الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يندد بالجرائم التي ترتكب بالغوطة
ويدعو العالم الإسلامي والعالم الحر بالوقوف ضد هذه الجرائم البشعة التي ترتكب في حق الشعب السوري
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن اتبع هداه، وبعد:
فإننا في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لنأسف أشد الأسف للحال الذي وصلت إليه الأمة العربية الإسلامية، أن يُباد أهل غوطة دمشق الشرقية إبادة جماعية بأسلحة لا قِبَل لهم بها، سلطها عليهم النظام المجرم في سوريا، ومن وراءه روسيا بقضِّها وقضيضها، وهم سوريون، وهم عرب، وهم مسلمون، وهم مدنيون، عزل من السلاح، يقتل منهم الأطفال والنساء والعجزة والشيوخ بالمئات كل يوم، وتدمر المنازل فوق رؤوس أهلها، ولا منقذ لهم ولا مجير، لا منا ولا من غيرنا، ولا ملجأ لهم إلا الله سبحانه وتعالى.
ولا يملك المخلصون من هذه الأمة، ومن فيهم بقية إنسانية من غيرهم إلا الشجب والاستنكار، والغضب والدعاء ضد مرتكبي هذه الجريمة النكراء، والمجزرة المروعة المستمرة، والتي لا تزال فصولها تجري حتى الآن.
وإن الإسلام ليعتبر أن نصرة المظلوم، وإعانة الضعيف، وردع الظالم عن ظلمه: واجب شرعي، بل هو واجب أخلاقي في كل دين، وكل مجتمع يقوم على الفضائل، ورعاية القِيَم العليا، سواء كان المظلوم مسلما أم غير مسلم. يقول الله تعالى: {فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ} [هود:116]، وعن البراء بن عازب رضي الله عنه: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بنصر المظلوم.
وإننا في الاتحاد نؤكد على ما يلي:
– نحيي وندعم صمود الشعب السوري الذي ضرب أروع الأمثلة في الثبات والتضحية والمقاومة ومطالبته بحريته ضد نظام موغل في الإجرام، لا يتقيد بشرع ولا قانون، ولا مواثيق دولية.
– ندعو الحكومات العربية والإسلامية والدولية إلى التحرك بكافة الصور لوقف فصول هذه المذبحة، وإنقاذ المدنيين الأبرياء من الموت، والتدمير العمراني، والتهجير القسري.
– ندعو الشعوب العربية والإسلامية والأفراد إلى التعبير بكافة الصور لرفض هذه المذابح، والدعوة إلى إيقافها، كل بما يستطيع، كما ندعو الأقليات المسلمة بدول العالم للضغط على حكوماتهم لوقف هذه المذابح ومحاسبة فاعليها.
– ننعى انشغال الشعوب العربية بقضايا هامشية تافهة، وتشرذم الحكومات العربية والإسلامية وتناحرها، والصمت العالمي الذي تتذرع به الدول الكبرى التي تملك إيقاف هذه المذبحة.
اللهم إليك نشكو ضعف قوتنا، وقلة حيلتنا، وهواننا على الناس، اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اللهم اهزمهم وانصرنا عليهم.