خلق الله سبحانه وتعالى هذا الانسان وزوده بطاقات داخلية وخارجية في غاية من الاهمية، فهذه الطاقات الداخلية بالذات التي تكمن داخل النفس والروح والقلب والعقل طاقات هائلة لا يمكن وصفها ولايمكن تقديرها الا من قبل رب ال 


أيها الاخوة المؤمنون



خلق الله سبحانه وتعالى هذا الانسان وزوده بطاقات داخلية وخارجية في غاية من الاهمية، فهذه الطاقات الداخلية بالذات التي تكمن داخل النفس والروح والقلب والعقل طاقات هائلة لا يمكن وصفها ولايمكن تقديرها الا من قبل رب العالمين، فهذه الطاقات الهائلة قابلة للخير والشر، كما بينه الله سبحانه وتعالى حيث يقول (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا)، فهي قابلة للخير والشر، وقابلة كذلك للتدمير والتعمير، وقابلة للتقوى والفجور، وقابلة لكل الضدين الذين خلقهما الله سبحانه وتعالى في هذا الكون، بل هذا الكون الذي خلقه الله كذلك على أساس الأمرين المتقابلين الذين يسميان بالزوجبة خير وشر، ونفع وضار، وغير ذلك من الامور المتقابلة، فهذه النفس الانسانية اذا لم تهتدي بنور الايمان، واذا لم تربى بتربية الاسلام والاحسان، واذا لم تروض كذلك بالعبادات، فإنها لا تعرف لنفسها مدى وانما تتجه نحو الشر والتدمير، نحو التفجير والتدمير، بدل ان تتجه تحو الخير والتعمير، وبدل ان تتجه نحو النفع والمنفعة للناس اجمعين، بل ان هذه الطاقات اذا لم تروض بهذه العبادات، واذا لم يجعل لها عنان من خلال الايمان بالله سبحانه وتعالى، والايمان باليوم الاخر، فإن هذه الطاقات تفجر نفسها ايضا فتؤدي الى تفجير الذات وتؤدي الى الانتحار، كما يحدث كثيرا في عالمنا اليوم، فقد صدر تقرير أخير من الامم المتحدة والمنظمات التابعة لها، بأن عدد المنتحرين الذين سجلوا وعرفوا تجاوز مليون شخص خلال ما مضى من هذا العام أي 2012  وليس السبب هو الفقر والجوع، وانما السبب داخلي يعود الى النفس الامارة بالسوء، الى النفس القلقة والمضطربة اذا لم تكن مهتدية بهداية الله سبحانه وتعالى ، ولذلك ليس هناك نعمة اعظم من نعمة الايمان الذي يمن الله سبحانه وتعالى بها، فالله سبحانه وتعالى هدانا لهذا الايمان الداخلي، والخوف من الله، والخوف من الاخرة، هدانا للايمان بالبعث والنشور، واننا مهما فعلنا ومهما كانت القدرة والقوة فإن هناك يوم آخر، ويبدأ هذا اليوم بموت الانسان ثم بعد ذلك تكون نهاية هذا اليوم بقيام الساعة بحشر الناس إما الى الجنة او الى السعير.
يصف الله سبحانه هذه النفس حينما تكون بعيدة عن هداية الله سبحانه وتعالى بما يَذكره الان العلماء، ولاسيما علماء النفس، من حالات الاضطراب وحالات الهلع وحالات الخوف وحالات الانتحار والامراض النفسية التي لا تعد ولا تحصى حتى وصلت تأثير هذه الأمراض في أمريكا وحدها الى ثمانين بالمئة من الأمراض الاخرى التي يعود الى الامراض النفسية والقلق النفس، ويترتب عليها أمراض أخرى الكثيرة، وهذا ما عبر عنه القران الكريم في كثير من الأيات حينما يقول (إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا، إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا، وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا، إِلَّا الْمُصَلِّينَ) فالانسان اذا لم يكن مؤمنا ومصليا ومتوافرا فيه شروط الايمان وظوابطه، لا سيما الايمان بالله وباليوم الآخر، فحينئذ يكون دائما على هلع على قلق واضطراب، وعلى انه لا يمكن أن يشبع لا بالخير ولا بالشر، فيكون جذعا ويائسا، ويكون حينئذ خائفا مترقبا قلقا مضطربا، لا يعرف بأن لهذا الشر والفتنة نهاية، فييأس وحينئذ يرتكب من المنكرات ما لا يرتكبه الانسان العادي، وحتى في حالة الخير لا يكون طبيعيا فيكون ايضا هلعا خائفا، لأنه لا يشبع يخاف من المستقبل الذي قدره الله له بالرزق وكل شئ، فلا يؤمن بهذا الرب الخالق الكريم الرحيم الرؤوف العزيز الذي يدبر للانسان ما هو الأحسن وهو الحافظ والمولى وهو نعم الوكيل.
وهذا حال الذين أيضا من لديهم ايمان، ولكن ليس الايمان المؤثر، الايمان الذي يدفعه الى العمل الصالح، ونحو النفس المطمئنة، والنفس اللوامة على الخير اذا قصر، وعلى الشر اذا وقع فيه.
يفسر معظم ما يحدث من عالمنا اليوم الى عدم وجود هذه الهداية العظيمة لدى هؤلاء البشر، ومن هنا يضطربون ويسيؤن ويتكبرون ويتجبرون ويفعلون ما يشاؤون من جانب شهوات النفس، وكذلك شهوات الجنس، وشهوات المال والانتقام وشهوات الاستهزاء، وغير ذلك كما نشاهدها في عالمنا اليوم.
كانت المعركة الحقيقية للاسلام والقران هي للقضاء على هذه النفس الهلعة، على هذه النفس الجزعة، على هذه النفس التي ليست لها الهداية، فيزوده الله سبحانه وتعالى بنور الهداية ونور الامن والامان، وحينئذ تعرف هذه النفس الاطمئنان في الدنيا وتخاطب حينئذ ب(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً) فبدون الرجوع الى الله لا يمكن هذا الاطمئنان ورضا لا في الدنيا ولا في الاخرة، ولو كان لابن ادم واديان من الذهب لتمنى ان يكون له الثالث أو  أكثر، ولن تشبع نفس الانسانية الا اذا مات، وارتخت الاعضاء، وحينئذ ادخل في القبر، حينئذ سكنت نفسه، وحينئذ يندم هذا الشخص، وتندم هذه النفس، وحينئذ لا ساعة مندم، وليس هذا وقت الندم، او ينفعه الندم، فلا رجوع بعد الموت، فقد أعطى الله سبحانه وتعالى الفرصة الكافية للانسان حتى يعود الى الله والى القران الكريم واذا لم يستفد من هذه الفرصة فلا يلومن الا نفسه .
علاج هذه النفس من قبلنا نحن المسلمين ضمن اولى الاولويات، بأن تكون عنايتنا تماما بعلاج أمراضنا النفسية وامراض القلوب من الكراهية والحقد والحسد وكذلك من النفاق والخراقات والشرك بالله والرياء والنفاق وغير ذلك، وتطهير النفس من شهواتها التي دائما تدعو النفس اليها من شهوات المال وشهوات الجاه وشهوات الانتقام وشهوات الجنس وكل هذه الشهوات، لا بد ان تطهر النفس عنها الا بما اجازه الله وأباحه الله سبحانه وتعالى وهي كثيرة ولكن التفس لا تشبع كما كانت نفس سيدنا أدم سخر الله سبحانه وتعالى له الجنة كلها الا شجرة فأبى إلا أن يأكل منها فنال العقاب وأخرج من الجنة.
ان ما يجري في العالم الغربي من كل هذه المشاكل والاضطرابات ومن كل ما يحدث من الانحرافات والانتحارات من خلال عدم وجود هذه الهداية، أو أنه في بعض الاحيان قد يكون الامر أخطر حينما يقدم ما يسمى الهداية في هداية مشوهة كما هو الحال في الصهيونية البغيضة، وفي الصليبية التي تظهر اليوم، في اليمين المتطرف وتبيح كل شئ في سبيل اشباع رغباتها، هؤلاء حاقدون على الاسلام، وحاقدون على نشر الاسلام في كل مكان في العالم ذاتيا بين عامة الشعب والفلاسفة والمفكرين وبين الممثلين وبين الرجال والنساء، فهؤلاء يريدون الانتقام من خلال أحب الاشخاص علينا على الاطلاق، أحب الينا من نفسنا، وأحب الينا من اولادنا واموالنا واذا لم تكن محبتنا للرسول صلى الله عليه وسلم أكثر من محبتنا لأنفسنا ولأولدانا وأهلنا وأموالنا فلن يكتمل ايماننا ولن نذوق حلاوة الايمان.
هم يحاولون الانتقام من باب اشباع شهوة الانتقام، وهو جزء من هذه الامارة بالسوء التي ليست لها هداية، واذا وجدت الان اسم اسمها المسيحية فإنها قد حرفت عند هؤلاء، وليست هذه المسيحية اليوم، الدين الذي يسمى بالدين المسيحي الذي أنزله الله سبحانه على سيدنا المسيح والا فكيف يدعو سيدنا المسيح الى التثليث والى ان يكون ثلاثة في واحد، وواحد في ثلاثة والى كثير من هرطقات، والى التدمير الذي مارسه المسيحيون، ولا اقول المسيحيون وانما النصارى، لأن نسبتهم الى سيدنا المسيح ليست نسبة صحيحة، وهؤلاء الذين يسمون انفسهم النصارى او المسيحيين لم تبقى لهم علاقة ابدا لا بسيدنا المسيح ولا بدين المسيح، دين التوحيد، فدين التوحيد هو دين الاسلام، وهو التوحيد لله سبحانه وتعالى  فلا يمكن ان تكون هذه الاشياء قد حرفت، وهم يعلمون ذلك من خلال المجمع الثاني بعد مئتين او ثلاثمئة سنة من رفع المسيح حسب عقيدتنا او بصلب المسيح حسب عقيدتهم اجتمعوا وتفرقوا تفرقا كبيرا فبقي بعضهم موحدين والاكثرية الكاسرة وهم اليوم يمثلون المسيحية في معظم بلاد العالم قد حرفوا هذه الديانة تماما.
شهوة الانتقام من المسلمين وشهوة الحقد والحسد هي التي تدفعهم لأن ينالوا من الرسول صلى الله عليه وسلم هذا النيل الذي حقيقة يدمع اعيننا ويجرح قلوبنا ويجعل قلوبنا لا تحس لا بالأمن والأمان ولا بالراحة حينما يكون الرسول صلى الله عليه وسلم يساء اليه هذه الاسائة، ويؤذى من خلال الرسومات من قبل والان ما عمل اليوم بفيلم لما يسمى بالمقاتل في الصحراء ويقصد به الرسول صلى الله عليه وسلم ويساء، حتى ان بعض العقلاء من الغربيين وحتى من المسؤولين في امريكا بأن الفيلم أمر مقرف ومشين لا تقبله النفس الانسانية، ان تصاغ صورة انسان عادي فما بالك بصورة رسول الرحمة للعالمين ان تصاغ بهذه الصورة المعيبة والمؤذية، فحق للمسلمين ان يثوروا واذا لم نثور لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلمن نثور اذا لم تكن محبتنا صادقة له، فهذا واجبنا.
ومع الاسف الشديد شارك في انتاج هذا الفلم بعض الاقباط من المهجر، ولكن اخواننا المسيحيين الاقباط في مصر ادانوا هذا العمل ادانة كبيرة وبرؤوا من هؤلاء، ولكن لابد ان يكون لنا وقفة دائمة ولكن مشكلتنا نحن انه نثور اياما قليلا كما فعلنا مع دانمرك ثم نبرد ولا نستمر، وهم يعرفوننا مما يجعلهم مستمرين في هذه الاعمال،  والمسؤولية تقع اولا على الحكام والوزارات الخارجية من دولنا الاسلامية من خلال سفاراتها ان تكون واعية ولها رسالة.
ان ما يسمى بالحرية في الغرب كلام غير صحيح ولذلك حينما يتعلق الأمر باليهود ليس هناك شئ يسمى بالحرية، ماذا فعلوا بالجارودي – الله يرحمه – هذا الفيلسوف الفرنسي تكلم بالادلة القطعية في التشكيك في كثرة من احرقوا من اليهود، فأدين الرجل، وحكم عليه بالسجن ورغم ان عمره تجاوز الثمانين والقانون الفرنسي يمنع ان يعاقب الانسن بهذه العقوبات في هذا العمر.
وشخص آخر مثل تمثيلا باللحية اليهودية فأدخل السجن وأوذي وعذب ومنع من أي ممارسة سياسية، وذلك ليس الا أن اليهود لهم القوة، اما نحن المسلمين فالذين يمثلوننا سكتوا، ولأول مرة تكلم الرئاسة الجمهورية المصرية في بروكسل بأن النبي صلى الله عليو سلم خط أحمر، وكذلك نسمع من قطر تصريحات جيدة، ولكن هذا لا يكفي من دولة أو دولتين رغم ثقلهما ولكن نريد للأمة الاسلامية أن تثور.
سئلت لما الربيع العربي فقلت لأن الشعب يعيش في واد، والحكام في واد آخر، فنحن نتألم ونحن نعمل والشعب في الشارع يغلي وهؤلاء الحكام ابدا كأن شيئا لم يحدث
فالرئيس بمثابة الرأس في الجسم، وكذلك الخليفة او الملك أو الأمير، والرأس هو بمثابة مصدر الاطلاقات وهو الذي يعطي الاوامر في حال أي خلل في الجسم فالمركز يهيب كل امكانياته واجهزة الجسم لمحاصرة هذا الخلل، فأين هؤلاء من آلام الشعوب، فنحن لا نريد منهم ان يتعاملوا مع الموضوع بل نريد منهم أن يحسوا بما تحس به الامة الاسلامية.
وأخطر من ذلك يأتي اليوم – يوم الجمعة- بابا الفاتيكان الذي اساء الى الرسول صلى الله عليه وسلم في أول محاضرة له فنحن في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وقفنا وقلنا لابد للبابا أن يعتذر، وأوقفنا جميع الحوارات، وجاؤا الينا وقلنا ليس هناك اي حوار قبل الاعتذار، فقالوا البابا معصوم، فقلنا اذا كان البابا معصوم فلم اعتذر لليهود ولماذا غير البابا السابق وهو ايضا وقد اصدرتم بالاجماع على براءة دم المسيح من اليهود مع العلم لن عقيدة المسيح قد بنيت على صلب المسيح من قبل اليهود في اكثر من 1500 سنة 
لذا طالبنا البابا بالاعتذار للمسلمين فيما قاله في حق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الذي جرئهم اساسا عى الاسائة، وكذلك طالبناهم بالاعتذار على ابادتهم للمسلمين في الاندلس فقد عاش المسلمون في اندلس في 800 سنة ثم ابيدوا تماما
واليوم سيوقع البابا على الرسالة او الوثيقة الرسولية وفيها تحريض للمسيحيين وتحذير من الاسلام وفيه تدخل كبير في السياسة، وردينا عليهم في بيان بأنك اي البابا تمنع الاسلام السياسي وفي نفس الوقت تمارس المسيحية السياسية في اوسع ابوابها فلماذا حلال لك، ودينك يمنعك من السياسة، وحرام علينا وديننا دين شامل لكل جوانب الحياة.
اذا القضية هي قضية منطق القوة وليست قوة المنطق فتعاملهم يأتي من منطلق القوة ونحن مستضعفون ولكننا نتفائل من خلال هذه الثورات ان تعود الريادة والقيادة الى أمتنا الاسلامية مرة أخرى ليكون لها الكلمة وحق الدفاع عن النفس فنن أمة سالمة ومسلمة ولكن لا نقبل الاعتداء ايضا وهذه هي التريية التي يجب أن نسير عليها.
الخطبة الثانية
أيها الإخوة المؤمنون
 مع كل ما يعمل بهذه الامة فلا يجوز لنا ان نعالج الخطيئة بالخطية أو الجريمة بالجريمة ولا أن نعتدي على أي شخص (ولا تزر وازرة وزر أخرى)  فالله سبحانه وتعالى أمرنا بألا نحاسب و نعتدي الا من اعتدى علينا، فلا يجوز قتل السفراء لأنهم رسل ومعاهدون، ولا يجوز قتل الرسل والمعاهد والسفير حتى المرتد فالرسول لم يقتل رسل مسيلمة الكذاب، ولا يجوز ان يكون مظاهراتنا اعتداءا على اموالنا العامة في دولنا او تخريبا بل يجب ان تكون اعتصاماتنا سلمية تدل على كراهيتنا على هذه المسألة واننا نعطي رسالة قوية للغرب والشرق ولكن رسالة متحضرة فهذا هو قيمة الاسلام وهذا هو ما ربانا الاسلام والرسول صلى الله عليه وسلم عليه واليوم نعمل مسيرة واعتصام في جامع عمر بن الخطاب بعد الصلاة مباشرة لأمتنا الاسلامية .