ملخص خطبة الجمعة لفضيلة الشيخ علي محي الدين القره داغي 10 سبتمبر 2010 بمسجد السيدة عائشة بفريج كليب
وهكذا أيها الاخوة الكرام الدنيا كلها وهكذا الامور كلها كل شيئ له بداية لابد أن تكون له نهاية الا الله سبحانه وتعالى فهو الأول الذي ليس له بداية وهو الآخر ليس له نهاية وكذلك أيها الاخوة الأحبة كل شيئ إذا ما تم نقصان فنرى الهلال يتجه نحو الاكتمال الى حين يصبح بدرا كاملا ثم يتجه نحو النقصان وكما يقول الشاعر:
توقى البدور النقص وهن أهلة *** ويدركها النقصان وهن كوامل
ولذلك أيها الاخوة الأحبة لا يغتر الانسان بأي شيئ لا بالمال فهو زائل ولا بالجاه فهو كذلك زائل ولا بالعمر والصحة فهما فانيان فكل شيئ هالك إلا وجه الله سبحانه ولا يبقى أيها الاخوة الا العمل الصالح والاستقامة التي كتبها الله لعباده الصالحين وأمر به سيد المرسلين فقال سبحانه<< فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ >> صدق الله العظيم ونسأل الله أن تكونوا أيها الاخوة الأحبة من الذين تبتم واستقمتم كما امر الله سبحانه وتعالى بصومكم لرمضان وقيامكم الليالي وتصدقكم مما أفاء الله عليكم من الاموال فاستمروا على هذا الأمر أيها الاخوة الكرام فرب العزة يقول << إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون >> فهؤلاء الذين يستقيمون والذين يسيرون على الطريق الصحيح ويستمرون عليها هؤلاء هم الفائزون هؤلاء هم الذين تصحبهم الملائكة هؤلاء هم الذين يكونون مع الرسول صلى الله عليه وسلم كما أن حسن الختام مرتبط بالاستقامة فما هي الاستقامة أيها الاخوة الاحبة؟
الاستقامة هي الاستمرار على كل ماقمنا به من العمل الصالح في شهر رمضان فإذا كنا صائمين في رمضان فالصيام لا ينقطع بعد رمضان فامامكم انطلاقا من غد صيام الست من شوال فمن صام رمضانا وأتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر كله، كذلك صيام الأيام البض 13 و14 و15 من كل شهر قمري وكذلك صيام الاثنين والخميس فكل هذه الانواع من الصيام من المستحبات المؤكدات التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يواضب عليها وكذلك قيام الليل وغن كانت صلاة التراويح تهتص بشهر رمضان فصلاة القيام تبقى معنا طوال العام كله ومن ذلك يسن لنا أن نصلي اقتداء بنبيه صلى الله عليه وسلم 11 ركعة أو 13 ركعة كل ليلة بالإضافة الى سنن النوافل التي يجب أن نحافظ عليها، فلما مات أحد الصالحين ورؤي في المنام فقيل له ما الذي نفعك فقال والله لم تنفعني إلا تلك الركيعات التي كنت أصليها في آخر الليل وأتضرع فيها الى الله سبحانه.
وكذلك قراءة القرآن الكريم فلا يجب أن نحصرها في رمضان فقراءة القرآن هي عبادة عامة ممتدة على كامل أيام السنة << ورتل القرىن ترتيلا>> صدق الله العظيم وهكذا كذلك الصدقات هي الاخرى تستمر معكم فيما بعد رمضان يقول عليه الصلات والسلام” اتق الله ولو بشق تمرة” خاصة في هذا العصر الذي كثرت فيه المصاءب والكوارث وانتشرت الحاجة والفاقة والفقر في صفوف المسلمين في كافة أصقاع الأرض فانظروا مثلا الى اخوانكم في باكستان كيف يعانون اليوم لما يقرب من شهرين متتابعين من التشريد والجوع والمرض نتيجة الفياضنات فهل يعقل أن نقول لقد تصدقنا في رمضان ويكفي ونحن نشاهد يوميا على شاشة التلفاز ما يعانيه هؤلاء الاخوة وكذلك ما يعانيه اخوانكم في فلسطين وخاصة في غزة المحاصرة.
فلذلك أيها الاخوة الأحبة استمروا في العمل الصالح بنفس القوة التي كنتم عليها في رمضان وكونوا ربانيين ولا تكونوا رمضانيين يقول تعالى<< وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ >> صدق الله العظيم .
الخطبة الثانية:
أيها الاخوة الكرام فلنستثمر صفاء هذا اليوم السعيد يوم العيد لنواصل التقرب من الله ولنستثمر صفاء هذا اليوم في تنقية الاجواء والعلاقات بيننا جميعا بن الجيران وبين الأسر إن أكبر مشكلة تعاني منها الأمة الاسلامية أيها الاخوة الأحبة هي مشكلة التفرق هذه الأمة التي كتب الله عليها الوحدة بأن تكون أمة واحدة أصبحت اليوم أمما مختلفة وبسبب فرقتها هذه أصبحت مستباحة من قبل الجميع في قيمها ورموزها ومقدساتها وليس لها أي اعتبار بين الأمم والشعوب وللاسف الشديد فانظروا ماذا يفعل بنا الاعداء اتهمونا بالارهاب واستهزؤوا برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وأخيرا يظهر علينا أحد القساوسة المتطرفين ويعلن بكل تبجح بأنه سيحرق المصحف الشريف يوم السبت الموافق ل11 من سبتمبر ولم يتراجع الا البارحة ولم يتراجع خوفا منا أو نتيجة ضغوطاتنا نحن المسلمون بل نتيجة ضغوط الادارة الامريكية السياسية والعسكرية خوفا من ردة الفعل على جنودهم في أفغانستان والعراق.
ولذلك أيها الاخوة الأحبة يجب أن نستغل هذا الصفاء بالدعاء لهذه الأمة بان يوحد صفوفها فقوتها في وحدتها << وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ >> صدق الله العظيم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين