بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا وقدوتنا محمد المبعوث رحمة للعالمين ، وعلى اخوانه من الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله الطيبين ، وصحبه الميامين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
وبعد
فإن التعاون على البر والتقوى مبدأ أصيل في الاسلام قامت عليه الاخوة الايمانية ، وترتبت عليه آثار اجتماعية واقتصادية كان على رأسها إعادة توزيع الدخل بين المؤمنين ( كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ) ، وشرعت لأجلها مجموعة من الأحكام والفرائض والآداب لتتكون على صخرتها أمة قوية البنيان ، متماسكة الأركان ، تصبح ( كجسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) .
ومن هنا لم تكن فكرة التأمين التعاوني التكافلي ( الإسلامي ) غريبة عن الاسلام ، فتقبلها علماء الاسلام قبولاً حسناً ، وتكفلوها بالرعاية ، ووضع لها العقود والوثائق والمعايير .
واليوم أصبحت هذه النبتة شجرة باسقة أصلها ثابت وفروعها تتدلى في السماء تؤتي أكلها كل حين ، حتى أصبحت مؤسسات التأمين التقليدي ( التجاري ) تتطلع إليها ، وتريد الاقتداء بها من خلال فتح الفروع للتأمين التكافلي .
وتشير الاحصائيات إلى أن صناعة التأمين الاسلامي قد زادت بنسب كبيرة خلال الأعوام القليلة السابقة حتى بلغت أكثر من ثلاثة مليارات من الدولارات ، وأن عدد شركات التأمين الاسلامي قد بلغت المئات موزعة على أكثر من 25 دولة ، ويكفي أن أشير إلى أن عدد شركات التأمين الإسلامي في الكويت وحدها قد بلغ سبع شركات ، كما أن هناك اثنتين تحت التأسيس ، وأن جميع شركات التأمين في السودان تكافلية اسلامية ، كما أن معدل النمو للتأمين التكافلي في حدود 20% ، كل ذلك يساعد على تحقيق الاستقرار ويوفر الموارد لمحاربة الفقر ، ويهيئ الظروف لاحداث التنمية الاقتصادية والاجتماعية على أساس قيم التعاون والتكافل .
ومن هنا يأتي الحديث عن المنافسة التجارية بين شركات التأمين الاسلامي أنفسها ، وهي بالتأكيد تكون لصالح الجودة والاتقان والابداع ، ولصالح حملة الوثائق ، وبينها وبين شركات التأمين التجاري ، وهذا هو موضوع هذا البحث الذي كلفتُ به من قبل اللجنة المنظمة لمؤتمر وثاق الثاني للتأمين التكافلي ، حيث أتناول فيه ما يأتي :
-
مقدمة في بيان المقصود من المنافسة التجارية بين شركات التأمين التكافلي ( الإسلامي ) والتأمين التقليدي ( التجاري ) .
-
أثر مبادئ التأمين التكافلي في المنافسة التجارية مع التأمين التجاري ( مبدأ التبرع ـ الفصل بين أموال المشتركين والمساهمين ـ انتفاء مبدأ الاسترباح من عمليات التأمين ـ مبدأ توزيع الفائض التأميني ) .
-
أثر القيود القانونية واللائحية في المنافسة بين شركات التأمين التكافلي والتأمين التقليدي
-
أثر القيود الشرعية في المنافسة بين شركات التأمين التكافلي والتأمين التقليدي
-
أثر الملاءة المالية والشهرة والخبرة في المنافسة بين شركات التأمين التكافلي والتأمين التقليدي .
-
أثر التسويق والإعلان والتخطيط في المنافسة بين شركات التأمين التكافلي والتأمين التقليدي
-
تطبيقات عملية على تجارب حية وواقعية لشركات تأمين تكافلي وتقليدي .
والله تعالى نسأل أن يكتب لنا التوفيق في شؤوننا كلها ، والعصمة من الخطأ والخطيئة ، في عقيدتنا ، والاخلاص في أقوالنا وأفعالنا ، والقبول بفضله ومنّه لبضاعتنا المزجاة ، والعفو عن تقصيرنا ، والمغفرة لزلاتنا ، إنه حسبنا ومولانا ، فنعم المولى ونعم الموفق والنصير .