بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الاخوة المؤمنون
اذا نظرنا الى أحوال امتنا الاسلامية خلال القرون الاخيرة، لوجدنا ان اكبر مرض اصاب هذه الامة، واكبر داء نال منها، هو الفرقة والتفرق، سواء كان هذا التفرق على مستوى الشعوب من خلال التفرقة ومن خلال القوميات او الافكار والاحزاب والمرجعيات التي لم تكن على اساس كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
وحينما تفرقت الامة، حينئذ زالت قوتها، وطمع فيها اعدائها، وقسم الاعداء تركت الرجل المريض المقصود به الدولة العثمانية، وحينما وزعوا مزقونا كذلك، سواء كان ها التمزيق على اسس القوميات، او على اسس جغرافية، او غير ذلك، فتفرقت هذه الامة احزابا وشيعا، وحينذئذ سهلت السيطرة عليها، واستطاع المحتلون ان يحتلوا بلادنا وديارنا عشرات السنين، بل وصل الاحتلال في بعض الدول اكثر من مئتي سنة، بل في بعض الدول كما في ماليزيا وغيرها حوالي اربعمئة سنة، وحينما عادت الروح الجهادية، والروح الاسلامية، الى هذه الام، استطاعت ان تتخلص من الاستعمار، ولكنها مع الاسف الشديد تأثرت بالتيارات والافكار التي فرقت الامة على مجموعة من الاسسس والمرجعيات.
واليوم في ظل هذه الثورات العربية الذي اعادت لهذه الامة روحها وكرامتها وحريتها، نرى ان هذه الامة لا تختار- والحمد لله – الا الاسلام، الذي هو حقا رحمة لها، ورحمة كذلك للعالمين اجمع، وظهرت النتائج المبشرة بالخير، ولكن اذا ظلت هذه المؤشرات على اسس نظرية فقط، حينئذ لا يمكن ان تحقق نتائج هذه الثورات ومقاصدها من تحقيق القوة والعزة والكرامة، ومن اهم وسائل القوة عقلا وشرعا وطبعا، لا يختلف فيها اثنان، هي الوحدة، فالفرقة عذاب والفرقة ضعف، والفرقة سياسة الاستعمار دائما، وسياسة المحتلين، وسياسة اعداء الاسلام والمسلمين من خلال هذا الشعار، فرق تسد، وحينما تكون الامة موحدة، تكون محصنة، تكون قوية، وهذا ما اشار اليها القران الكريم في آيات كثيرة، في مئات آيات، بين الله سبحانه وتعالى لنا وحدة هذه الامة على توحيد هذا الدين لله سبحانه وتعالى، تنطلق الوحدة دينيا وعقديا من توحيد الله سبحانه وتعالى، من ايماننا وعقيدتنا بوحدة الله سبحانه وتعالى، لنصل من خلال توحيد الدين وتوحيد الشعائر، وتوحيد القبلة، وتوحيد الاركان والاحكام الى توحيد الامة في برامجها ومناهجها، وهذا ما اشار وذكره القران الكريم حينما بين “واطيعوا الله ورسوله ولا تنازعزا فتفشلوا وتذهب ريحكم “، فعند المنازعة والفرقة تكون هناك نتيجتان: النتيجة الاولى: الفشل، والقران الكريم لم يتحدث عن فشل سياسي فقط، ولا عن فشل اقتصادي فحسب، وانما عمم هذه المسألة، أي أنكم حينما تختلفون وحينما تتنازعون وحينما تتفرقون فتفشلوا في كل شئ، تفشلوا في السياسة، وتفشلوا في مقاومة الاعداء، وتفشلوا في الاقتصاد، وتفشلوا في الابداع والتطوير والتقدم والحضارة، وهذه حقيقة، هذه الامة حينما كانت واحدة كانت قوية، تخاف منها الاعداء، بل تهاب منها الاعداء وحينما تفرقت أصبح الاعداء سادة هذه الامة وقادتها، وهم الذين يسيرون أمورها، أموالنا وأرضنا وديارنا كانت بايديهم، ولازالت بعض الاجزاء بأيديهم، وربما لازالت التوجيه والتحريك بأيديه.
كانت الامة قوية عزيزة، لم تكن خاضعة لأي جهة من الجهات، بل حينما يجد من أعداء المسلمين من تسول له نفسه لأعتداء على امرأة واحدة، وتنادي وتقول: وامعتصماه، وامعتصماه، فيجيش المعتصم جيشا كبيرا للعمورية، فيحرر هذا البلد بالكامل، ويحرر هذه المراة، ويأدب امبراطور الروم تأديبا لن ينساه أبدا، وهكذا فعل هارون الرشيد، وهكذا فعل صلاح الدين حينما وحد الامة، وحينما كانت الامة الاسلامية مفرقة بين الخلافة العباسية في بغداد وخلافة عبيدية ولا أقول فاطيمية، ولم تكن فاطيمية حقيقية، في مصر وتونس وجزائر والمغرب العربي، استطاع الصليبيون أن يحتلوا الشام وان يحتلوا القدس، وأن يمكثوا في بعض المناطق لمئتي سنة، وفي القدس الشريف تسعين سنة، ولم يستطيع صلاح الدين وغيره ومن قبله أن يحرروا هذه الاماكن الا بعد التوحيد. وحد صلاح الدين الامة الاسلامية وارجع المغرب الاسلامي المتمثل بمصر وتونس والجزائر والمغرب اليوم، أعادها للخلافة، وتوحدت الامة، وحينئذ انطلق صلاح الدين من التوحيد الى التحرير، وحاول قبله عماد الدين زنكي ونورالدين الشهيد رحمة الله عليه وعليهم جميعا، ولكن لأنه لم يتم توحيد الامة لم يستطيعوا ان يفعلوا شيئا كبيرا، رغم اخلاصهم، ومع انهم هم الذين كانوا امتدادا عظيما لصلاح الدين.
فالوحدة هي الاساس لحماية الامة، لحماية اراضينا لحماية مكتسباتنا، وكما يقول جارودي ان الحضارة الغربية اليوم وقوتها تكمن في أنها استطاعت ان تأخذ ثورات وخيرات ومعادن ثلاث قارات، آسيا وأفريقيا التي نحن المسلمين في هاتين القارتين بشكل كبير، وكذلك أمريكا الجنوبية، ولذلك حينما فقدت الحضارة الغربية هذه المكاسب اليوم، نالتها هذه الازمات المالية، كانوا يعيشون على ثرواتنا على بترولنا كنا نستفيد من البترول 5% أو 10 % وتسعين بالمئة من واردات البترول والذهب والمعادن لهم، ولا زالت نسبة كبيرة في بعض الدول تدخل في جيوب هؤلاء، يبنون حضارتهم على اساسنا، نحن نعيش الفقر والعذاب، وهم يعيشون الرفاهية على حساب الشعوب، وكل ذلك كما يقول جارودي وغيره بسبب تفرقنا وبسبب تمزقنا، والا فكيف تستطيع مثل هولندا، بلد صغير في ذلك الوقت، كانوا حوالي مليون أو أكثر بقليل نسمة، تحتل اندنوسيا التي فيها حوالي 17 ألف جزيرة اسلامية، واليوم قريبا من ثلاثمئة مليون مسلم، أن تحتلها، وكيف تستطيع بريطانيا وحدها أن تحتل امبراطورية ما كانت تغيب عنها الشمس، كل ذلك بسبب التفرق والتمزق، فلذلك ليس السبيل فقط هو الثورات، والثورات وحدها والحرية والديمقراطية وحدها لن تخلصنا مما نحن فيه، ولكن نحن نريد أن نتحرر تماما كما تحررنا من الظلم الداخل، نتحرر كذلك من الظلم الخارج، ومن اشياء التي تفرض علينا من الخارج، ان نكون عبدا لله سبحانه وتعالى حقا وحقيقة.
ومن هنا تناولت سورة آل عمران من الاية المئة الى الاية 115، تناولت حقيقة الوحدة، كيف تتحقق الوحدة، روح الوحدة، تحديات الوحدة، معالجة ومواجهات هذه الوحدة، فتحدثت هذه الايات الكريمة بإختصار شديد عن اذا اردنا الوحدة – الشرط الاول – فلا بد ان نرجع الى المرجعية الاساسية، والمرجعية الاساسية لهذه الأمة هي الكتاب والسنة ” كيف تكفرون وانتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله”، اذا نحن – مع احترامنا الشديد للمذاهب والاراء الفقهية- كانت مرجعيتنا المذهب فقط او الطائفة فقط، لا يمكن ان تكون هناك وحدة، متى تكون الوحدة؟ اذا رجعنا الى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى أقل التقدير في الثوابت.
الشرط الثاني: ان تكون القلوب صافية نظيفة سليمة متقية عابدة لله سبحانه وتعالى ” يا ايها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتمون الا وأنتم مسلميون”، والتقوى هذه هي الرقابة الداخلية التي تجعل الانسان عبدا لله، ولا يكون عبدا لنفسه ولأهوائه وللغير. ثم بين القران الكريم في سورة المؤمنون واكدت هذه المسئلة فقال: ” وإن هذه أمتكم امة واحدة وأنا ربك فاتقون” فالوحدة، وحدة الامة مرتبطة بالتقوى، أما مع الاهواء والشهوات النفسية والاغراءات والمصالح الشخصية او الحزبية لا يمكن ان تتحقق الوحدة، وفي سورة الانبياء اضاف القران الى التقوى امرا آخر وهي قضية العبودية لله ” إن هذه أمتكم امة واحدة وأنا ربكم فاعبدون” والنون هنا محذوف منه في الكتابة حرف الياء، أي فاعبدوني وتسمى النون هنا نون الوقاية ولأجل الوقوف عند الاية نقرا فاعبدون والا فهي فاعبدوني، أي اعبدوا الله وحده، لا تعبدوا أمريكا، ولا تعبدوا بريطانيا ولا فرنسا ولا أي دولة، وإلا إذا عبدناهم والعبودية بمعنى الخضوع لهؤلاء ” فلن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ” فلا بد ان نتحرر اولا من العبودية لغير الله، والعبودية اي اننا نعتمد على الله، ومشكلتنا أن معظم حكامنا يظنون ويزعمون ان كراسيهم تحفظ من خلال طاعاتهم وارتباطاتهم بامريكا او اسرائل أو الغرب، ولو كان هؤلاء الحكام انتخبوا ورضي عنهم الشعب حينئذ لما احتاجوا الى ذلك. اذا هنا اشكالية الحرية، لأنه تجعل الحاكم مرتبطة بشعبه ولا يعتمد في الحكم على الاخرين.
فذا اردنا وحدة الخليج فلابد ان نصفي هذه القلوب لنكون فعلا لله سبحانه وتعالى عابدين له متقين لله، نحن نتعاون مع الاخرين على اساس مصلحتنا او المصالح المشتركة وليس على اساس مصالحهم والخضوع لهم .
الشرط الثالث التربية، التربية على الوحدة، ومصالح الوحدة، وخطورة التفرقة، كما في قوله سبحانه وتعالى” واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا” “واذكروا اذ كنتم اعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا ” اذا كيف كان العرب قبل الاسلام كانوا متفرقين وممزقين، والفرس كان يأخذ جزءا كبيرا من المنطقة العربية، والرومان تأخذ البقية، ثم داخليا فيما بينهم مختلفون على اساس القبلية والعشائرية والافخاذ، فكان التفرق داخليا وخارجيا، فجعلهم الله امة عظيمة، من هذه المرحلة الى قيادة الامة، وقيادة الانسانية، والى قيادة الحضارة، فلا بد ان نذكر دائما هذه المسألة كما قال سيدنا عمر “نحن قوم من ارذل القوم فأعزنا الله بالاسلام ولو طلبنا العزة في غير الاسلام اذلنا الله ” فالعزة ليس باللباس ولا بالارقام المميزة ولا بالسيارات الفاخرة وانما قيمة الانسان بما يحمله من عقيدة، ومن اخلاق، ومن تواضع، فهذ هي قيمة الانسان.
هذه التربية مطلوبة، والاوروبيون حينما تحقق سوق الاوروبا المشترك سنة 1966 بدأوا في سنة 1967 بدراسة منافع الوحدة ومفاسد الفرقة من الروضة، فظهر جيل يؤمن بالوحدة فهذه الجيل هو اليوم يقود وحدة أوروبا، واذا لم تكن اوروبا موحدة اليوم لانهارت اليونان واسبانيا ودول اخرى لكن الوحدة حمتهم .
والشرط الرابع: الحماية الداخلية وهو من خلال الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة، وليس بالرسميات ولا بالكرباج، هذا لا ينفع، بل بالعاطفة والمحبة، هكذا الامر بالمعروف ليس بالقوة وانما بالقناعة ” ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف”
والشرط الخامس : الحماية الخارجية أن يكون للأمة جيش كما هو الحال في اوروبا، فالذي يحميهم هو الناتو، ويقول القران الكريم” وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهم” فالمصلحين يعني ان لديهم فوة ثالثة للردع فاليوم في سوريا اخواننا يذبحون ويقتلون، والجامعة العربية وقعت، وبعد التوقيع ضعفت، لأنه ليس لديها القوة او الجيش، اذا المصلح هو القوة الثالثة
الشرط السادس ان تبقى الامة على الخير، أي الاحسنية، اي لها انتاج وعندها الاكتفاء الذاتي، ولكن كيف تكون الامة امة الخير وهي تستورد كل شي من الخارج، فالخيرية يحب ان يكون في كل شئ، نحن مع الاسف الشديد اليوم ، خلال قرن او قرنين، حصرنا العمل الصالح، وحصرنا الخير، وحصرنا كل شئ في الامور الاخرة، اما والله ان آخرتنا تمر من الدنيا، فالعمل هو العمل الحسن في الدنيا والاخرة، وحينما يبتلينا رب العالمين “أيكم أحسن عملا” فالعمل هنا تشكل كل الاعمال من الصلاة والصوم وكذلك يشمل عملك في الجامعة، او المصنع، كيف تكون حياتك لله سبحانه وتعالى اذا الخيرية تكون في كل شئ.
الشرط السابع العلاقات الجيدة مع الاخرين فالامة الواحدة لا تعني الصراع مع الاخرين، ولذلك الله سبحانه وتعالى في نفس الايات تمهد لنا ” ليسوا سوءا” اي يجب على المسلمين ان تكون لهم علاقات مع الدول الخارجية، التي لا تطمع فينا، ولابد ان لا نعلن الحرب على الاخرين.
هذا كان باختصار شديد معالم الوحدة والتحديات نعود اليها في خطبة اخرى انشاء الله
الخطبة الثانية
اذا كنا قد تحدثنا عن اهمية الوحدة، فليست بالضرورة ان الامة الاسلامية مرة واحدة تتفق، خاصة في ظل الظروف الحالية، وفي ظل ما فعلته الاعداء طوال اكثر من 300 او 500 سنة فالصراعات والاعداء يعملون في هذه الامة لتفريقها ولتمزيقها، ولأخذ ثرواتها والسيطرة عليها سيطرة كاملة، فاليوم اي مبادرة للوحدة ففيها خير، فاذا كانت الدول الخليجية قد نادي بالوحدة فهذا أمر جيد بل مطلوب شرعا لأن الوحدة فريضة شرعية بنصوص كثيرة من الكتاب والسنة، وضرورة عقلية ايضا فالعالم كله يتجه نحو الوحدة. فانظر الى الصين والى الان مع مشاكله الكبيرة لا يفرط في تايوان ولا على اصغر جزرها وتحارب كل من يعترف بهذه الدول التي هو يعتبرها جزءا منها، لأنها تعرف أهمية الوحدة، وحينما هدم جدار برلين بين الالمانيتين الشرقية والغربية كانت تكلفة الوحدة في حدود مئة مليار ، وذلك من اجل حماية نفسها، وان يبقي المانيا من خلال الوحدة كأكبر قورة اوروبية سياسيا واقتصاديا، وكانوا مستعدين لدفع تريليون من الدولارات من اجل وحدة 17 مليون شخصا. واما نحن فنفرط بسهولة انظروا الى جنوب السودان تم التفريط بآلاف من الكيلومترات وانتهت المسألة.
لذا نرحب بوحدة الخليج ولكن هذه الوحدة تحتاج فعلا الى التمهيد، لأننا حقيقة خلال هذه السنوات الكثيرة، 32 سنة، كانت هذا التعاون قائمة على مجرد تعاون، فالانتقال من مرحلة التعاون الى مرحلة الوحدة نحتاج فيها الى اهم شئ فيه وهي توحيد البنية التحتية التشريعية، وليس في الضرائب فقط كما يريدون، انما في معظم مجالات الحياة الا ما يخص كل دولة بعينها.
والامر الثاني البدء كذلك بالجانب الاجتماعي اي توحيد المجتمعات من حيث الفروق، اي تزال هذه الفروق الاساسية بين هذه المنطقة وغيرها لتكون منطلقا لوحدتنا العربية والاسلامية، فلا مانع من وحدة خليجية وبعدها عربية ومنها الى وحدة اسلامية بشرط ان نخطو الخطوات، ثم بعد ذلك نبدأ فورا بالوحدة الاقتصادية فالظروف الحالية لدول الخليج تمكنها من تحقيق هذه الوحدة الاقتصادية بالاضافة الى تقوية الجيش، فدرع الجزيرة ضعيف، ويحتاج لأن تكون على مستوى دول الخليج، وعلى مستوى اطماع العالم نحو الخليج سواء كان قريبا ام بعيدا، فلا بد ان يكون هذا الدرع، فعلا درع، وان يبذل فيه، والامر الاخر المحاكم العدلية المتميزة المستقلة على مستوى دول الخليج بحيث تكون مرجعية للجميع.
نحتاج الى كل هذه من الوحدة، والا ما اسهل الوحدة بالكلمات، انما الوحدة تحتاج الى عدة كبيرة ونحن واثقون في القيادة الخليجية ان يخطو هذه الخطوات.
والامر الاخر ان يكون القيادات متجانسة مع الشعوب، بحيث يكون للشعوب دورها فيما تريد وفيما تقرر وفيما تحاسب ماليا واقتصاديا، اما شعوب مغيبة تكون الوحدة وحدة القادة، ووحدة القادة جربناها وفشلت كلها وانهارت الوحدة اكثر من مرة، وبالعكس ادت الى اسوء، ومن الوحدة الى وشك الحرب كما في حال سوريا ومصر، فلا بد ان ينزل الحكام الى شعوبهم، والشعوب الخليجية والعربية لا تطمع حقيقة كثيرا وانما تريد العدالة والشفافية والحرية.
اذا تحققت الوحدة تزول مشاكلنا، فالان ما يحدث في سوريا، فهذا النظام المجرم لا يريد ان يستفيد من الاتفاقية العربية، بل يزداد سوءا وقتلا، فهذا النظام لا يمكن المعاملة معه بالبروتوكولات وخاصة اذا كانت البروتوكولات ليس وراءها القوة، ورغم اننا نثق تماما ولا شك فيه ان هذا النظام يسقط، ولكن نحن في الخارج من الشعوب العربية وحكامها يتحملون قسطا كبيرا ومسؤولية كبرى امام ما يحدث لأخواننا من تقتيل واهانة وهتك للاعراض وغيرها مما يندى له جبين الانسانية جمعاء.
وما يحدث في اليمن رغم التقدم بعض الشي ولكن لا يزال يحتاج الى دعم اخواننا الحكام والشعوب وخاصة في الجانب الاقتصادي والجانب السياسي .