بسم الله الرحمن الرحيم
ايها الإخوة المؤمنون
إذا نظرنا الى تاريخ البشرية، وتعمقنا في المجتمعات المتحضرة وفي المجتمعات الفاشلة على مرّ التاريخ الإنساني الطويل، لوجدنا أن أهم عنصر من عناصر تحقيق الحضارة والتقدم والخير هو الأمن والإستقرار،و انه لا يمكن ولن يمكن على مرّ التاريخ ان يقدم مجتمع او تتقدم أمة دون أن يكون لها أمنها وأمانها واستقرارها، وأن الإضطرابات والمشاكل هي التي دائما بمثابة معول لتخريب الحضارات، ولإفساد السعادة، ولترويع الأمنين، ولنشر الخوف والفتن بين الناس أجمعين.
هذا هو التاريخ، وقد أكده القرآن الكريم، وأولى عناية قصوى بقضايا الأمن والأمان للفرد وللجماعة وللمجتمع وللدولة وللأمة، بل للحيوانات والبيئة أيضاً، ولذلك أختار الله سبحانه وتعالى أحد أسمائه الحسنى أن يكون “المؤمن”، أي الذي يعطي الأمن والأمان، وأختار هذا الإسم بفضله ومنه، وسمّى به المؤمنين لأنه يكتب الله سبحانه وتعالى لهم الأمن وهم في الوقت نفسه يعطون الأمن والأمان لغيرهم، كما أختار الله سبحانه وتعالى لهذا الدين إسم الإسلام، الذي هو من السلم والسلام، وجعل تحيتنا السلام عند اللقاء، وفي كل الأوقات، حتى عندما تنهي وتختم صلاتك فإنك تسلم على كل من في يمينك من الانسان والحيوان والنبات، تعطيهم السلام وتعطيهم العهد بالأمان، كما تلفت كذلك الى جانبك الأيسر لتكمل هذا المشوار ولتعطي الأمن والأمان والسلام لكل من في يسارك.
هذا هو الاسلام العظيم الذي يريد للإنسانية جمعاء أن تعيش في ظل هذا الأمن والأمان، ومن هنا منّ الله سبحانه وتعالى على المشركين من أهل مكة، منّ عليهم بتحقيق الأمن السياسي، والأمن الاجتماعي، والأمن الغذائي، والأمن الاقتصادي، والأمن الداخلي والخارجي، ولذلك دعاهم الى مقابلة هذا الأمن بالعبادة لله سبحانه وتعالى الواحد القهار، فقال (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ، الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) فهذا الأمن بأنواعه من أعظم نعم الله سبحانه وتعالى على الإطلاق للبشرية جمعاء .
وأنزل الله دينه الخاتم، الذي هو حقيقة دينه الوحيد، الذي هو إسمه الاسلام من يوم خلق الله آدم وأنزله على الأرض، فاختار له الأسلام ليكتمل بالقران الكريم وبهذه الرسالة الخاتمة التي حملها خاتِم وخاتَم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم.
فيقول الله سبحانه وتعالى بأن هذا الدين هو الدين الوحيد الذي يحقق الأمن بأنواعه، قد يكون هناك بعض التشريعات يحقق أمنا إقتصاديا، أو أمنا إجتماعيا، أو أمنا من ناحية التقدم والعلم والحضارة ومن ناحية المادة، ولكن الأمن الشامل من الأمن النفس والروحي لن يتحقق إلا بهذه الرسالة الجامعة الشاملة التي تعالج هذه الأمراض، وتعالج هذه الإضطرابات، وأكبر دليل على ذلك أن الغرب على رغم تقدمه الهائل، وأنه بلغ من الجانب الإقتصادي والجانب العلمي والتقني المبلغ الذي نشاهده اليوم، ولكنه لم يحقق للفرد أمنه الداخلي، بل يعيش في خواء روحي، وفي مشاكل وإضطرابات نفسية، حتى يعترف بها العقلاء والخبراء منهم، بل إن دولة مثل امريكا 80% من شعبه يراجعون أطباء النفس في مراحلهم المتنوعة.
لذلك يقول الله سبحانه وتعالى مخاطبا المسلمين وغير المسلمين فيقول ( فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ، إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ، الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ)، فبين الله سبحانه وتعالى بأن الأمن الجامع لكل جوانب الحياة الذي يشمل الداخل والخارج والأمن النفسي والعقلي والفكري والتعليمي والذي يشمل الأمن الاجتماعي والاقتصادي والسياسي لا يمكن أن يتحقق إلا بأمور ثلاثة:
الأمر الأول: العقيدة الصحيحة القائمة على توحيد الله سبحانه وتعالى، وعلى ألا يشرك الانسان بالله شيئاً شركا كبيرا أو شركا صغيرا، يكون معتمداً على الله ومتوكلا عليه في كل شئ، ويوحده توحيدا خاصا بالإلوهية والربوبية بأنه الخالق الوحيد والرازق الوحيد، كما لابد أن يؤمن بأنه المستحق بالعبودية بلاشك ولايشرك به شيئا في الخلق والأمر.
هذا الإيمان القوي الذي حينما يتحقق للاسنان يتحقق معه الأمن والأمان، لأنه كما قال بعض السلف سجدة للرب تغنيك عن ألف سجدة لغير الله سبحانه وتعالى، إذا لم يكن لديك هذا الايمان القوي بالله سبحانه وتعالى وبملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره فإنك دائما تكون ضعيفاً، مرة تخضع لهذا ضاناً منك أن الرزق بيديه، ومرة تخضع لذاك، لأنك تظن أن حياتك بيده، مع أن الرزق في السماء وأن الحياة كلها بيد الله، وأنه لن يستطيع أحد أن يزيد أو ينقص لا من عمر الانسان ولا من رزق الانسان، وإنما على الإنسان أن يأخذ بالاسباب وقلبه مرتبط بالله.
فليس هناك خوف للمؤمن إلا من الله، وليس هناك خضوع للمؤمن إلا لله، وليس هناك ركوع وسجود إلا لله، فيصبح شخصية المؤمن بهذا الإيمان شخصية عظيمة قوية ولكنها متواضعة ومتعاملة مع الاسباب، كما كان قدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم . ها الأمر يعطيك الأمن الداخلي.
أما الأمر الثاني الذي هو الأمن الخارجي إنما يتحقق إذا لم يكن الانسان قد ألبس ايمانه بظلم، والظلم المذكور في الاية “نكرة” والنكرة في دائرة النفي – كما يقول علماء الاصول – عامة، أي أي ظلم كان ، الظلم في حق الله، والظلم في حق العباد، والظلم في حق الحيوانات والبيئة والاشجار والنباتات، فحينما تظلمها وتقطعها بدون فائدة وتضر بالبيئة فإنك خالفت أمر الله، وظلمت هذه المخلوقات التي خلقها الله لك حتى تنتفع بها وليس للإضرار بها والاسراف والعبث بها .
فحينما يكون الفرد مؤمنا وغير ظالم وتكون الجماعة مؤمنة وغير ظالمة وتكون الامة مؤمنة وغير ظالمة بهذا المعنى الواسع كما يدل عليه اللفظ وكما فسره النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه يتحقق الأمن والأمان ويصبح الفرد مصلحا وهو الأمر الثالث الذي هو العمل الصالح والعمل المصلح البعيد عن الفساد وعن الاضرار بأي شئ آخر (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ) فالله لن يهلك أية قرية إلا اذا وصلت هذه القرية الى الفساد والإفساد .
فبهذه العناصر الثلاثة يتحقق الأمن للفرد والمجتمع والأمة جميعا وهذا ما بينه الله في آيات كثيرة كما شرحه ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وليس هناك شئ للانسان أفضل للفر حينما يعود أو يخرج من بيته وهو يحس بالأمن والأمان، ولا يحس بهذه النعمة إلا من عاش في الدول أو المدن والقرى التي فيها الخوف والإضطراب والأرهاب والترويع والقلق .
لذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم شارحا هذه النعمة حيث يقول ( من اصبح آمنا في سربه (أي في بيته وشارعه وجماعته وبيئته وأمته) معافا في بدنه وعنده قوت يومه فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها)، ومن يملك الملايين بل المليارات ولكنه يعيش في خوق وقلق، فهو يعيش في اضطراب وفزع ولا يحس بهذه النعمة بل لا يتمتع بهذه النعمة.
يجب على الأمة جميعا حكاما ومحكومين أن يحافظوا على هذه النعمة العظيمة، وأن يعظّوا عليها بالنواجذ، وأن لا يفرطوا فيها، وأن يشكر الله سبحانه وتعالى عليها، فحينما نعيش نحن والحمد لله في هذا الأمن والأمان نشكر الله عليه ونحمده عليه، ونشكر كذلك من يوفر لنا هذا الأمن والأمان – فلا يشكر الله من لا يشكر الناس- من الجهات الأمنية والداخلية والحكومة والرئاسة والأمير، فكل يشكر الله على هذه النعمة في بلده، وإلا يكون من الذين يريدون اثارة الخوف والرعب ويكون لهم حينذاك العذاب الأليم عند الله سبحانه وتعالى.
وبناء على هذا المنطلق، لا يمكن أن تتحقق ازدهار إقتصادي، ولا التنمية الشاملة، ولا يمكن أن تتحقق التقدم في العلوم، ولا يمكن أن تتحقق ما نريد لأمتنا من أن تكون أمة قوية وأمة قادرة على الدفاع عن نفسها، إلا من خلال هذا الأمن والأمان.
وإذا كنا ننعم بالأمن والأمان فإن هذه النعمة ناقصة لأن إخواننا في كثير من البلاد يعانون من الاضطراب والفزع والخوف والقتل والمشاكل. وأعداء الاسلام لن يتركوا هذه الأمة، فهذه الامة لديها كل مقومات الحياة ، الله سبحانه وتعالى أكرمها بنعم لا تعد ولا تحصى، حتى قال أحد الخبراء من فلبين: لا تجد منطقة اسلامية الا وتجد فيها البترول حتى في الفلبين. فالله أكرمنا بذلك حتى نتفرغ لعبادة الله، حتى نتفرغ للتقدم، والعبادة هنا ليس للشعائر فقط، وانما إقامة الأمن والأمان للأمة، وإقامة التقدم والحضارة .
فالأمة وإن كان لديها تريلونات من الاموال وتريلونات مكعبات من البترول والغاز لن يتحقق لنا التقدم ولا الحضارة إلا اذا عشنا في الأمن والأمان والاستقرار.
فلننظر ماذا فُعل بنا وماذا فَعلنا نحن بأنفسنا؟ ما جمعت الأمة مبلغا إلا ودخلنا في حرب، فالفترة التي عشناها من الثمانينات الى الأن مليئة بالحروب ، حرب العراقية الايرانية، ثم احتلال الكويت وإخراج العراق من الكويت، واحتلال أفغانستان، والحروب الصومالية، والأن مالي، وهكذا فالأعداء لا يريد لهذه الامة أن تستريح، وكانت اليهود تخطط حرباً لهذه الامة كل عشر سنوات واستطاعت الصهاينة وأعداء الاسلام جميعا من الداخل والخارج أن يجعلوا الامة في كل سنة في صراع كما قال الله تعالى (أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ)، لا يتوبون: أي لا يتوبون الى الله ويستفيدون مما عندهم من القران الكريم والسنة النبوية، ولا هم يذكرون: أي ليس لديهم العقل ومن الحكمة أن يبحثوا عن أسباب هذه الإضطرابات، ويحلوا مشاكلهم بأنفسهم حتى لا يحتاجوا الى الخارج، وحتى الخارج لا يؤثر فيهم.
هذه الأمة قد ابتليت بالدكتاتوريين والظلمة وهو جزء من هذه المشكلة لأن أعداء الاسلام يعرفون أن الانسان لن يقبل بالذل، فحينما يأتي الحاكم الظالم أي أن الدولة في الاضطرابات، ولكن الحمد لله في بعض البلاد وفقنا الله سبحانه وتعالى ووفق هذه البلاد للقضاء على هؤلاء الظلمة الطواغيت، وكنا نقول ونتفائل ولازلنا متفائلين بأنها تستقر، وأن الأمور في مصر وفي تونس وليبيا واليمن بعدما انتصرت الثورة يعود اليهم الأمن والأمان، وتبدأ القيادة الحكيمة فعلاً بتحقيق الخير، ووجدنا فعلا على سبيل المثال كيف تغيرت الأمور في مصر خلال أربعة أشهر الماضية. ففي عام 2008 قام الكيان الصهيوني بمحاولة تدمير غزة بالكامل، ومرت أكثر من 18 يوما من الحرب، ودمرت غزة، وكانت مصر في ذلك الوقت مع العدو الصهيوني ولا تريد أن توقف الحرب حتى تؤدب حركة حماس، وهكذا فعل. ولكن هذه المرة رأيتم الأمة في ثلاثة اشهر من الأمن كيف يكون، فقد وجهت مصر رسالة قوية لأمركيا بأنه اذا قام الكيان الصهيوني بغزو البري لغزة فإنكم ستخسرون مصر بالكامل. فاهتزت أمركيا بذلك وأجبرت الكيان الصهيوني بالتراجع . هكذا كانت الامة في ثلاثة اشهر فكيف ستكون هذه الامة لو تركت لسنوات؟
الأمة الاسلامية ليست قليلة لا مكانة ولا ثروة ولا بشرا ولا جغرافية فالامة تتحكم في البلاد نحن نقع في الوسط يمكننا قطع الشرق عن الغرب وبين الشمال والجنوب فلنا مكانة عظيمة.
وقد تشرفت قبل اسبوعين أن أكون في غزة وأرى إخواني، وأخطب أنا و ثلاثون عالما من علماء الامة للخطبة في مساجد غزة، وأن نتشرف بزيارة اسر الشهداء والجرحى، وأن نرى بأم أعيننا التدمير الذي وقع ولكن الشعب – رغم الفقر الغريب ورغم التدمير وعدم وجود البنية التحتية – صامد ووجوهم ضاحكة مستبشرة، وما رأيت من أمثالهم في السعادة والاحساس بالسعادة لا في أمركيا في أيام عزها ولا في اوروبا، أمة آمنة، أمة بطلة مجاهدة، ولكنها متروكة .
فما يراد الآن في قضية مصرمن عدم الاستقرار جزء من هذه المؤامرة الخطيرة، واتسائل لما لا يمكن أن يكون هناك حوار وتفاهم ولماذا التنمّر، ويصبحون نمرا وأُسودا أمام جهة شرعية منتخبة. الله سبحانه وتعالى أمرنا أمرا ملزما بطاعة أولياء الأمور وأن ننصحهم بالحكمة والموعظة الحسنة مادام ولي الأمر قد أخذ حقه بشرعية من الأمة، وليس بالسب والشتائم والقتل والتخريب. فمن يتحمل دماء هذه القتلى ؟
لابد أن ننتبه، فمهما كان لنا الأمن فأمن الأمة الاسلامية واحد، وعزتنا واحدة، وقوتنا واحدة، ولاسيما لدولة مثل مصر التي لها ثقلها ودورها وفضلها على مر التاريخ، ولابد أن لا ننسى دورهم في التعليم، وفضلهم في الدفاع عن القضية الفلسطينية طوال اربعين وخمسين سنة ضحوا بأبنائهم وفلذات أكبادهم وأموالهم ولكننا لم نعينهم ولم نساعدهم في حرب اكتوبر فأدى ما ادى الى اتفاقية كامب ديفيد، فكل قادات العرب انذاك يتحملون الاثم مثل إثم سادات، ولم يساعدوا الشعب الذي كاد أن يثور في 76 . ويتكرر اليوم المؤامرة، فبعض الحكومات بدل أن يدعم القيادة في مصر الذي انتخبتها الشعب، سخرت المليارات الدولارات لهذه الثورة المضادة، ومن المستفيد من الاضطرابات في مصر؟ هل هم مستفيدون؟ لا والله ولكنهم سينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون بإذن الله تعالى .
اسأل الله العظيم أن يحفظ مصر من هذه المؤامرة الكبيرة، وأن يعيد مصر الى أمنها واستقرارها، وأن يرشد المعارضة الى الخير، وأن يلين قلوبهم لما فيه مصلحة مصر، وأن يكشف هؤلاء الكاذبين الذين يزيفون، وأن يكشف الفلول وأموال الفساد، وأن يكشف كل هذا للشعب وأن يوجه الشعب قوته للقضاء على هؤلاء المفسدين الذين عاثوا في الأرض فسادا.
الخطبة الثانية
حينما كنت- قبل ان آتي الى هذا المكان الطاهر- أهئ الخطبة واراجع الآحاديث والآيات كالعادة، ووقفت عند هذا الحديث النبوي الشريف ( من أصبح آمنا في سربه معافا في بدنه وعنده قوت يومه فقد حِيزت له الدنيا بحذافيرها)، عشت في حالة غريبة جدا مع اخواني في سوريا، فوجدت أن إخواني وأخواتي وأولادنا في الشام وفي سوريا ليسوا آمنين في سربهم ولا في قراهم ولا في بيتهم ولا في خيامهم ولا ملاجئهم، وأن معظمهم جرحى لا يجدون الدواء، وأطفالهم مرضى لا يجدون الغذاء والدواء، وليس عند معظمهم -وهم الشرفاء والكراماء – قوت يومهم، فتأثرت كثيراً وأحسست بالتقصير والمسؤولية على مستوى الجميع، على مستوى الحكام، وكل هذه الاموال، فعلى الأقل تقدير ندبر ونوفر لهم الأموال
فقد رأيتم كيف كشفت قناة الجزيرة- وأسأل الله أن يحفظها ويحفظ هذا البلد الذي فيه الجزيرة- هذه المآسي، وهناك من الاموال تستثمر بالربا والفوائد في بلاد الغرب، لما لا يؤتى بجزء منها اذا لم نستطيع أن ندعهمهم بالسلاح ليعيشوا عيشة كرماء، وما أكثر الأموال والصدقات والزكواة عندنا، وما أكثر ما يجمع، ولكن في الحقيقة هناك خلل، ولا بد ان نتحمل هذه المسؤولية كأفراد وجماعات، فما يحدث في سوريا تجاوزت كل الحدود في القتل، ولا يزال لم يتحرك الا قلة قلية من الدول مثل مصر وقطر والسعودية وتركيا، ولكن من بين 57 دولة اسلامية و279 دولة في الامم المتحدة وأمين العام للامم المتحدة هناك الآن ولكن ما الذي يستفيدون من زيارته إذا لم يحقق لهم الأمن والأمان، فهذه مسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى.
لا يتحقق ايمان المؤمن الا اذا أحس بإخوانه في كل مكان ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد) فلا بد أن نحس وأن نعمل وأن ننفق بكل ما نملك.
وكذلك إحساسنا بإخواننا الروهنجيين في ميانمار وقد تشاهدون غدأ هذا الفيلم الوثائقي،وقد شاهدت مقتطفات منها، تهتز لها النفوس وتلين لها الجلود من هذه الابادة الجماعية الخفية لأخوانكم في بورما، وللاسف الشديد الدولة المسلمة الجارة لم تساعدهم في محنتهم.
وهكذا في أغلب الدول السلامية فعلينا الدعاء والعمل والانفاق وأن نساهم إعلاميا في كشف مأساة المظلومين والمضطهدين.