطاط ، وأن أمتنا في صعود وارتقاء ، ولذلك قرب النصر ، وقربت الوحدة بين المسلمين بإذن الله تعالى .
وأخيراً أقول : إن قافلة النصر والعزة والكرامة ، والدعوة تسير بشكل طيب ، فليكن لنا شرف المشاركة ، والمساهمة فيها ، فهذا شرف لن يكتب لأي أحد إلا لمن يستحقه (وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ) (سورة الحج: 24) .
بارك الله فيكم جميعاً
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .