ثالثاً : الاستنساخ من منظور الفقه الاسلامي

تعريف الاستنساخ لغة واصطلاحاً :

لغة : مصدر استنسخ أي طلب النسخ فقال تعالى : (إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)[1] ، والنسخ في اللغة له عدة معان منها النقل ، والإزالة ، فيقال : نسخت الكتاب أي نقلته من الكتاب إلى الورق ، وكتب القاضي نسختين لحكمه أي كتابين لحكمه ، وتناسخ الأزمنة والقرون أي تتابعها وتداولها[2] .

والاستنساخ Cloning أي التنسيل[3] في الاصطلاح العلمي والطبي هو : توليد كائن حيّ أو أكثر ، إما بنقل النواة من خلية جسدية إلى بييضة منزوعة النواة ، وإما بتشطير ببيضة مخصبة في مرحلة تسبق تمايز الأنسجة ، والأعضاء[4] .

وقد لخص لنا الدكتور أحمد رجائي الجندي في عرضه للبحوث المقدمة إلى مجمع الفقه الإسلامي الدولي تعريف الاستنساخ ، فبيّن أن جميع الأطباء متفقون على أنه عبارة عن نقل نواة خلية مخصبة ـ أي تحتوي على 46 كروموسوماً ـ مكان نواة بييضة ـ أي تحتوي على 23 كرموسوماًـ إلاّ أن تطبيق ذلك عملياً أمر في غاية من الصعوبة ، ويحتاج إلى تقنيات متقدمة ومعلومات كثيرة[5] .

مرتكزات الاستنساخ وتأريخه :

لمزيد من التبسيط نذكر المرتكزات العلمية التي يقوم عليها الاستنساخ وهي :

1ـ الخلية :

جرت سنة الله تعالى في أن يتكون جسم الكائنات الحية من خلايا بمثابة مكونات البناء من الحجارة وغيرها ، وهذه الخلايا زوجية ، كما يقول الله تعالى : (سُبْحَـٰنَ ٱلَّذِى خَلَق ٱلأَْزْوَٰجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ ٱلأَْرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لاَ يَعْلَمُونَ)[6] .

وجرت سنته أيضاً بأن تكون بداخل كل خلية نواة هي سر النشاط الحياتي للخلية ، ويحيط بالنواة غشاء نووي محتوية على شبكة مكونة من 46 كروموسوماً أي شريطاً له لون صبغي قاتم ، ولذلك يسمى : الصبغيات ، التي تمثل الصفات الوراثية ، وما بين النواة وجدار الخلية مليء بالسائل الخلوي (السيتوبلازما) وتتكاثر الخلية بالانقسام.

2ـ الخلية الجنسية :

هي المني الذي تفرزه الخصية ، والبييضة التي يفرزها المبيض ، وهذه الخلية لها خاصية تتمثل في أنها في انقساهما الأخير لا ينشطر إلى نصفين مثل الشريط الكروموسومي بل تبقى الأجسام الصبغية سليمة ، ويذهب نصفها ليكون نواة خلية ، والنصف الآخر ليكون نواة خلية أخرى ، فتكون نواة الخلية الجديدة مشتملة على 23 كرموسوماً فرداً ، فإذا لقحت بييضة بحيوان منوي فهذا يعني أن النواتين التحمتا في نواة واحدة فكونت 23 زوجاً ، 23 فرداً من الحيوان المنوي ، و 23 فرداً من البييضة[7] .

تأريخ الاستنساخ :

إن الاستنساخ أنواع ـ كما سيأتي ـ ولكن الاستنساخ الجديد الذي حدث للنعجة (دوللي) والذي يراد أن يستنسخ به الإنسان فهو يعتمد على غير الخلايا الجنسية ، ولا على الطريقة الفطرية للتكاثر الحيواني ، بل يعتمد على أخذ خلية كاملة من الحيوان ، ثم توليد حيوان من نفس الجنس والنوع.

وقد استخدم العالم الزراعي هوبرت ويبر مصطلح Cloning لأول مرة عام 1903 في المجموعة المتكونة من التكاثر لفرد سابق ، ثم استعمل بمعنى استنساخ نباتات من خلية واحدة إما عادية أو مهندسة وراثياً .

وهو ما يندرج تحت تقنية زراعة الخلايا والأنسجة النباتية ، حيث استطاع العلماء إنتاج أصناف نباتية جديدة .

ثم تطور مفهوم الاستنساخ ليطلق على الاستنساخ الجيني للمادة الوراثية من خلال الخلايا النباتية والحيوانية[8] .

وهذا التطور جاء من خلال تطور علم البيولوجيا ، حيث سمى بالثورة البيولوجية العظمى ، وكان الاستنساخ أحد أهم فروعه ، وأحد المجالات الأساسية للهندسة الوراثية التي تتحكم في الإماكانات الوراثية للكائنات الحية .

وكان أول محاولة للاستنساخ الحيواني هو ماقام به العالمان البريطانيان (ربورت بريجز ، وتوماس كينج) في عام 1952م حيث تمكنا من زرع خلية جينية للضفادع في مرحلة البلاستولا في بويضة غير مخصبة بعد أن انتزعت نواتها[9] .

وفي عام 1953م اكتشف العالمان (واتسون) و (كريك) البنية الحقية لتركيبة مادة DNA التي تخضع لجميع أوامر خالقها في الالتزام بمواثيق توجيه النشأ للخلايا : صفاتها ، وخصائصها ، أنزيماتها ، ووظائفها .

ثم قام العالم جون كيردن في عام 1962م في جامعة أكسفورد بإجراء محاولته الأولى على الضفادع ، وفي سنة 1993 بدأت المحاولات على الإنسان في أمريكا على يدي ستنمان ، ودهول ، ، ثم تم تطبيق هذه التجربة في عام 1997 في ولاية أوريجون الأمريكية على أجنة القرود ، فنجحت في استنساخ توأم لقرد الريزوس بطريقة نسخ الأجنة ، أو الاستنساخ الجنسي ، حيث سمي التوأمان : نيتي ، وديتو وهي طريقة تختلف عن طريقة استنساخ نعجة دوللي[10] .

وفي 27/2/1997 أعلن العالمين الاسكتلنديين (إيان ويلموت) و (دكيث كامبل) بصحبة فريق من علماء معهد روزلين عن ميلاد النعجة (دوللي)[11] بطريقة الاستنساخ بطريقة زراعة النواة الجسدية في بييضة منزوعة النواة .

والجديد المثير في هذا النوع أنه أخذ عن طريق الخلية ، أو الاستنساخ الجيني فهو موجود منذ القرن العشرين لتحسن نسل المواشي عن طريق التلقيح الصناعي داخل الرحم أو خارجه .

كما أن الاستنساخ بمعنى طريق التكاثر وانقسام الخلية أمر قديم جداً ، وهو جزء من الطبيعة التي خلقها الله تعالى ، فمثلاً الأميمات وحيدة الخلية تتكاثر بالاستنساخ ، وبعض الحيوانات مثل رفايوس البحر يتكاثر بالاستنساخ ، لذلك فإن الجانب التأريخي مرتبط بتحديد معنى الاستنساخ ، ومن هنا لا ينبغي أن يعتبر البعض الاعلان عن النعجة دوللي بداية لتأريخ الاستنساخ ، لأنه غير صحيح من الناحية العملية فضلاً عن كونه منحى ذا نزعة إقصائية تقوم على أساس الاستبعاد والتجاهل لجهود العلماء السابقين وتهميشها[12] .

كما أن جهود العلماء المعاصرين على الرغم من تطورها لكنها لا زالت في بداية الطريق أمام أسرار النفس ، حيث يقول البروفيسور الفرنسي دانيال كوهن في عام 1993 بعد أن توصل إلى وضع خارطة العوامل الوراثية للإنسان : (ما يمكننا قراءته واستيعابه علمياً حتى الآن يقدر نسبته بـ 1% من الـ DNA أما ما هو فعال في جسم الإنسان فيقدر بين 5-10% فقط والباقي قيد الفرضيات)[13] .

وأخيراً في عام 2001م تمكن العلماء في أمريكا بعد تجارب كثيرة ونفقات باهظة تقدر بالمليارات من الدولارات من اكتشاف الخريطة العامة المفصلة لعالم الجينات وأدوارها العامة .

أنواع الاستنساخ (clonig) مع بيان حكم كل نوع :

للاستنساخ ثلاثة أنواع وهي :

النوع الأول : الاستساخ العادي ، أو الجيني والحيواني ، وهو زرع خلية جسمية (تحتوي على 46 كروموسوماً) مكان نواة منتزعة من البييضة ، ليتولى السيتوبلازم المحيط بالنواة الجديدة حثها على الانقسام والتنامي من طور إلى طور من أطوار الجنين ، للحصول على عدد من النسخ طبق الأصل من حيوان ، أو إنسان بدون حاجة إلى تلاقح خلايا جنينية ذكرية وأنثوية[14] .

اعلى الصفحة

فهذا النوع لا يعتمد على الخلايا الجنينية ، وإنما يكون بوضع نواة خلية داخل غلاف بويضة منزوعة النواة ، وتحوّل الخلية الناتجة إلى جنين هو نسخة إرثية تكاد تكون طبق الأصل من صاحب الخلية الجسدية من حيث الأنسجة والأعضاء والأجهزة في الشكل ، أما الصفات الأخرى النفسية والعقلية والسلوكية ونحوها فتتأثر بالأم الحاضنة ، والبيئة التي تنشأ فيها ، ولكنها لم يتم إيقاف ذلك أو نفيه علمياً .

ويمكن أخذ هذه الخلية من أي موضع من حيوان او إنسان من الضرع من اللحم ، من الشعر ، من الدم …..

وهذه الطريقة تتم دون حاجة إلى المعاشرة الجنسية ، والحيوان المنوي والبييضة ، بل تعتمد على نقل نواة البييضة غير الملقحة بالأشعة ، وزراعة نواة خلية جسدية مكانها ، وبعد حثها ـ كهربائياً ـ على الانقسام تتم إعادتها إلى أم متقبلة فتنمو ، وتؤدي إلى تكوين جنين .

وكانت أول تجربة لهذه الطريقة هي في عام 1952 ثم في عام 1962 ـ كما سبق ـ حيث تمكن من استنساخ ضفادع ، ثم جرى تطبيقه على أجنة الفئران .

ولكن أهم خطوة مطورة ناجحة في هذا المجال كانت في عام 1997 من خلال استنساخ النعجة (دوللي) على يدي العالمين الاسكتلنديين (أيان ، وكيث) في معهد رزولين في اسكتلنده ، حيث تمت عملية استنساخها من خلية ثدي شاة عمرها ست سنوات ، حيث تمت التجربة على 277 خلية مندمجة نجحت فقط 29 خلية بدأت في النمو في المعمل وثم زرعها جميعاً ، ثم ثبتت منها 13 فقط في ارحام النعاج ، واستمر منها العمل ثلاث سنوات فقط ثم اجهضت اثنتان وماتتا ، وبقيت الثالثة التي سميت بـ (دوللي) وقد تكلف إنتاجها 700.000.00 دولار ، أي انها جاءت بعد 277 تجربة وبهذه التكاليف الباهضة .

خطوات التجربة :

1. أخذ نواة خلية جسدية كاملة (أي 46 كروموزوماً) من ضرع نعجة كان عمرها ست سنوات .

2. الحصول على بييضة النعجة مع سحب نواتها وقتلها بالأشعة ، لتصبح هذه النعجة حاضنة .

3. وضع نواة الخلية في البييضة السابقة ، مع ترك المجال للجزئيات المنشطة لتنشيط الجينات وحثها لتبدأ البييضة بالانقسام الطبيعي أي انقسامها إلى 2 ، ثم إلى 4 ثم إلى 8 وهكذا .

4. بعد نجاح أربعة ، أو خمسة انقسامات خلوية يتم نقلها إلى رحم أم مستقبلة ، ومهيأة فسيولوجياً ، وحينئذٍ تترك لتمر بأطوارها العادية إلى أن تتم ولادتها[15] ، وبعد 277 تجربة نجحت تجربة واحدة وهي تجربة (دوللي) .

والنعجة دوللي قد أخذت كل شبهها الخلقي من النعجة التي أخذت منها الخلية ، وأما النعجة الأخرى التي هي صاحبة البييضة والحاضنة فهي مجرد حامل لها فقط ، لأن بييضتها قد انتزعت منها جميع نواتها وقتلت وبذلك أعدمت جميع خواص الأم وصفاتها الوراثية[16] .

وعلى ضوء التجارب الناجحة في استنساخ أجنة الحيوان فإن استنساخ الإنسان لم يعد مستحيلاً ، ولكنه لم يتم ذلك إلى اليوم ، وإن ادعت طبيبة (من الطائفة المؤمنة بالتناسخ) أنها نجحت في استنساخ توأمين ، فأعلنت في عام 2003 أنها ستعرضهما خلال اسبوعين ولكنها أختفت تماماً ولم يصدقها أهل العلم .

حكم الاستنساخ الجيني العادي :

يختلف حكم الاستنساخ من حيث الحل والحرمة باعتبار محله حيواناً أو إنساناً ، لذلك نذكر أهم الفوائد والمضار لكل واحد منها ، لننتهي إلى حكمه .

أما استنساخ النباتات والأشجار فلا يدخل في موضوع بحثنا ، حيث كان الاستنساخ في هذا المجال بسيطاً غير معقد ، حيث كان يتم ذلك عن طريق أخذ جزء من الشجرة ، ثم زرعها لتصبح شجرة .

ودخلت اليوم التقنيات المعاصرة في تطوير النباتات وتلقيحها ، وإدخال بعضها في بعض .

1ـ فوائد الاستنساخ العادي للحيوان ومضاره ومخاطره :

أ ـ فوائده ومنافعه :

لقد ذكر المتحمسون من العلماء للاستنساخ الحيواني الفوائد الآتية للاستنساخ العادي :

1. إيجاد سلالات من الحيوانات ذات صفات عالية الجودة ، من حيث الإنتاج والمواصفات القوية النافعة .

2. الحفاظ على أنواع من الحيوانات التي تتعرض للانقراض أو إيجاد مثلها إذا انقرضت .

3. استخدامه في رزاعة الأعضاء ، وذلك باستزراع بعض الجينات الخاصة بالأعضاء في أغنام أثناء تكوينها الجيني ، فتتكون حيوانات حاملة لأعضاء يمكن نقلها إلى الإنسان ، وهذه العملية تحتاج أيضاً إلى تقنيات متطورة جداً[17] .

4. تنمية الحيوانات وتكاثرها .

اعلى الصفحة

ب ـ مضاره ومفاسده ومخاطره :

هناك مضار ومخاطر كبيرة لاستنساخ الحيوان يمكن ان نذكر منها ما يأتي :

1. إنه استحداث لطريقة شاذة للتنسيل ، وتغيير لخلق الله الذي خلق الحيوان بطريقته العادية ، وهذا ما وعد به الشيطان ، وهدد به بني آدم فقال تعالى : (وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَـٰناً مَّرِيداً * لَّعَنَهُ ٱللَّهُ وَقَالَ لأََتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً وَلاَُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلأََمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ ءَاذَانَ ٱلأَْنْعَـٰمِ وَلأََمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ ٱللَّهِ وَمَن يَتَّخِذِ ٱلشَّيْطَـٰنَ وَلِيّاً مِّن دُونِ ٱللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمْ ٱلشَّيْطَـٰنُ إِلاَّ غُرُوراً)[18] .

2. تلاعب بالخلايا والجينات ، ولا يعلم خطورة آثاره إلاّ الله تعالى ، وقد رأينا آثار بعض التلاعب في امراض خطيرة متمثلة في جنون البقر ، وأمراض أخرى ، إضافة إلى زيادة الاصابات بالسرطان في عصرنا الحاضر بسبب التلاعب في DNA .

حكم الاستنساخ العادي للحيوان[19] :

والذي يظهر لي رجحانه هو حرمة الاستنساخ للحيوان لما فيه تغيير لخلق الله في الحيوان ، واعتداء على حرمته واحتمال مخاطر كثيرة ، وأنه لا يجوز إلاّ إذا ثبتت منافعه فعلاً دون حصول أي مضرة لا بالبيئة ، ولا بالحيوان ، ولا بالإنسان ، أما إذا ثبتت منافعه دون مضار كبيرة فهذا جائز ، لأن كل ما في هذا الكون مسخر للإنسان ، حيث دلت على هذا آيات كثيرة منها قوله تعالى : (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَمَا فِى ٱلأَْرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لأََيَـٰتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)[20] وقال تعالى مبيناً جملة من نعمه فقال : (وَٱلأَْنْعَـٰمَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَـٰفِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَىٰ بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَـٰلِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ ٱلأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ وَٱلْخَيْلَ وَٱلْبِغَالَ وَٱلْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ وَعَلَى ٱللَّهِ قَصْدُ ٱلسَّبِيلِ وَمِنْهَا جَآئِرٌ وَلَوْ شَآءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ هُوَ ٱلَّذِىۤ أَنْزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ مَآءً لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ يُنبِتُ لَكُمْ بِهِ ٱلزَّرْعَ وَٱلزَّيْتُونَ وَٱلنَّخِيلَ وَٱلأَعْنَـٰبَ وَمِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِ إِنَّ فِى ذَلِكَ لأََيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلَّيْلَ وَٱلْنَّهَارَ وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ وَٱلْنُّجُومُ مُسَخَّرَٰتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِى ذَلِكَ لأَيَـٰتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ وَمَ