انطلقت في إسطنبول مساء الأحد الواقع في 1 تموز 2012م. أعمال مؤتمر “الأمة الإسلامية لنصرة الشعب السوري” بحضور حوالي 500 عالم ومفكر وشخصيات قيادية تمثل الحركات الإسلامية وبرلمانيين وإعلاميين.
وقد تم الؤتمر بمبادرة من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مع رابطة العلماء السوريين وقد ألقى فضيلة الامين العام للاتحاد الكلمة الاولى باسم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وباسم فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي وكما كان لفضيلته دور كبير في تنظيم الامور وصياغة البيان الختامي الاخير .
واشار فضيلة الامين العام بأن المؤتمر كان في غاية من الاهمية ولم يكن مؤتمرا تنظيريا فقط بل كان مؤتمرا عمليا وتمخضت عنه مجموعة من القرارات الجيدة والتطبيقات الفعالة من اهمها ترتيب ورش العمل وقد ساعد في ذلك الاعضاء وبالاخص الدكتور علي بادحدح وفضيلة الدكتور سالم الشيخي وكانا يقودان هذه الورش. وتمخضت منه مجموعة من الاعمال والادلة في كيفية العمل خلال الفترة وسوف تصفى هذه الافكار والمقترحات وتوضح في دليل وبعدها يقوم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بطبع هذا الدليل وتوزيعه على المهتمين بهذا الشأن.
وكذلك تمخض المؤتمر في تشكيل هيئة من العلماء والحكام لزيارة الحكام والرؤساء والملوك والامراء لدعم قضية الشعب السوري كما تمخض المؤتمر عن مرجعية من علماء السوريين وبدأ المؤتمر فعلا بتشكيل هيئة من علماء السوريين وطلب من المجلس الوطني السوري بالتنسيق مع هذه الهيئة فيما يتعلق بالامور الدينية والامور الاسلامية
وتمخض المؤتمر ايضا عن تنسيق اللجان اغاثية بالاضافة الى ان المؤتمر قام بحملة اغاثية وتمخضت هذه الحملة بفضل الله تعالى عن مبلغ اكثر من 15 مليون وهذه الاموال ليست نقدية وانما في صورة اغاثات واعمال انسانية تقدم الى اخواننا المحتاجين المضطهدين في داخل سوريا او في المخيمات او نحو ذلك
وقد اكد المشاركون بأن المؤتمر كان ناجحا واثنوا على كلمة الامين العام ثناء عاطرا وكل ما قام به ومؤسسة من جهود وتنسيق وانشطة واجتماعات ولقاءات التي تمت خلال المؤتمر مع كبار الشخصيات، مما اثمر الى احترام الناس الى هذه المؤسسة واملهم بأن يقوم الاتحاد بدور مرجعي كبير في خدمة الاسلام والمسلمين .
وهذا نص كلمة الامين العام :
سعادة الاخ الكريم الدكتور محمد جورماز رئيس الشؤون الدينية وممثل الحكومة التركية.
أصحاب السعادة / أحييكم بتحية الإسلام، سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
وأرحب بكم في مؤتمركم المنعقد بإسلام بول (إستانبول)، بلاد الجمال والجلال ، والتاريخ المشترك والحضارة والعزة والكرامة، حاملا إليكم تحيات فضيلة العلامة الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي حال دون حضوره البدني مع حضوره القلبي ظرف خاص، وأقدم الشكر الجزيل لكم على تجشمكم عناء السفر داعياً الله تعالى أن يجزيكم أحسن الجزاء على كل ما قدمتموه أو تقدمونه من أجل ثورة الشعب السوري، وأَجزل الشكر وأعظم الثناء وأخلص الدعاء للشعب التركي العظيم ورئيسه الأستاذ عبد الله جُل، وحكومته الرشيدة برئاسة الأستاذ رجب الطيب أردوغان على مواقفهم المشرفة تجاه أمتهم ولاسيما وقوفهم مع ثورة الشعب السوري ودعمهم المتواصل لها، ونرجو أن يزداد ويعم حتى يتحقق النصر القريب بإذن الله.
وبهذه المناسبة نكرر إدانتنا الشديدة لإسقاط النظام السوري طائرة تركية في المياه الدولية والشكر موصول لكل من ساهم في دعم هذه الثورة المباركة ماديا ومعنوياً، حكومات وشعوبا، ومنظمات دولية وإقليمية وبخاصة المملكة العربية السعودية وقطر وتونس ومصر في ظل قيادته الجديدة التي أعلن رئيسها المنتخب الدكتور محمد مرسي حفظه الله في أول خطاب رسمي له أمس وقوف الشعب المصري مع الشعب السوري
شكرت جميل صنعكم بوسعي ودمع العين مقياس الشعور
ولا يمكن أن ننسى شهداء الثورة السورية من الدعاء بأن يحشرهم الله مع النبيين ، والجرحى بالشفاء لهم، والوفاء بأن دماءهم هي التي غذت الثورة وسقتها وستثمر النجاح والفتح المبين بإذن الله تعالى ، كما نقدم دعاءنا الخالص للجيش الحر جميع الفصائل التي تدافع عن الشعب وعرضه وشرفه،
أيها الإخوة والأخوات إن الثورة السورية هي ثورة حق ضد الباطل، وثورة عدل ضد البغي والعدوان ، وثورة الحرية والكرامة ضد الطغيان والاستبداد ، إنها ثورة ضد الفساد الشامل، ضد تحكم زمرة فاسدة فاشلة تحكمت في العباد فحاولت إذلالهم، وفي البلاد فعاثت فيها الفساد، وفي الرقاب فأرادت إخضاعها طوال أكثر من نصف قرن، لذلك فلا نشك ونحسن اليقين بالله تعالى بأن هذه الثورة تنجح قريباً ، وربما لا تتجاوز شهر رمضان ليكون عيدنا أعياداً ، فهذه سنة الله تعالى في الظلمة المتجبرين المتكبرين، يمهلهم ولا يهملهم، وإذا عم الفساد والطغيان – كما هو اليوم – فقد صب عليهم العذاب كما قال تعالى في قوم عاد وفرعون وثمود {الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14)} ونظام بشار أشد من فرعون مصر الذي كان يقتل الأبناء ويستحيي النساء، وسمح لموسى أن يجادله ويحاوره، أما النظام السوري المجرم فهو يقتل الرجال والنساء والشيوخ ، فكم من شيوخ ركع ذبحوا، وكم من أطفال رضع أزهقت أرواحهم، وكما نساء قتلن أو انتهكت اعراضهن، ولم يسلم منهم حتى المساجد والمآذن والآثار والمقابر، لذلك فإن نهاية بشار وأعوانه هي نهاية القذافي ومبارك وبن علي قريبا إن شاء الله.
فتلك سنة الله التي { فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً} (فاطر : 43) فلا يمكن أن ينتصر الظلم على العدل ، ولا الباطل على الحق، ولا البغي والعدوان على العقيدة والإيمان،
إن نظام بشار زائل حسب سنن الله، ولكن ابتلينا به لينظر الله تعالى من يعمل لإنقاذ الشعب السوري منه، ومن يكون له شرف المساهمة في هذا النصر في أرض الشام الأرض المباركة، أرض المحشر والمنشر، ونزول عيسى عليها عليه السلام
كذلك أيها الإخوة والأخوات إليكم نداء – باسمي وباسم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- أن يكون مؤتمرنا مؤتمرا عملياً لوضع برامج عملية لنصرة هذا الشعب العظيم، فنصرة هذا الشعب وإنقاذه فريضة شرعية وضرورة، قال تعالى { وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ } (الأنفال : 72) وذلك من خلال تشكيل مجموعة من هيئات العمل وفرق العمل في المجالات الكثيرة فنقترح تشكيل هيئة من كبار العلماء والمفكرين والسياسيين لزيارة المسؤولين في العالم العربي والإسلامي، وهيئة شعبية للقيام بالضغوط الشعبية لأجل إنقاذ الشعب السوري، بالإضافة إلى الهيئات الإغاثة ونحوها،
إننا هنا ندعو الحكومات العربية والإسلامية إلى تحمل مسؤولياتهم أمام الله ثم أمام التاريخ، بالقيام بكل الوسائل المتاحة لإنقاذ الشعب السوري من بطش النظام
وندعو الأمم المتحدة أن لا تكرر خطأها بمنح المهلة التي يستفيد منها النظام في مزيد من القتل والتشريد ، وندعو المسلمين جميعا ان يدعموا هذه القصية ماديا ومعنويا حتى يتحقق النصر بإذن الله تعالى
{ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105) إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ (106) وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } (الأنبياء : 105 – 107).
وأقول لإخواني المسجونين والمعذبين في سجون النظام: صبرا فإن موعدكم النصر القريب والجنة إن شاء الله تعالى ، ولإخواننا وأخواتنا في الداخل ، الله معكم بالنصر والتأييد
وقلوبنا معكم ودعاؤنا لكم بالصبر والثبات ولن نترككم بكل ما نملك إلى أن يتحقق النصر (وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) (الصف : 13)
صدق الله العظيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وهذا مشروع البيان الختاميّ للمؤتمر
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فبمبادرة كريمة من الاتّحاد العالميّ لعلماء المسلمين ورابطة العلماء السوريّين، فقد تمّت الدعوة إلى مؤتمر الأمّة الإسلامية لنصرة الشعب السوريّ، الذي انعقد في مدينة إسطنبول في تركيا في الفترة من 11-13/8/1433 هـ الموافق 1-3/7/2012 م . وقد شارك فيه على مستوى الأمّة الإسلاميّة مجموعة من العلماء والدعاة والمنظّمات الإسلاميّة، وقيادات الحركة الإسلامية، ورجال الأعمال والإعلاميين.
ولقد مضى على ثورة الشعب السوري المصابر ما يقرب من ستة عشر شهراً يبذل فيها التضحيات تلو التضحيات، ويتعرّض أطفاله وشبابه ورجاله ونساؤه كلّ يوم للقتل والاعتقال، والتنكيل والتشريد، وتخريب البيوت والممتلكات، وقد بلغت مأساته حدّاً لا يوصَف، وعدداً يتصاعد كلّ يوم من الشهداء والمعتقلين، والجرحى والمفقودين، واللاجئين والمهجَّرين… وكلّ ذلك يقع تحت سمع العالم وبصره، دون أن يتخذ إجراءات عملية مؤثرة لإنقاذ هذا الشعب المظلوم من بطش النظام الظالم، وجرائمه ضد الإنسانية..
واليوم يأتي هذا المؤتمر في مرحلة مفصليّة من جهاد هذا الشعب المصابر، الذي يدافع عن عقيدة الأمّة وهوّيّتها، ويطالب بحقّه في العيش الكريم، ويتطلع إلى نيل الحرية والعدالة والكرامة، ويسعى للتخلّص من براثن الظلم، ونِير القهر والطغيان، بعد أن تسلّط عليه قرابة نصف قرن .
وفي أجواء من الحوار البنّاء والشعورِ بالمسؤوليّة عن أمّة الجسد الواحد فقد صدر عن المؤتمر البيان التالي:
1- يؤكّد المؤتمر على أنّ ثورة الشعب السوري هي لجميع مكوناته، وأنّها ثورة حق ضد الظلم، وثورة عدل ضد البغي والعدوان، وثورة للحرية ضد الطغيان والاستبداد والفساد، والقتل والتشريد، وأيضا ثورة تطالب بالحرية والعدل والكرامة، وتنطلق من ثوابت الأمة وهويتها، وتحافظ على وحدة سوريا أرضاً وشعباً، وتحرص على استقلالها الكامل.
2 – يؤكّد المؤتمر على سقوط شرعية النظام بكافة رموزه وعلى رفض الحوار معه، وهو يقتل الشعب، ويدمّر الوطن، ويعيث في الأرض فساداً وطغياناً، كما يؤكد على جميع مطالب الشعب المشروعة..
3 – يشيد المؤتمر بتضحيات الشعب السوريّ، وصبره ومصابرته، وما يظهره من أخلاقيّات رفيعة في التعامل مع عدوّه، ويدعوه إلى مزيد من الصبر والمصابرة، والبذل والعطاء، والتلاحم الوطنيّ، والبعد عن الوقوع في شَرَك الطائفية، أو التمييز العرقيّ أو المذهبيّ، ويؤكِّد على ضرورة الأخذ بأسباب النصر من الوحدة والالتزام بالكتاب والسنَّة، واجتماع الكلمة، والتضرع الدائم إلى الله تعالى، والأخذ بسنن الله في النصر.
4- يشيد المؤتمر بمواقف العلماء الربّانيّين، الذين وقفوا مع الشعب في مطالبه العادلة، وصدعوا بالحقّ في وجه النظام الظالم، كما يستنكر مواقف علماء السوء الذين خانوا ميثاق الحقّ، واشتروا بعهد الله ثمناً قليلاً، ويأسف لمواقف الصامتين عن نصرة شعبهم، ويدعوهم إلى مراجعة مواقفهم، وإلى الصدع بالحق، وإيثار الحقّ على الخلق.
5- يؤكد المؤتمر على حقّ الشعب السوريّ في الدفاع عن نفسه وعرضه وماله ومقدساته، وهو حقٌ تقرّه جميع الشرائع السماويّة والقوانين الوضعيّة، ويشيد بدور الجيش الحر ومن معه من حماة الشعب السوري في حماية الشعب والدفاع عنه، ويدعو عناصر الجيش السوري إلى الالتحاق به ودعمه، ويؤكّد على تحريم التعاون مع النظام في تنفيذ جرائمه ضد شعبه بأيّ شكل كان.
6- يطالب المؤتمر جميع أطياف المعارضة في الداخل والخارج وفي مقدمتها المجلس الوطني السوري إلى تحمّل مسؤولياتهم تجاه الشعب بقوّة وأمانة، وأن يرتقوا بأنفسهم وأدائهم، وأن يعملوا على توحيد صفوفهم في الداخل والخارج، ليكونوا على قلب رجل واحد، في الدفاع عن مطالب الشعب وثوابت ثورته، وفاء لتضحيات الثوار ودماء الشهداء الزكية، فتوحدهم فريضة شرعية، وضرورة وطنية.
7- يؤكد المؤتمر مطالبته للمجلس الوطني السوري بأن يسعى جاهداً ليضم كل مكونات الشعب وأطيافه السياسية، والعمل جاهداً لتوحيد المسلحين في الداخل والخارج ليكونوا صفا واحداً مع الجيش الحر كالبنيان المرصوص.
8- يدعو المؤتمر شعوب العالم وحكوماته، ومنظماته الحقوقيّةَ والإنسانيّةَ، وجامعةَ الدول العربيّة، ومنظمةَ التعاون الإسلاميّ، وجميع الشعوبِ العربيّة والإسلاميّة وحكوماتِها إلى أن تقوم بواجباتِها في التضامن مع الشعب السوري، ودعمِ ثورته، والوقوفِ معه، ومناصرتِه بكلّ الوسائل المشروعة لتحقيق أهدافه.
9- يناشد المؤتمر الشعوب والحكومات العربية والإسلامية، والمنظّمات الإغاثيّة الإنسانيّة أن يمدّوا يد العون لإخوانِهم السوريين، الذين شرّدهم النظام الظالم، وحوّلَهم إلى لاجئين ومهجّرين داخل سوريا وخارجها.
10- ويناشد المؤتمر الحكومات العربية والإسلامية، والجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي أن تتحمل مسؤولياتها أمام ما يحدث في سوريا فقد تجاوز النظام الحدود، وبلغ السيل الزبى، وازدادت جرائم النظام بشكل يندى لها الجبين، فقد قتل آلاف الأطفال والشيوخ والنساء، والشباب، واعتدى على الأعراض، وهدمت البيوت، واستعملت أسلحة الشعب بكل أنواعها من الطائرات والدبابات والمدافع والصواريخ والبوارج ضد الشعب فما الذي ينتظره إخواننا العرب والمسلمون؟!. وفي هذا السياق ندعو منظمة الأمم المتحدة لاتخاذ قرار حاسم حول هذا النظام الجائر الذي لا ينفع معه إلا الحسم والقوة، وقد علم الجميع أن المهل التي منحت للنظام من قبل الجامعة العربية، ثم الأمم المتحدة استغلها النظام لمزيد من إراقة الدماء، والتشريد والإجرام.
11- يؤكّد المؤتمر على ضرورة التعامل مع الجهات الإغاثية الموثوقِ بها، وأهمية تنسيق الجهود الإغاثيّة لتصل المساعدات إلى مستحقّيها بطريقة صحيحة، بأقصى سرعة ممكنة.
12- يشكر المؤتمر كلَّ من وقف إلى جانب الشعب السوري في محنته من شعوب وحكومات، ومنظمات رسمية وأهلية وقنوات فضائية ومؤسسات إعلامية، وعلى رأسها تركيا والمملكة العربية السعودية وقطر وتونس وليبيا ومصر، ويدعونها إلى المزيد من الدعم والتأييد، والمؤتمر يؤيِّد، ويثمِّن التوجه الداعم دعما ماديا ومعنويا للشعب السوري، ويطالب بتسليح الجيش السوري الحر، والحرص على توحيد جميع المسلحين ليكونوا صفا واحداً.
13- يشكر المؤتمر الشعوب والدول التي آوت اللاجئين، ويخصّ بالذكر تركيا والأردن ولبنان، ويسأل الله تعالى أن يحفظها من كل سوء . ويدعو الدول الساكتة والمتخاذلة إلى إبراء ذمّتها أمام الله تعالى، ثمّ أمام شعوبها والتاريخ ..
14- يندّد المؤتمر بمواقف الدول والمنظمات والأحزاب التي لا تزال تؤيّد النظام السوري الظالم، وتمدّه بالمال والسلاح، وترسل له القتلة المأجورين، كروسيا والصين وإيران وما يسمى (حزب الله) (ومنظمة بدر) (وجيش المهدي) وغيرهم.. ويحذرهم بأنّ الشعب السوري لن يغفر لهم إجرامهم بحقّه، وأن الشعوب المسلمة تزداد كراهيتها لمواقفهم المشينة.
15- يدعو المؤتمر الشعوب العربية والإسلامية، والشعوب الصديقة إلى التحرك والتفاعل السلمي للتعبير عن غضبتها تجاه المذابح التي تجري للشعب السوري، ويدعوها للضغط على حكوماتها من خلال الاعتصام والمظاهرات السلمية، واتخاذ المواقف الإيجابية الفاعلة، كي تتحمل المسؤولية وتقف من النظام السوري الظالم الجائر موقفاً حازماً وشجاعاً، ليكفّ عن قتل الشعب المسالم، المطالب بالحرية والعدالة والكرامة.
16- يؤكد المؤتمر على أن الثورة السورية قد فضحت هذا النظام المجرم في ادعائه نصرة القضية الفلسطينية، وأسقطت قناع الممانعة والمقاومة الذي يتستر خلفه في الظاهر، ويستغله لتسويغ قتل شعبه وإهدار كرامته ومقدراته.
17- يحذّر المؤتمر من خطورة المخطّط الطائفي الذي يستغل المذهبية، ويثير الطائفية، ويعمل على مدّ نفوذه في عدد من الدول العربيّة والإسلاميّة ويسعى إلى تمزيق جسد الأمّة، ونشر الفتن والاضطرابات، ويقف مع نظام القتلة في سورية بكلّ قوّته وإمكاناته.
18- إنّ الأمّة العربيّة والإسلاميّة شعوباً وحكّاماً مدعوّون اليوم للوقوف بكلّ طاقاتهم وإمكاناتهم، لدعم الثورة السورية المجيدة، ثورة الحقّ والحرّيّة والكرامة، بل هذا واجبهم الشرعي والوطني والإنساني.
19- يدعو المؤتمر الأمة الإسلامية عموماً والشعب السوري خصوصاً إلى الثقة بنصر الله وعونه وتأييده، فهو ناصر المستضعفين وقاهر الجبارين. {وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا}. {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ. بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ.}. { وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ}. وقال تعالى:{الذين طغوا في البلاد. فأكثروا فيها الفساد. فصب عليهم ربك سوط عذاب. إن ربك لبالمرصاد}وقال تعالى:{ولينصرن الله من ينصره، إن الله لقوي عزيز}.
هذا وقد أصدر المؤتمر عدة قرارات وتوصيات وفتاوى ورسائل ونتائج ورش العمل كما يلي:
أولاً القرارات:
1- تشكيل هيئة من كبار العلماء والمفكرين بالتعاون مع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين للقيام بزيارات للمسؤولين في العالم العربي والإسلامي لدعم قضية الشعب السوري.
2- إنشاء مجموعات عمل مشتركة مع العلماء والدعاة في البلاد العربية والإسلامية تحت مسمى (أنصار الشعب السوري) للتعاون على نصرته في كل مجال.
3- تشكيل هيئة شعبية دائمة من الحاضرين لنصرة الشعب السوري، ومن جميع الجوانب الإغاثية والإعلامية والاجتماعية، ويعتبر كل الأعضاء الذين حضروا المؤتمر أعضاء في هذه الهيئة.
4- تشكيل لجنة لمتابعة القرارات والتوصيات الصادرة عن المؤتمر، من الأمين العام للاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، والأمين العام لرابطة العلماء السوريين، وبعض الشخصيات الفاعلة.
5 – تشكيل هيئة من العلماء السوريين للتنسيق مع المجلس الوطني، ويدعو المؤتمر جميع فصائل المعارضة إلى التعاون والتعامل معها.
ثانياً التوصيات:
1 – ضرورة تقديم الدعم الشامل ماديا ومعنوياً وعسكرياً للشعب السوري لإنجاح ثورته العادلة.
2 – وضع خطة عمل إعلامية شاملة لتعريف العالم بمأساة الشعب السوري ومعاناته وتوضيح عدالة قضيته ومشروعية أهدافه من ثورته.
3- يؤكد المؤتمرون أن الأمة الإسلامية واحدة، ويجب على كل عضو فيها أن يتعاطف مع إخوانه المستضعفين في كل مكان يبتلون بالظلم والعدوان، تحقيقا للأخوة الإسلامية التي عقدها الله بينهم، فالمسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يسلمه.
4- التنسيق بين المنظمات الإغاثية والخيرية، ومنظمات الهلال الأحمر، والصليب الأحمر، والهيئات العاملة لنصرة الشعب السوري، وذلك من خلال تشكيل لجنة عليا موحَّدة.
5- تشكيل لجنة موحَّدة من العلماء والمفكرين في كل دولة لنصرة القضية السورية إعلامياً وإغاثياً وسياسياً.
6- تشكيل هيئة من المحامين والخبراء في القانون الدولي لمحاكمة بشار الأسد وأعوانه لارتكابهم جرائم ضد الإنسانية.
7- مطالبة المعارضة السورية بمختلف أطيافها بتوحيد صفوفها، ولم شملها تحت مظلة المجلس الوطني السوري من خلال خطة استراتيجية تشمل متطلبات الثورة حاضراً ومستقبلاً.
8- دعوة وزارات الأوقاف وإدارات المساجد والمراكز الإسلامية والجهات ذات العلاقة لتوجيه خطباء المساجد لشرح مأساة الشعب السوري وظروف ثورته ووجوب نصرته.
9- مطالبة العلماء بزيارة اللاجئين السوريين في تركيا، والأردن، ولبنان، والعراق بشكل دروي، لتوجيههم، وتقوية معنوياتهم، والوقوف على أحوالهم.
10- تخصيص يوم الجمعة القادم 6/7/2012) جمعة النصرة للشعب السوري يشترك فيها الخطباء والإعلاميون، وغيرهم كل في مجال عمله من الدعاء والدعم المادي والمعنوي، وتخصيص ليالي رمضان للقنوت والدعاء لنصرة الشعب السوري.
11- ترجمة مواقع الثورة السورية إلى لغات الشعوب الإسلامية والعالمية.
12- الدعوة إلى مقاطعة الدول المساندة للنظام السوري الجائر الظالم مقاطعة اقتصادية وسياسية وتجارية.
ثالثاً الفتاوى:
أصدر العلماء الذين حضروا المؤتمر الفتاوى الآتية:
1- يجب الوقوف مع الثورة لأنها ثورة الحق ضد الباطل، والعدل ضد الظلم، وهي ضد النظام الجائر المجرم في سورية، وذلك للأدلة الكثيرة التي تدل على وجوب نصرة المظلوم، ودحر الظالم القاتل، منها قوله تعالى: {وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر} سورة التوبة. وقوله تعالى:{وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} سورة المائدة. وفي القرآن الكريم والسنة المطهرة عشرات، بل مئات من الآيات الكريمة، والأحاديث الشريفة على وجوب النصرة، والولاء للمؤمنين، ودرء الظلم عنهم، وأنهم يد واحدة، وجسد واحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. ومن هنا فنصرة المظلومين والمستضعفين فريضة شرعية، وضرورة أكد عليها جميع الشرائع السماوية والقوانين الدولية، بل شرع الجهاد لأجلهم، فقال تعالى: {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا، وإن الله على نصرهم لقدير. الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله..} سورة الحج.
كما عاتب الله تعالى من لم يقف بالجهاد لأجل إنقاذ المستضعفين، فقال تعالى: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا} سورة النساء.
2- يجب على المسلمين أيضاً بمن فيهم أولو الأمر منهم أن يبذلوا كل ما في وسعهم من المال والسلاح لإنقاذ الشعب السوري المظلوم من براثن النظام الجائر القاتل، وذلك بالقيام بنصرة الثورة، ودعم الجيش الحر، والفصائل المقاتلة بالأسلحة الكافية للدفاع عن الشعب وثورته، وعرضه وشرفه، وكذلك يجب القيام بإغاثة اللاجئين والمشردين، والذين دمرت بيوتهم في الداخل، إغاثة شاملة تحقق لهم الحياة الكريمة، فهذا هو مقتضى الأخوة الإسلامية، وواجب النصرة، وهو حق علينا جميعا دون منٍّ ولا أذى.
3 – حرمة دعم النظام الجائر في سوريا مادياً ومعنوياً وعسكرياً وسياسياً، ويدل على هذه الحرمة أدلة كثيرة من الكتاب والسنة، والإجماع على حرمة الوقوف مع الظلمة الطغاة ودعمهم، بل الركون إليهم ولو بالقلب، فقال تعالى: { وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ}.
4 – ضرورة الصدع بالحق، ولا سيما من العلماء الذين هم ورثة الأنبياء، حين أخذ الله منهم العهد والميثاق، ببيان الحق، والصدع بما أمر الله تعالى، وما نهى عنه، حيث يدل على ذلك الكتاب والسنة والإجماع. فلا يجوز لأهل العلم السكوت عن الظلم والباطل، فالساكت عن الحق شيطان أخرس.
5 – حرمة القتل على أساس الهوية، أو الطائفة، حيث إن ذلك محرم قطعاً، فلا يجوز القتل حتى في ساحات الجهاد إلا للمقاتلين والمساندين لهم، أما في غير ساحات القتال فأمر قتل الشخص غير المحارب مهما كان جرمه، يجب أن يلجأ فيه إلى المحاكمة العادلة. وكذلك لا يجوز قتل المسالمين من الرجال، ولا الأطفال، ولا قتل النساء غير المقاتلات. ولذلك نوجه نداءنا إلى الجيش الحر، وإلى جميع المقاتلين في الداخل أن يكون سلاحهم للدفاع عن الوطن، وليس للاعتداء، بل من واجبهم تأمين الأمن للآخرين، وعليهم أن يكونوا قدوةً، ومقتدين برسول الله صلى الله عليه وسلم، وخلفائه الراشدين رضي الله عنهم، في تعاملهم في الحرب مع الأسرى والجرحى.
رابعاً الرسائل:
1 – توجيه رسائل باسم المؤتمر إلى وزارات الخارجية في كل من روسيا والصين وإيران لدعوتها لإعادة النظر في موقفها الداعم للنظام السوري الذي يقتل الشعب ويدمر الوطن.
2 – توجيه رسائل شكر باسم المؤتمر إلى الدول الداعمة للشعب السوري، وحثها على المزيد للتعجيل بإسقاط النظام وإنهاء معاناة الشعب السوري.
3- مطالبة الأمم المتحدة بوضع حد فوري للمهل المتتالية التي تمنح النظام المجرم في سوريا والتي تجعلها شريكة في كل المجازر، والمبادرة الحازمة تجاه النظام لوقف المجازر بحق المدنيين الأبرياء.
4 -توجيه رسالة إلى الأزهر والمؤسسات الدينية بأن تقوم بواجبها الشرعي لدعم القضية السورية.
خامساً نتائج ورش العمل:
قامت لجنة ورش العمل بإعداد آلية منهجية لإدارة الورش اشتملت على تحديد المحاور وآليات عرض مخرجات الورش وآلية تنفيذ الورش وتفعيل مخرجاتها.
كما قامت اللجنة بتعيين مدراء الورش وتحديد أسماء المشاركين فيها ، والإشراف على أدائها
وبحمد لله تعالى كانت الورش ناجحة من حيث تفاعل المشاركين ونوعية المقترحات والأفكار التي تم طرحها ومناقشتها واستخلاص المهم منها
إضافة إلى عناية الورش بآليات العمل التي تهدف إلى تحقيق إنجاز عملي لهذه المخرجات.
وستتولى اللجنة صياغة كل المخرجات وتهذيبها إضافة إلى إعداد الدليل العملي لتفعيل دور العلماء في مختلف دول العالم الإسلامي في نصرة القضية السورية حسب مجالات ورش العمل.
إضافة إلى تشكيل لجنة تحت إشراف الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورابطة العلماء السوريين لاستكمال ومتابعة تلك الإجراءات واتخاذ ما يلزم من الآليات لتحقيقها في الواقع.
أسماء المرشحين للجنة الدائمة لمتابعة مخرجات المؤتمر:
1. د. محمد ياسر المسدي.
2. د. سعد الشهراني
3. الشيح أحمد العمري
4. الشيخ إبراهيم القفاري
5. الشيخ مجد مكي
والحمد لله رب العالمين.
المكتب الإعلامي
إستانبول 13/8/1433هـ الموافق 3/7/2012م