للفقر مجموعة من الأسباب نوجزها فيما يلي :

 أولاً ـ أسباب ذاتية تعود إلى الفقير نفسه ، وهي ما يأتي :

  1. عدم العمل وعدم الأخذ بأسباب الكسب والادخار والاستثمار .

  2. الأمراض بكل أنواعها

  3. الشيخوخة

  4. ثقافة التواكل والكسل بدل الجدّ ، والعمل ، وثقافة الاستهلاك بدل ثقافة الانتاج.

  5. احتقار بعض المهن والحرف في نظر البعض .

  6. الأمية والجهل والتخلف .

  7. الاكثار من الديون ، وبخاصة الاقتراض بفائدة ربوية .

  8. الدخول في التجارة والمضاربات دون الخبرة ، وبالتالي وقوع الخسائر الكبيرة .

 

 ثانياً ـ أسباب خارجية ، مثل :

  1. الحروب الداخلية والخارجية ، والاضطرابات والفوضى الداخلية ، وعدم الاستقرار والأمن .

    فهذا السبب هو من أهم الأسباب الظاهرية ، وهو الواقع والمشاهد في عالمنا الاسلامي ، وفي العالم الثالث ، فلننظر كم صرف على الحروب التي وقعت بين العراق وايران ، ثم احتلال الكويت ، ثم حرب تحرير الكويت ، ثم احتلال العراق ، فبدون شك يزيد على ترليون ، ولو صرف على التنمية ، وعلى القضاء على الفقر لتم كل ذلك ، ناهيك عن حدوث 400 حرب داخل العالم الثالث خلال السنوات الستين الأخيرة  .

  2. الظلم بجميع أنواعه ، وبخاصة الاعتداء على الأموال والحقوق ، والنصب والاحتيال لأخذ أموال محدودي الدخل .

  3. الفساد الاداري ، والمالي ، والاقتصادي ، والسياسي الذي قضى على الأخضر واليابس … .

  4. الكوارث الطبيعية ، وما يترتب عليها من تدمير للبنية التحتية ، وللزراعة ، والصناعة ، مثل تسونامي أندونيسيا ، والزلازل التي وقعت في عالمنا الاسلامي ، وكذلك الأوبئة والأمراض العامة التي أعاقت التنمية الاقتصادية ـ كما سبق شرحها ـ .

  5. وجود حكومات ظالمة في معظم العالم الثالث ، وعدم وجود الحكومة الشورية التي تحب شعبها ، وهم يحبونها[1] ، بحيث تعمل لأجل الشعب ، وليس لأجل نفسها ، ومصالها فقط ، فتبحث بإخلاص وجدّ ومثابرة وتفان للنهوض بشعبها ، ولتحقيق التنمية الشاملة والتعمير ، والتقدم والحضارة ، وتجمع بين القديم الصالح ، والجديد النافع ، وتأخذ بكل الأساليب الحديثة التي تعود بالنفع على شعبها ، وتستعين في كل ذلك بأهل الاخلاص والاختصاص والخبرة والقوة والأمانة وتستشيرهم وتلتزم بآرائهم … ولعدم وجود هذه المواصفات في معظم الحكومات في العالم الثالث يوجد التأخر بدل التقدم ، والهدم بل البنيان ، والتخلف بدل التعلم والتحضر .

  6. عدم العدالة في توزيع الدخل ، وفي إعادة التوزيع ، وعدم تحقيق التكافل المطلوب ـ إسلامياً ـ .

  7. عدم الاعتماد على فقه الأولويات ، والبدء بالأهم فالأهم مع الموازنة .

  8. الزيادة غير المدروسة للنمو الذاتي السكاني دون الرعاية المطلوبة تربوياً ، وصحياً ، وتعليمياً ، ونحو ذلك[2] .

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

([1])  هذا إشارة إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي رواه مسلم في صحيحه ، كتاب الامارة (3/1480) ورقم الحديث 1855 وهو حديث صحيح : فعن عوف بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ، ويصلون عليكم وتصلون عليهم ، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنوهم ويلعنوكم ) .

([2])  يراجع لمزيد من التفصيل : المراجع السابقة الخاصة بموضوع الفقر