الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد الهادي الأمين ، وعلى آله الأطهار الطيبين ، وصحابته الغرّ الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين و بعد :

 

  فإن الخطوات العملية للاقتصاد الإسلامي تسير بخطى حثيثة في مختلف المجالات والأنشطة الاقتصادية ، حيث تحققت مجموعة من الانجازات العملية في مجال المصارف الإسلامية والشركات الاستثمارية ، وتطورت آليات البنوك الإسلامية وأدواتها الاستثمارية ، وظهرت منتجات جديدة في مجال الصكوك الإسلامية ، والمحافظ الاستثمارية ، ولكن الخطوات التطويرية قد تأخرت نوعاً ما في مجال التأمين الإسلامي عن مثيلاتها في مجالات البنوك والاستثمارات الإسلامية .

  ولذلك نرى من الضروري بذل العناية القصوى في مجال التامين لتأصيل مبادئه ، وقواعده ومسائله وجزئياته للوصول إلى التطوير المناسب لهذا المجال الحيوي من مجالات الاقتصاد الإسلامي .

  ولذلك نرى أن هذه الحلقة النقاشية التي تقوم بها شركة التأمين التكافلي حول مجموعة من المبادئ الأساسية للتأمين تعتبر بداية للعمل الجاد نحو التأصيل والتطوير .

  ونحن في هذا البحث المتواضع حاولنا إلقاء الضوء على قاعدة النسبية (أو التخفيض النسبي) من حيث التعريف بها ، ومجالاتها ، وشروط تطبيقها ، ومبرراتها ، واختلاف القانونيين فيها ، وبدائلها في الفرع الأول ، في حين خصصنا الفرع الثاني لتأصيل القاعدة النسبية في التأمين التعاوني داعياً الله تعالى أن أكون قد وفقت فيما أصبو إليه ، وأن يحقق عملي هذا الغرض المنشود منه ، وان يجعل أعمالي خالصة لوجهه الكريم ، ويعصمنا عن الخطأ  والزلل في العقيدة والقول والعمل ، فهو حسبي ومولاي ، فنعم المولى ونعم النصير .

                                                       كتبه الفقير إلى ربه

علي بن محيى الدين القره داغي

الدوحة غرة ربيع الثاني 1425هـ