ملخص خطبة الجمعة 4 فبراير 2011 لفضيلة الشيخ علي محيي الدين القره داغي
أيها الاخوة المؤمنون حينما نقرأ القرآن الكريم وحين نسعد بقراءة السنة النبوية المشرفة وسيرته العطرة وسيرة الخلفاء الراشدين يتبين لمن يقرأ بتدبر أنه ليس هناك ما هو عند الله سبحانه وتعالى أعظم من الظلم حتى أن الله سبحانه وتعالى أدخل الشرك في الظلم وجعله مرجية للشرك << إن الشرك لظلم عظيم>>
ومن هنا ترى عشرات الآيات التي تتحدث عن الظلم ومئات الآيات بأساليب مختلفة تتحدث عن العدل وعن القسط فيتكون لدى الانسان المسلم قناعة بأن الكون كله قائم على العدل وأن الله سبحانه وتعالى قد أقام السماوات والأرض على اتلعدل والقسط وأنه سبحانه قد حرم على نفسه الظلم وفي حديث قدسي يرويه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه” يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي فلا تظالموا” ومن هنا يبين الله عاقبة الظالمين في الدنيا من ندامة وذل مثلما أذلوا عباد الله وهو سبحانه يمهل ولا يهمل وانه ليملي للظالم حتى اذا أخذه لم يفلته منذ أن بدأ الظلم على الارض بين البشر والغريب في الامر أن هؤلاء لا يتعظ بعضهم من بعض.
وربما نحن ما كنا نظن أن هؤلاء الطواغيت الذين معهم القوة والمال والناس تصفق لهم بالملايين حتى أن بعضهم يتحصل على 99% من أصوات الناس في الانتخابات زورا وبهتانا واذا بهؤلاء يسقطون أمامنا الواحد تلو الآخر وكان أول من سقط من هؤلاء الطغات في العصر الحديث هو شاه ايران ولم يجد ماوى له حتى من الذين خدمهم لعشرات السنين ممثلا في الامريكان وآخرهم وقبل أيام قليلة زين العابدين بن علي ولكن وللاسف هؤلاء الطغاة لا يتعضون فهم لهم قلوب لا يتعضون بها ولهم آذان لا يسمعون بها ولهم أعين لا يبصرون بها وانما يسمعون ويبصرون ويعون الا للبطانة المستفيدة من استمرارهم وبطشهم وظلمهم والتي تزين لهم الأمور ولذلك فهم سيحشرون معهم << إن فرعون وهمان وجنودهما كانوا خاطئين>> ولذلك نقول بأنه اذا أراد الله بحاكم خيرا اذا أراد الله بأمير خيرا اذا أراد الله برئيس خيرا هيأ لهم بطانة صالحة والعكس صحيح اذا اراد الله بهم سوء قيض لهم بطانة سيئة تأمرهم بالمنكر وتنهاهم عن المعروف وتزين لهم الشيئ على غير حقيقته هذا ما يتعلق بالبطانة وبالك بمن يعمل جاهدا من الحكام الظلمة اليوم لارضاء الكقرة من الأمركان والصهاينة والغرب عموما من أجل بقائه في سدة الحكم فهاهم اليوم من أوائلب من يتخلون عنهم مثل ما وقع لبن علي قبل أيام واليوم يتكرر لمبارك فقد طالبت أغلب هذه الدول عليه أن يتنحى عن الحكم حفاظا على مصالحهم.
أيها الاخوزة المؤنون اقرأوا القرآن الكريم وستجدون بأنه لا يوجد دين في العالم ولا كتاب ولا فكر ومنهج يؤكد على العدل وقيمة العدل وبغض للظلم والظالمين مثل القرآن الكريم ودين الاسلام
كما أن الاسلام قد أكد كذلك على أن هذا الظلم لا يمكن أن يدوم فهو الى زوال وأن للمظلوم دعوة مستجابة كما قال صلى الله عليه وسلم” اتق دعوة المظلوم فانه ليس بينها وبين الله حجاب” وان كان هذا المظلوم غير مسلم فما بالك بدعوات هذه الشعوب المسلمة المظلومة والمقهورة وفي مقدمتهم الدعاة والمصلحين ضد هؤلاء الحكام الظلمة وها هي اليوم تظهر هذه الدعوات ويستجاب لها من الله من خلال السقوط المدوي الهروب لهؤلاء الحكام الظلمة يفرون من البلاد عندما ثارت هذه الشعوب عليهم وأخذت ناصية أمرها بيدها عندما وصلت بها الأمور الى الحد الذي لم تعد قادرة على تحمله فقد فشل هؤلاء الحكام في تأمين العيش الكريم لها في كل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية ولذلك نفذ صبر هذه الشعوب ومنها شعب تونس واليوم شعب مصر الذي يعيش أكثر من 40% من مواطنيه تحت خط الفقر أي ما يعادل دولار واحد في اليوم في حين يرى النتفذين في الحكم واعوانهم يلعبون بالمليارات وقد كان البعض منهم قبل سنوات لا يملك الا شقة بسيطة في احدى عمارات القاهرة أصبح اليوم يملك القصور والحسابات المملوؤة بالملايين في الداخل والخارج.
وإني أيها الاخوة الكرام أدعوا من منبري هذا كل حاكم ظالم لشعبه أن يتعظ ويعود الى الجادة ويرفع ظلمه عيه ويتوب الى الله تعالى لان الله ليمهل الظالم حتى اذا أخذه لم يفلته ولذلك فانه من سنن الله في الظلمة أنهم لا ينتهون الا على أسوء حال حتى لا يذكره أحد بخير فتصورو مثلا لو مات مبارك قبل سنة مثلا لبكى عليه الكثير ولترحموا عليه ولكن انظروا اليوم الملايين من الشعب المصري تنادي برحيله غير مأسوف عليه هذه إذا سنة الله في الظالمين من الحكام وغيرهم.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم” خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم وشرار أئمتكم من تبغضونهم ويبغضونكم تلعنونهم ويلعنونكم”.
أما العدل أيها الاخوة الاحبة فهو أساس العمران والحكم المستقر فهؤلاء الحكام في الغرب واليابان وأمريكا على اي أساس نجحوا وقادو شعوبهم الى القوة الحضارة لقد نجحوا على اساس العدل.
نسأل الله العظيم ورب العرش العظيم أن يحمي مصر وشعب مصر وان يعيد له الامن والاستقرار في ظل حكم عادل لا ظلم فيه ولا فساد.