بسم الله الرحمن الرحيم

ملخص حطبة فضيلة الشيخ علي القره داغي بمسجد عائشة في الدوحة

ايها الاخوة المؤمنون

هناك مثل مجرب عملياً، ومدعوم من خلال الادلة القرآنية والاحاديث النبوية الشريفة،هذا المثل أو هذه القاعدة تقول “إن الانطلاق نحو الآخر، إنما يتحقق اذا كانت الذات قوية متماسكة “، سواء اكان الآخر من حيث الدين حينما ننطلق نحن المسلمين الى غير المسلمين، او داخل الجماعات والفرق والاحزاب، فالذات الضعيفة، او المتهاوية، المتهافتة، لا تستطيع ان تتحاور مع الآخر، حتى لو حاورت الذات المهزوزة فإنها لن تستطيع ان تحقق شيئاً، وحينما تكون الذات الاسلامية قوية، حينئذ تستطيع ان تتحاور وان تتعاون وان تقدر وان تصل الى ما تريد من إحقاق الحق وازهاق الباطل.

اولى الاسلام عناية قصوى بهذه الذات، بحيث تكون قوية، متماسكة، واحدة، متحدة، لا تختلف، ولو اختلفت، لن تؤثر الاختلافات على منهجها وعلى مسيرتها وعلى اهدافها، وانما تكون الاختلافات كما قال علماؤنا، اختلافات في التنوع، اختلافات في الآراء والافكار والتطوير والنهضة والتقدم، وان الاراء المتعددة تفيد الامة، مادامت في إطار الوحدة والتماسك ولم الشمل وجمع الكلمة.

ولحماية هذه الذات الواحدة، الذات القوية، الذات المتماسكة، اولى الاسلام عناية أخرى في غاية من الاهمية، بأن تكون هذه الذات حيوية، وان تكون هذه الذات ايجابية، وان لا تقبل بالأخطاء وأن تستمر وتقضي على الاخطاء فوراً دون ات تصل هذه الاخطاء أو الخطايا الى تفريق الامة وتمزيقها، وهذا انما يتحقق من خلال النصيحة الدائمة، من كل فرد الى الاخر، من الصغير الى الكبير وبالعكس، ومن الامام الى المأموم ومن المأموم الى الامام، وكذلك من الخليفة والقائد والحاكم الى المحكوم، ومن المحكوم كذلك الى الامام والامير، ومن الغني الى الفقير، ومن الفقير الى الغني، وهكذا تتفاعل النصيحة فلا يبقى اي احد بمنأى بأن يكون بعيدا عن ان يَنصح او أن يُنصح، وتكون هناك عملية مستمرة حركية ديناميكية داخل الاسرة وداخل المجتمع، وبين الاب والاولاد، وبين الام والاولاد وبالعكس، الاطفال ينصحون، والكبار ينصحون، فالنصيحة للكل، هذا ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم حينما حصر الدين في النصيحة في حديث صحيح يرويه الامام المسلم بسنده عن ابي تميم بن اوس قال أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:” الدين النصيحة” هذا حصر كما تقول “الحج عرفة” ولأهمية النصيحة حصر النبي صلى الله عليه وسلم الدين كله في النصيحة ” قلنا: لمن يا رسول الله؟، قال: لله ، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم” ،ولما نقول “لله” المقصود به، اي ان تكون هذه النصيحة لأجل الله، فاللام هنا كما يقول علماء اللغة له أربعة وعشرون معنى يتغير معناها بالمجرور، “لله” اي أن تكون النصيحة خالصة لله، وتريد بها وجه الله سبحانه وتعالى ولذلك هناك فرق بين النصيحة وبين الفضيحة، بين النصيحة والتعيير، وهناك ايضا فرق بين الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصيحة، النصيحة: انك تريد ان تكون امينا ً، أن تكون في السروكذلك في العلن بإسلوب حكيم، دون ايذاء للمشاعر، وان تقدم هذه النصيحة للكبير أو الصغير أو الغني أو الحاكم والمحكوم، “ولكتابه” والمقصود به في ضوء القران الكريم والسنة النبوية المشرفة، “ولرسوله” اي في ضوء سنة رسول الله صلى اله عليه وسلم، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم بين من خلال اقواله وافعاله وسنته ان ننصح بالحكمة والموعظة الحسنة، ثم بعد ذلك تؤدي هذه النصيحة، بعدما كانت مخلصة لله وبعدما كانت في ضوء كتاب الله والسنة،و توجه الى الامة، تدور فيما بينهم، وليس هناك أحد بمنجى ولا بمنأى عن هذه النصيحة، ويجب عليه أن يَنصح وأن يُنصحـ وليس هناك أحد اصغر من أن ينصح في الاسلام، وليس هناك احد أكبر مهما كان أن يُنصح، ليس هناك هيبة، وليس هناك منع من ان تنصح أي أحد، مادام تستطيع الوصول اليه، وهذا للأئمة المسلمين وعامتهم.

 وبين الرسول صلى الل عليه وسلم هذه النصيحة دائمة، لأنها تتعلق بمصلحة الكل، وتتعلق كذلك بدرء المفسدة عن الكل، واذا ما قمت بهذه النصيحة على الوجه الذي يريده الله سبحانه وتعالى، فإنه سوف تكون النتائج سلبية على الجميع، فنحن كما في حديث صحيح آخر شبه الرسول صلى الله عليه وسلم الامة كالقائم في حدود الله والواقع فيها فيقول الرسول الكريم (مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الْمَاءِ، مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا، وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعاً، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا).

اذاً الامة واحدة كمثل الجسد الواحد، كما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وماذا يفعل الجسد الواحد، والاجهزة التي خلقها الله سبحانه وتعالى داخل بدن الانسان، حينما يدخل جرثومة او فايروس في البدن تبدأ معركة كبيرة بين الكرات البيضاء وهذه الفايروسات، وتتداعى له بقية أجهزة الجسم للقضاء على هذا الفايروس، على إثر هذه المعركة تظهر اثار المرض والسخونة التي تراه على جسدك، وهذا أثر لعرض أو عرض لمرض و لمعركة داخلية في جسمك، وكل الجسم تتفاعل لقتل هذا الميكروب، واذا نجح نجح، وان لم ينجح حينئذ تحتاج الى مساعة خارجية من خلال الأدوية او من خلال عملية جراحية او باي وسيلة أخرى، وكذلك الامة تماما حينما يدخل المشاكل والمعاصي إذا نحن تركناهم وشأنهم،  لأن قضيتهم قضيتنا ايضا، واذا منعنا عنهم المنكر منعنا عن انفسنا نزول غضب الله وعذاب الله علينا، اذا المسألة تتعلق بنا.

وحتى هذا بهذا المنطلق استطاع اوباما ان يقنع الكونغرس بوضع القيود على البنوك، فقال اذا البنوك أفلست يتضرر الشعب، اذا للشعب حق بفرض القيود على البنوك، وكذلك وحاول ان يفعل لو ما كان حزب الجمهوري، بفرض القيود على البورصات الامريكية،  والان العالم الامريكي مأثرا بالثورات العربية يطالب بإحتلال وول ستريت لأنهم يعتبرونه السبب في الكارثة التي حلت يهم فلا بد ان يقيد وليست القضية هي الحرية المطلقة، كما ادعوه أن الحرية مطلقة الا ان تعدى الى حرية الاخرين.

وهذا هو المنطلق الذي سبقه الاسلام، باعتبار الجميع في سفينة واحدة، وبأننا جميع كجسد واحد، ولذلك اذا لم يستطيع الجسد ان يقتل هذا الميكروبن سوف يتحكم في الجسد، ويصبح امرا خطيرا ، وقد يؤدي الى الشلل او الموت، وهكذا الذنوب وهكذا المعاصي على مستوى الحكام وعلى مستوى الجماعات.

ان كل ما ذكر في القران الكريم حول النصارى او اليهود او الامم السابقة المقصود بها ان نعتبر منها، هي قوانين وسنن إلهية تتكرر اذا تكررت اسبابها، ” وإن عدتم عدنا” ” وإن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم”  وليس  الخطاب موجه لليهود فقط وانما موجه لنا ايضا،  يقول الرسول ” ((إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل أنه كان الرجل يلقى الرجل فيقول له: يا هذا اتق الله ودع ما تصنع، فإنه لا يحل لك، ثم يلقاه من الغد وهو على حاله، فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض” فعم الفساد بني اسرائيل، فنزلت لعنة الله سبحانه وتعالى من فوق سبع سماوات على بني اسرائيل، اللعنة ليست في الاخرة فقط، وإنما في الدنيا ايضا بالعذاب المهين، من حيث الشعوب ساموهم سوء العذاب، وفرقوهم ومزقوهم وشتتوهم ، لأنهم لم يقوموا بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر وقرأ الرسول صلى الله عليه وسلم قول الله سبحانه وتعالى ثم قال: {لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون}” واللعن اي المطرود عن رحمة الله في الدنيا وكذلك في الآخرة، والابتعاد عن رحمة الله اي نزول العذاب، ولا احد يحميك اذا تخلى عنك رب العالمين، وتترك الامة لنفسها، وتزداد تمزقاً وفرقة، وكراهية، ويضب بعضهم رقاب البعض فهذه هي اللعنة.

ثم بين الرسول صلى الله عليه وسلم ووجه الى الامة وقال (كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يدي الظالم ولتأطرنه على الحق أطراً أو لتقصرنه على الحق قصراً)، فتحصرون الظالم، وتمنعون الظالم من الظلم، وتوجهون الظالم بحيث لا يقوى على الظلم ، وغصبا عنه، ومهما كان خليفة أو إماما أو رئيسا أو قاضيا، وإلا فالعذاب الذي بينه الرسول بأنه التفرق والنفاق والمشاكل. لذلك لم يترك لنا مجالا في هذه الحديث الصحيح في اهمية دور الامة وللجماعة المسلمة وللشعوب وللجماهير للكبار والصغار والنساء والشباب والشيوخ، ان لا يتركوا الظالم، بل يمنعونه، وأنهم اذا سكتوا، حينئذ يزداد الظالم ظلما، هكذا طبيعة الدكتاتور، وهكذا طبيعة الانسان يحب الطغيان “إن الانسان ليطغى أن رأه استغنى”ـ والذي يمنعه من ذلك اما ان يكون متقيا خائفا من الله، او ان يمنعه الشعب، فالشعب هو الحارس، والامة هي الحارسة، وهي الناصحة والآمرة بالمعروف والناهية عن المنكر، والامة هي المانعة بقوتها، وهذا رد على من يقول انه يجب علينا ان يقودنا الحكام ونستبح لهم حتى لو ضربونا او آذونا، والاحاديث الواردة في هذا المجال ضعيفة وحتى الحديث الذي رواه المسلم يسمى المتتابعة فالامام المسلم عنده احاديث الاصول واحاديث التي تدعم هذا الاصول، ثم أنه مؤولة، أو انها حديث على مستوى الفرد، اما على مستوى الجماعة وعلى مستوى الأمة فلا يجوز لها السكوت، فلو انها سكتت يوشك ان يرسل الله عليهم بعذاب الفرقة والقتل والهرج والمرج وغير ذلك مما بينه الرسول صلى الله عليه وسلم.

يريد الرسول صلى الله عليه وسلم من هذه الامة ان تكون امة قوية، وهذا ما وصل اليه الغرب من تجارب مريرة، كان هناك القتال والتخلف والقرون الوسطى، الى ان وصل الرواد الاوائل من المصلحين الغربيين أنه لا بد من اصلاح الامة، ولايكون ذلك الا من خلال اصلاح الامة بنفسها، وتكون لها القدرة لكي تقود الامير او الحاكم او الرئيس او الملك، ولذلك وضعوا هذا الاطار وهذه الحدود، وكنت في زيارة لاحدى الدول االغربية وكانوا يناقشون في مسألة المترشحة الوحيدة لرئاسة الوزراء، أنها  اخذت في احدى سفراتها 176 دولار فقط وليس الفا أو مليونا أو مليارا من اموال الدولة ولم تكشف عنه، مما اضطرت هي  لتقديم الاستقالة. وهذا هو منهج الاسلام، كان عمر يناقش عمرا والي مصر ويحسابه من أين لك هذا ياعمر؟ ومنع الحكام ان يدخلوا في التجارة، إما ان تكون حاكما، وإما أن تكون تاجرا، لأن الحكام اذا دخلوا في التجارة اضروا بالتجارة واضروا كذلك بالسلطة.

يجب ان تكون الامة قوية بل من مصلحة الحاكم ان تكون أمته قوية، لأنها تمنعه من المنكر، لأنها تحميه من الفساد لأنها تحميه من شرور الدنيا والاخرة، يقول كارتر في مذكراته حينما كان يناقش في مؤتمر كامب ديفيد: وجدت قوة الرئيس الاسرائيلي في انه يرجع انه يرجع في كل كلمة الى الكنيست الاسرائيلي ووجدت ضعف السادات بأنه يصدر كل شئ بإسمه من هنا استطاع الرئيس الاسرائيلي ان يأخذ الكثير والكثير من حقوق الفلسطينين والمصريين لأن السادات لم يكن يرجع للشعب المصري . فالامة القوية الحاكم فيها قوي، والامة الضعيفة يكون الحاكم فيها ضعيفا ايضا، يعتمد في كرسييه على أمريكا، وأمريكا لا ترحمه، وانما تبيعه بثمن بخس، وقد باع شاه ايران حتى لم تعالجه، واليوم طالب الرئيس اليمني، وهو يكاد ان يسقط، امركيا منح الفيزا للعلاج، ولم تمنحه اياه، ولم يشف ايضا ان يكون حسني مبارك، حسب وثائقهم الكنز الستراتيجي لاسرائيل وأمريكا، ان تتخلى عنه امريكا ايضا، فلو اركن هؤلاء الى شعوبهم لما كان الشعوب ان تتخلى عنهم، ولذلك من ارضى الله برضا الناس غضب الله عنه واغضب الناس ومن ارض الله سبحانه وتعالى ولو غضب الناس رضي الله عنه وبعد ذلك رضي الناس الطيبون.

فقضية النصيحة الدائمة، يجب ان نربي اولادنا عليها، نحن ينقصنا هذا الجانب ولا نريد لأولادنا الصغار ان ينصحوننا، لا نريد لبناتنا ان ينصحوننا، بينما يجب ان نربيهم على القوة، وأن نعودهم على النصيحة، وليس على الكذب والدجل والنفاق والازدواجية في الشخصية. إن الهوية الشخصية تبدأ من الصغر، وتبدأ من البيت، الاب تنصح الام، والام تنصح الاب، والوالدين ينصحن الاولاد، والاولاد ينصحون الابوين، مجتمع دينماكي متفاعل، وهذه الاسرة تكون حقيقة اسرة قوية.

وهذه الاحزاب التي نراهم اليوم على الارض كانوا تحت الارض ولم يكن لهم ان ينصحوا ولكن أظهرهم الله ، ولكن مع الاسف الشديد ان بعض الدول الخليجية تريد ان تجرب هذه السياسة الفاشلة التي فشلت فيها العراق وسوريا ومصر وتونس، وفي  الدول الاستبدادية، وتريد من خلال سحب الجنسيات من المواطنين او من خلال ابعادهم من وظائفهم، ان تتكبر على النصيحة،   ايها الاخوة هذه التجربة فاسدة فاشلة غير ناجحة، اذا كان عندهم شئ ناقشهم فأما ان تقنعهم أو يقنعوك، هذه هي النصيحة، والنصيحة قوة للأمة، ونحن احوج ما يكون على مستوى الخليج والامة العربية والاسلامية الى هذه النصائح التي تقوي الامة، والتي تحمينا، والتي تقضي على هذه الجراثيم التي تحاول الشرق والغرب من الداخل والخارج ان ينشروها فيما بيننا.

الخطبة الثانية

الامة الاسلامية بخير كلما كانت هذا الامة قادرة على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولذلك جعل الله سبحانه وتعالى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة شرعية، وأن الفلاح لا يتحقق الا بالامر بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر بنص القران الكريم { ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون }  واولئك كما يقول علماؤنا حينما يكون الخبر ايضا معرفة “هم المفلحون” بهذا الحصر، يكون للحصر والقصر، أي أن الفلاح لا يتحقق لذلك قال علماؤنا ان “من” هنا ليست للتبعيض، وانما للبيان، أي أن الامة جميعا تصبح أمة واحدة، آمرة بالمعروف وناهية عن المنكر، حينئذ تكون قوية متماسكة. ثم جاءت بعد ذلك بثلاث ايات مباشرة، بين القران الكريم خيرية هذة الامة ايضا بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر ” كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ” اي ان خصائص الامة تتحقق حينما تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله، فلذك هذه الامة بخير مادامت الامة تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر، حينئذ نحن المسلمين نكون في خير، ولا يجوز لأحد أن يغضب أو ان يكره النصيحة مهما كان مادامت هذه النصيحة في اطارها المشروع.

والامة ليست مقصورة في بلد واحد، وانما الامة في امتنا الاسلامية من المحيط الى المحيط، اينما وقعت المشكلة يجب ان نتصدى لها بقوة، كما هو الحال المظالم التي ترتكب في سوريا اليوم ومع الاسف هناك وفد، وانا اسميه وفد المتفرجين ، وليسوا مراقبين لأنهم هم مراقبون من الحكومة السورية تماما، خطوة خطوة، فكيف يستطيع المراقَب ان يراقِب.  كما  في حال عنترة لما طلب منه ان يحارب، قال العبد لا يحارب وانما يخدم، فأطلق سراحه وأبلى بلاء حسنا. وما بالك اذا كان رئيس الوفد  له دور سئ حينما كلف من قبل حكومته – كما سمعت من بعض الاخو ة- كان مكلفا بتقرير في دارفور فكتب تقريرا فيه النفاق ولم يكن حقيقة، ادى ذلك الى ان تظهر هذه المشكلة الحقيقية، ولو أخلص في تقريره، وبين الحيق في البداية، لما حدث ما حدث، وكذلك من اعضاء الوفد مجموعة كانوا مع نظام زين العابدين وبعضهم من العراق من حكومة المالكي التي تدعم تماما بشار الاسد فكيف يعتمد على هؤلاء.

لذا لا بد ان نناشدهم ان يقولوا الحق واذا لم يقولوا فلا يشهدوا شهادة الزور وأن نرفع اصواتنا من خلال كتاباتنا ودعواتنا للجامعة الدول العربية بأن تسحب هذا الوفد وتعالج هذه القضية ان استطاعت والا يحولها الى جهة تستطيع ان تمنع هذه المجازر.

والامة ايضا غافلة اليوم عما يجري في اليمن وخاصة من الجانب الاغاثي والجانب الانساني فلذلك اناشد العالم العربي وجامعة الدول العربية ان تولي العناية باليمن وان تحل هذه المشكلة.